خلال 10 سنوات، انخفضت تكلفة توليد الطاقة الشمسية بنسبة 87%
⬤ وجدت دراسة أنه خلال العقد الماضي، انخفضت تكلفة توليد الطاقة من الألواح الشمسية بنسبة 87%
⬤ بالتزامن مع ذلك أدى تطور البطاريات إلى انخفاض تكلفة تخزين الطاقة فيها بنسبة 85% خلال نفس الوقت.
⬤ يعود هذا الانخفاض إلى تطور تكنولوجيا الخلايا الشمسية، وزيادة إنتاجها، وتوفرها بشكل أوسع حول العالم.
نشر معهد ميركاتور للأبحاث حول المشاعات العالمية وتغير المناخ، ومقره برلين، دراسة جديدة تشير إلى أنه خلال العقد الماضي، انخفضت تكلفة توليد الطاقة الشمسية بنسبة 87% وتكلفة تخزين الطاقة في البطاريات بنسبة 85%. مما قد يجعل الانتقال العالمي في مجال الطاقة قابلاً للتطبيق وأقل تكلفة مما كان متوقعاً في السابق.
يقول فيليكس كروتزيج، المؤلف الرئيسي للدراسة ومدير مجموعة استخدام الأراضي والبنية التحتية والنقل التابعة لمعهد ميركاتور: “تشير بعض الحسابات إلى أن الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة بإمكانها تغطية استهلاك العالم الكلي للطاقة بحلول عام 2050 بتكلفة منخفضة. ومع أنه توقع متفائل للغاية، إلا أنه يوضح أن المستقبل مليء بالاحتمالات. ويتعين على علوم المناخ، التي تعطي نماذج سيناريوهات مستقبلية تزود صناع السياسات بالإرشادات، أن تعكس التقدم التقني بأكبر قدر ممكن. وتهدف دراستنا إلى توفير مدخلات لهذا الغرض.”
يعود سبب هذا الانخفاض التدريجي في أسعار الخلايا الشمسية إلى تطور التكنولوجيا، وزيادة إنتاج هذه الخلايا، ووفورات حجمها. والآن، أصبح الحصول على الخلايا الشمسية أسهل بكثير سواء على المنازل أو الشركات في العديد من مناطق العالم. ومع زيادة كفاءة الخلايا الشمسية، يمكن تحويل المزيد من أشعة الشمس إلى طاقة، مما يزيد من كفاءة تكلفتها. كما تعمل المعونات والحوافز الحكومية على زيادة نسبة استخدام الطاقة الشمسية في العديد من الدول.
وفي الوقت نفسه، أصبحت أنظمة تخزين الطاقة أقل تكلفة بكثير، وخاصة تلك التي تستخدم بطاريات الليثيوم-أيون. تعد شعبية السيارات الكهربائية وزيادة القدرات الإنتاجية للبطاريات من العوامل الرئيسية في هذا الانخفاض في الأسعار. فمع تقدم تقنيات البطاريات، زاد عمرها وكثافة تخزينها للطاقة، مما جعل سعرها أكثر تنافسية.
حيث أصبحت البطاريات الآن أقل تكلفة لكل كيلوواط ساعي مما كان متوقعاً لها في عام 2030 وفق دراسة نُشرت قبل عامين. والآن أصبح من المتوقع أن تنخفض العلاوة السعرية لتخزين البطاريات، التي تتيح توفر الطاقة الشمسية بمرونة، من 100% إلى 28% فقط في عام 2030.
كما تعمل شبكات الكهرباء على دمج تقنيات تخزين الطاقة أكثر فأكثر، مما يوفر مزايا مثل تخزين الطاقة الاحتياطية، وموازنة الأحمال، وتقليل حمل الطاقة في أوقات الذروة. لذا تزداد الجدوى الاقتصادية لتخزين الطاقة بسبب هذا التكامل مع التقنيات المُحسنة.
ويقول جان مينكس، أحد مؤلفي الدراسة ومدير مجموعة علوم الاستدامة التطبيقية في معهد ميركاتور: “انبعاثات الغازات الدفيئة أعلى من أي وقت مضى، والتدابير المتخذة للحد منها حتى الآن ضعيفة للغاية، ولكن في هذا الوضع الصعب سياسياً، يوفر التقدم التكنولوجي بصيصاً من الأمل. والأرجح أن تثبت نماذج السيناريوهات الجديدة، التي بدأ البعض بدراستها، في المستقبل أن التحول المناخي العالمي قد لا يكون مكلفاً كما كان مفترضاً سابقاً، حتى ربما أن يوفر التكاليف.”
ويتوقع الخبراء في جميع أنحاء العالم أن تستمر تكلفة توليد الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة في الانخفاض في السنوات المقبلة. ويعود هذا إلى التقدم التكنولوجي، وزيادة المنافسة، والتركيز المتزايد على الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ.