عرّاب الذكاء الاصطناعي يخشى تفوق هذه التكنولوجيا على البشر
⬤ قال جيفري هينتون الملقب باسم “عراب الذكاء الاصطناعي” أنه يخشى أن تتفوق هذه التقنية على البشر وتتجاوزهم.
⬤ كان هينتون أحد أهم علماء الذكاء الاصطناعي في العقود الأخيرة، لكنه تحول للتحذير من التقنية في الأشهر الأخيرة.
⬤ يرى هينتون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل أخطاراً كبيرة، وسبق أن عبر عن ندمه على عمله في تطويره سابقاً.
يعرف جيفري هينتون في أوساط التكنولوجيا بأنّه عرّاب الذكاء الاصطناعي، وقد أجرى في الآونة الأخير مقابلة مع برنامج 60 Minutes لمناقشة المخاطر المحدقة بالبشرية بسببه، لا سيما أن شركات التكنولوجيا العملاقة تتسابق فيما بينها لتطوير مساعدي الذكاء الاصطناعي وروبوتات المحادثة الآلية. ومع أنّ هينتون حاز جائزة تورينج المرموقة لأبحاثه المتقدمة في هذا المجال، لكنه يرى أن الذكاء الاصطناعي سيتطور حتى يستطيع التفوق على البشر والتلاعب بهم.
وقال هينتون في المقابلة: “أعتقد أننا قد نبلغ مرحلة نواجه فيها أشياء أذكى منا حقاً”، ولم يكتفِ هينتون بهذا الكلام، وإنما أتبعه برسالة إلى موقع Insider أكد فيها بأنه ينبغي للبشر أن “يقلقوا كثيراً” من التقدم الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي.
ولا شك أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي كان طوال الفترة الماضية محطّ جدل كبير؛ فتارة ينال إشادات وثناء كبيراً، وتارة يتعرض لانتقادات واسعة النطاق. وازداد حدة الجدل بشأن هذه التكنولوجيا عقب ظهور بعض الصور والفيديوهات التي أنشأها أشخاص باستخدام الذكاء الاصطناعي لشخصيات عامة حول العالم، وبدت للوهلة الأولى صوراً حقيقة لا مزيفة، فخدعوا بها كثيراً من الناس.
وأشار هينتون في كلامه إلى وضع الذكاء الاصطناعي حالياً، فقال إنّه يفتقر الآن إلى الوعي الذاتي الذي يُمكّنه من استخدام قدراته الكثيرة للتلاعب بالبشر. أما فيما يتعلق بسيطرة هذه التكنولوجيا على الأرض وتحكمها بها، فقال هينتون في المقابلة إنّه “احتمال قائم بلا شك”.
ويعلق هينتون قائلاً: “سيستطيع الذكاء الاصطناعي التلاعب بالبشر، أليس كذلك؟ سيقدر على إقناع البشر لأنه يتعلم من جميع الروايات والكتب التي ألفناها؛ فسيتدربون على كتب ميكافيلي وغيرها، ويعرفون هذه الأمور كلها، ويتعلمون طريقة تنفيذها للتلاعب بنا”.
ويرى هينتون أنّ الذكاء الاصطناعي سيشكل تهديداً حقيقياً في غضون مدة تتراوح بين 5-20 سنة، وهو إلى ذلك يقرّ بأن الأمر يستلزم وقتاً أطول بكثير حتى يصبح الذكاء الاصطناعي تهديداً على البشرية جمعاء، ويقول عن ذلك: “من المحتمل أيضاً ألا يتحقق هذا التهديد على أرض الواقع”.
ولا يغفل هينتون عن المخاطر الأخرى المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل استبدال الموظفين في العمل وإنشاء أخبار زائفة ووجود تحيز غير مقصود في أدواته المختلفة. ويشبه هينتون كذلك آلية عمل الذكاء الاصطناعي بالشبكة العصبية للدماغ البشري، ويرى أنظمةَ الذكاء الاصطناعي أفضلَ بكثيرٍ من العقل البشري في عملية التعلم، وذلك بصرف النظر أنّ روبوتات المحادثة الآلية لا يوجد فيها إلا تريليون وحدة اتصال مقارنة بـ 100 تريليون وحدة اتصال في دماغ الإنسان.
وعلى العموم سبق لهينتون أن عمل في شركة جوجل خلال الأعوام العشرة الماضية، قبل أن يتقاعد منها في العام الحالي. وكان قد أفصح سابقاً عن ندمه لدوره في تطوير الذكاء الاصطناعي، لكنه قال في المقابلة إنّه غير نادم بتاتاً على الأمور الخيّرة التي تستطيع هذه التكنولوجيا توفيرها للناس.
وقال هينتون ختاماً: “أواسي نفسي بالعذر البديهي، فأقول إنني لو لم أطور هذه التكنولوجيا، لساهم شخص آخر في تطويرها. وقد يتعذر أحياناً أن تدرك الطريقة التي تستطيع بها منع الجهات الشريرة من استخدام هذه التكنولوجيا لتحقيق أغراضها الفاسدة”.