تعرف على الحوسبة السائدة (المحيطية) وعما تعبر بالتحديد؟
في الماضي وطوال عقود من بداية انتشار الحوسبة، بقيت الأجهزة التقنية محصورة في أماكن ضيقة من المنازل وأماكن العمل. حيث انحصرت التقنية على شكل حواسيب ولاحقاً هواتف ذكية وأجهزة لوحية. لكن الآن هناك تحول كبير للتحول من الحوسبة المحصورة في أماكن محددة لتصبح محيطة بنا في كل مكان. وهذا هو ما يعرف اليوم باسم الحوسبة السائدة، أو الحوسبة المحيطة.
في هذا الموضوع سنتناول ما هي الحوسبة المحيطة وما الذي يميزها عن الأنواع المعتادة من الحوسبة والتقنيات التي تستخدمها. كما سنتناول بعض الأمثلة الموجودة منذ الآن لتطبيق هذه التقنية الثورية في حياتنا.
ما هي الحوسبة المحيطة؟
الفكرة من الحوسبة المحيطة هي نقل الأجهزة التقنية من كونها أجهزة تحتاج للاتجاه إليها للتعامل معها بطرق محددة إلى تقنيات تحيط بك وتتوزع حولك ويمكن التفاعل معها بسهولة كبيرة في الواقع. لذا تعتمد الحوسبة المحيطة على عدد كبير من الأجهزة الذكية الصغيرة ورخيصة الثمن لأداء العديد من المهام بشكل أسهل وأبسط من الطرق المعتادة. حيث أن الهدف هو تبسيط التواصل معها بقدر الإمكان.
ترتبط تقنيات الحوسبة المحيطة بشكل قريب مع العديد من التقنيات الأخرى مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. كما أن هذه التقنية هي أساس أفكار مثل المنازل والمدن الذكية، وتعتمد على إنترنت الأشياء بشدة دون شك. وعلى عكس الشكل التقليدي للحوسبة والتركيز على الواجهات الرسومية للمستخدم (GUI)، عادة ما تفتقد أجهزة الحوسبة المحيطة وجود أي واجهة رسومية أصلاً.
عموماً تتكون أنظمة الحوسبة المحيطة من عدد كبير من الأجهزة التقنية التي تعمل بشكل مستقل لكن بالتعاون مع بعضها البعض. وعادة ما ترتبط هذه الأجهزة المختلفة عبر شبكة سلكية أو لا سلكية، كما أن معظم التطبيقات تتطلب الاتصال بالإنترنت وبخوادم بعيدة لتتم الأمور بالشكل المطلوب.
أين توجد الحوسبة المحيطة في حياتنا اليوم؟
قد لا نلاحظ الأمر لأنه يسير بشكل تدريجي وليس فجأة، لكننا نعيش في عالم يتضمن الكثير من الحوسبة المحيطة في الواقع. حيث هناك تطبيقات مختلفة للأمر مثل الأنظمة الذكية للتحكم بمناخ المنزل. كما أن هناك مكبرات الصوت الذكية (مثل أمازون أليكسا) والهواتف والتلفزيونات. ومؤخراً بات هناك ثلاجات وغسالات وحتى أفران ذكية ومتصلة معاً.
بالطبع تظهر بعض من أكثر تقنيات الحوسبة المحيطة إثارة للإعجاب في بعض من أقل التطبيقات إثارة للاهتمام. حيث تتضمن التقنية أموراً مثل الستائر الذكية التي تغلق وحدها في أوقات الشمس المشعة وتعود للفتح في أوقات محددة. أو الأضواء الذكية التي تتوقف عن العمل تلقائياً عند النوم. وبالطبع أنظمة إنذار المنازل التي لا تبدأ بالتصوير إلا عند وجود حركة، وتقوم بتنبيه المستخدم في حالات وجود خطر محتمل فقط.
على سبيل المثال يمكن رؤية ما الذي تفعله الحوسبة المحيطة اليوم بالنظر إلى المشافي وقطاع الرعاية الصحية. حيث يمكن استخدامها ليقوم حساس نبضات قلب وتنفس بمراقبة الحالة الصحية للمريض. وترسل هذه الحساسات المعلومات للأجهزة الطبية التي تعمل بشكل مختلف حسب المؤشرات. وبالطبع مع نظام لإخطار الأطباء والممرضين عند الاقتراب من حالة حرجة تحتاج لتدخل طبي سريع.
التفاوت الكبير في الحوسبة المحيطة في عالم اليوم
كما أسلفنا، لا يوجد عتبة معينة يمكن عبورها للوصول إلى الحوسبة المحيطة مثلاً. بل أن الحوسبة المحيطة واقعة على مجال بداية من عدم وجودها وحتى التطبيق الشديد لها. لكن ما هو أكيد أن هناك الكثير من التفاوت من حيث وجود الحوسبة المحيطة بين الأماكن المختلفة من العالم، بالإضافة للفوارق الناتجة عن الدخل والثقافة وتفضيلات المستخدمين.
حالياً لا تزال الحوسبة المحيطة مجالاً مخصصاً لهواة التقنية الأكثر اهتماماً بالمجال. حيث لا يزال معظم الأشخاص العاديين لا يستخدمون مساعدات شخصية أو أضواء أو ستائر ذكية مثلاً. وبالطبع لا يمتلك معظم الأشخاص الميزانية الكافية للحصول على ثلاجات وغسالات وأفران متصلة بالإنترنت.
مع الوقت يتوقع أن يصبح هناك انتشار أكبر للحوسبة المحيطة في مختلف مناحي الحياة. حيث أنها تحصل على المزيد من الاستخدامات في أماكن العمل والشركات على سبيل المثال. كما أن العديد من المباني الحديثة تضيف هذه التقنيات إلى المنازل ضمنها مما سيعني أن التحول وعلى الرغم من بطئه فهو يسير للأمام دون شك.
