تقرير: كوالكوم قدمت عرضاً للاستحواذ على منافستها Intel في الأيام الأخيرة
⬤ وفق تقرير من وول ستريت جورنال، يبدو أن عملاقة الشرائح الأمريكية، كوالكم، تحاول الاستحواذ على Intel.
⬤ لا تزال الصفقة غير مؤكدة، بل مجرد عرض، وحتى في حال قبولها، يمكن أن تتعرض لعراقيل تشريعية كبرى.
⬤ تعد كوالكوم أكبر شركة مزودة لشرائح الهواتف الذكية في العالم، وتحاول مؤخراً الدخول أكثر إلى سوق الحواسيب.
كشف تقرير أخير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أن شركة كوالكوم الأمريكية قد قدمت خلال الأيام الأخيرة عرضاً للاستحواذ على منافستها Intel، وذلك نقلاً عن مصادر مطلعة داخل الشركتين وفق الصحيفة.
وفق التقرير، لا تزال الصفقة غير مؤكدة في الوقت الحالي، بل أنها عرض فقط من كوالكوم. وحتى في حال كان مجلس إدارة إنتل متقبلاً للصفقة وموافقاً عليها، فمن الممكن ألا يكتمل هذا النوع من الصفقات بسبب كون الشركتين تعملان في مجال الشرائح، ويمكن أن تدخل تشريعات مكافحة الاحتكار في الأمر.
في السابق كان المشرعون الأمريكيون قد حظروا صفقة كبرى لشركة كوالكوم عندما حاولت منافستها السنغافورية، برودكوم، الاستحواذ عليها عام 2018قبل أن تمنع الولايات المتحدة إتمام الصفقة بسبب مداعي الأمن القومي للبلاد.
تأتي أنباء عرض كوالكوم وسط واحدة من أكبر الأزمات التي تمر بتاريخ شركة Intel الممتد أكثر من خمسة عقود. حيث تراجعت قيمة الشركة بأكثر من 60% خلال العام الحالي، وكانت قرابة 87 مليار دولار لدى نشر التقرير عن عرض الاستحواذ، ولو أنها سرعان ما قفزت إلى حوالي 93% ملياراً في أعقاب الخبر.
في السابق، كانت شركة Intel هي أكبر مصنع للشرائح في العالم، حيث بلغت قيمتها حوالي 290 مليار دولار في ذروتها. لكن وفي السنوات الأخيرة تعرضت الشركة لمجموعة متفاقمة من الصعوبات، حيث عانت من تأخيرات عدة في تطوير عمليات التصنيع عالية الدقة للشرائح، مما تسبب بتفوق شركات مثل TSMC التايوانية وسامسونج الكورية في المجال. كما فقدت الشركة شريكاً هاماً لدى تحول Apple لتطوير شرائحها بنفسها بدلاً من استخدام معالجات Intel لحواسيبها.
الآن تبدو معظم مصاعب الشركة ناتجة عن تأخرها نسبياً في تطوير مسرعات الذكاء الاصطناعي، وهو المجال الذي هيمنت عليه Nvidia التي تضاعفت قيمتها 25 مرة في آخر خمس سنوات. وتفاقم الأمر مع التزامات Intel الكبرى نحو بناء مصانع جديدة للشرائح في مناطق متعددة تتضمن الولايات المتحدة وأوروبا، ويبدو أن معظم هذه الخطط معلقة الآن مع تركيز الشركة على مصنعها المخطط في الولايات المتحدة فقط.
يذكر أن كوالكوم كانت قد بدأت منافسة حقيقية مع Intel مؤخراً عندما قدمت أول معالجاتها المخصصة للحواسيب على نطاق واسع بالتعاون مع عدة شركات مصنعة. لكن تشير التقارير الأخيرة إلى أن الزخم حول شرائح كوالكوم الجديدة كان دون المتوقع، ويعزو المحللون ذلك إلى بطء سوق الحواسيب من جهة، وإلى أن ميزة شرائح كوالكوم الأساسية هي حياة البطارية الأطول، وهو تماماً ما تعد به معالجات Intel القادمة للحواسيب المحمولة، بالإضافة لكونها أكثر توافقية.
عموماً، وفي حال تمت الصفقة، ستكون الشركة الناتجة في موقع غير معتاد نوعاً ما. حيث ستكون أكبر مزود لشرائح الحواسيب والهواتف الذكية على حد سواء، لكنها ستكون بعيدة للغاية عن صدارة سوق الشرائح الإلكترونية الذي بات يتضمن عمالقة مثل Nvidia (2.85 مليار دولار)، وBroadcom (799مليار دولار) وTSMC (788 مليار دولار).