ما الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي؟
يتم استخدام مصطلحات مثل ” الذكاء الاصطناعي ” و ” التعلم الآلي ” بكثرة في الآونة الأخيرة للتعبيرعن التطور التقني والاختراعات الجديدة، ولكن حقيقة لا يعلم الناس ما الذي يعنيه كل منهما بالضبط. حتى بدأ الأشخاص يعتقدون أن كلاهما يعنيان نفس المبدأ أو الفكرة. بينما في واقع الأمر، هناك فرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. فما هو ؟
التعريفات
في بادئ الأمر، ولأجل فهم الفرق الحقيقي بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، علينا استيضاح تعريف كلٍ منهما:
الذكاء الاصطناعي: هو المجال المتعلق بجعل الحواسيب والآلات التقنية والتكنولوجية الحديثة قادرة على حل المشاكل والمعضلات، والقيام بالمهام والأنشطة البشرية بكفاءة عالية، وذلك من خلال إنشاء برامج حاسوبية ذكية وخوارزميات تتبنى طريقة العقل البشري في التفكير. أو بعبارة أخرى أقل تعقيدًا، يمكن القول عنه أنه ” جعل الجهاز أو الحاسوب ذكيًا “.
التعلم الآلي: أحد أشكال وطرق الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى بناء برمجيات ذكية اعتمادًا على فكرة بسيطة، وهي التعلم بعد الخبرة. أي أن البرنامج يصبح قادرًا على ابتكار وتطوير طريقة لحل مشكلة معينة أو إنجاز مهمة معينة من خلال تزويده بكمية كبيرة من المعلومات والبيانات التي يتدرب عليها في البداية. ويمكن للبرنامج أن يصبح قادرًا على ” تخيل” المهمة التي يراد تنفيذها أو الهدف المراد تحقيقه. يعني هو ” الطريقة أو الكيفية التي من خلالها نجعل الجهاز ذكيًا”.
إقرأ أيضًا:
لماذا ترتكب أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخطاء متعمّدة؟
أي بي إم تطلق برنامج لتحسين التعلم الآلي
تقنية ذكاء اصطناعي جديدة يستخدمها فيسبوك لتحسين مستوى ذكاء الذاكرة الآلية
الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
نستنتج من التعريفين السابقين أن التعلم الآلي هو إحدى طرق تطبيق الذكاء الاصطناعي. ربما يمكن تبسيطها ب ” الغاية والوسيلة “، على أي حال، يمكننا تنفيذ الغاية بأكثر من وسيلة، يعني بعبارة أخرى، فليس بالضرورة أن كل نموذج أو برنامج أو تطبيق ذكاء اصطناعي يمكن وصفه على أنه تطبيق تعلم آلي، من جهة أخرى، كل نموذج أو برنامج تعلم آلي يمكن وصفه أنه برنامج ذكاء اصطناعي.
وبالاستناد على التعريفات يمكن التوصل إلى فرق آخر: إن الهدف من وراء الذكاء الاصطناعي هو أن يحل مشكلة أو تحديًا ما بشكل مثالي وخالٍ من الأخطاء، عن طريق محاكاة العقل البشري. بينما يهدف التعلم الآلي إلى بناء الطريقة التي من خلالها سيتم تحسين عمل البرنامج ليصبح أكثر دقة وقدرة على استيعاب عدد أكبر من البيانات ليصل إلى حل لمشكلة ما. بمعنى آخر، تهدف برامج الذكاء الاصطناعي إلى الوصول إلى حل بغض النظر عن الكيفية، أما التعلم الآلي فيبحث في الكيفية التي سيتم استخدامها لجمع المعلومات ليتم الوصول إلى حل لمشكلة ما.
على أي حال، يبقى الجدال بين المفهومين قائمًا، و يزداد تشعبًا يوماً بعد يوم. وتلعب الاختراعات التقنية والتطور التكنولوجي الذي نعيشه اليوم دورًا كبيرًا في لفت أنظار المجتمعات والمؤسسات إلى هذين المفهومين.
