هل ستتأثر عائدات Apple بالتخفيض الأخير على حصتها من الأرباح ؟
منذ وقت طويل قررت شركة Apple أنها يجب أن تسيطر على الشكر الأكبر من عملية صنع وتوزيع منتجاتها، لذا وعلى عكس معظم الشركات الأخرى لا تتولى الشركة صنع العتاد فقط، بل تطور الأنظمة التي توضع على عتادها كذلك، كما أنها تحاول صنع أكبر قدر ممكن من مكونات حواسيبها وهواتفها لتتمكن من الوصول إلى أعلى مستويات متاحة من التخصيص. لكن ومقابل الفوائد العديدة لإبقاء منتجات الشركة ضمن بيئة مغلقة، كان هناك عدة عيوب في الواقع، لعل أهمها هي متجر التطبيقات الحصري App Store.
في حال كنت تستخدم أياً من منتجات Apple باستثناء حواسيبها، فالخيار الوحيد المتاح لك للحصول على التطبيقات هو أن تقوم بالتحميل من متجر App Store، ونظراً لهذه الهيمنة الكبيرة والحصرية تستطيع الشركة فرض نسب كبيرة على أرباح التطبيقات، فالمطورون لا يمتلكون أي خيار سوى القبول بالنسبة التي عادة ما تكون 30% أو خسارة مستخدمي أجهزة الشركة كزبائن.
لكن بعد استمرار الأمر كما هو لسنوات طويلة، واجهت الشركة عدة تحديات وصعوبات مهمة هذا العام، حيث بدأت العديد من الجهات الرقابية في مختلف بلدان العالم بالتحقيق حول ممارساتها، كما بدأت شركة Epic Games بدعوى قضائية ضدها. ونتيجة هذه الضغوطات الكبيرة يبدو أن الشركة عرضت حلاً وسطياً بتخفيض نسبتها لبعض التطبيقات والألعاب فقط.
ما هو التخفيض الذي طرحته Apple على عمولتها؟
في السابق كانت شركة Apple تفرض معدلاً ثابتاً من العمولة على أية عائدات تحققها التطبيقات عبر متجر App Store، حيث أن عمليات الشراء داخل التطبيق أو شرائها بالكامل والاشتراكات الشهرية خلال العام الأول تخسر 30% من عائداتها كعمولة للشركة، وفي الأعوام التالية للاشتراكات تنخفض النسبة إلى 15% بدلاً من 30%.
الآن بعد التغيير بات الأمر مختلفاً قليلاً، حيث تم تخفيض النسبة على كامل العائدات التي تحققها التطبيقات إلى 15% بدلاً من 30%، لكن هذا التغيير لا يشمل جميع المطورين في الواقع، بل أنه خاص بالمطورين الجدد فقط، حيث يجب ألا يكون المطور قد جنى مليون دولار أمريكي من العائدات ليتمكن من الاستفادة من العمولة الجديدة المخفضة إلى النصف.
المثير للاهتمام هنا هو أن معظم المطورين في المتجر لا يزالون صغاراً إلى حد بعيد ولم يصلوا بعد إلى عائدات تتجاوز مليون دولار أمريكي. لذا وظاهرياً على الأقل قد يبدو أن الشركة قد قامت بخطوة حقيقية لمساعدة المطورين الذين عادة ما يعملون مع هوامش ربح صغيرة للغاية ويدفعون معظم عائداتهم على التطوير والبحث والعمولة الهائلة لـ Apple.
اقرأ أيضاً: متجر Cydia يقاضي Apple ويصف متجر App Store بأنه احتكاري
هل خطوة Apple تغير شيئاً من حيث عائدات المتجر؟
في السنوات الأخيرة بات التركيز الأساسي لشركة Apple هو مجال الخدمات في الواقع، حيث باتت تجني عشرات المليارات منه، ونسبة كبيرة من عائدات الخدمات قادمة من متجر App Store بالطبع. لذا وعند الإعلان عن العمولات الجديدة بدأ العديد من المستثمرين بالسؤال عن مدى تأثير الخطوة على Apple.
الواقع هو أن عائدات الشركة ستتأثر دون شك لأنها ستجني مالاً أقل من مبيعات العديد من التطبيقات، لكن مدى التأثير هو النقطة المثيرة للاهتمام هنا. حيث أن التقديرات تشير إلى أن المطورين الذين حصلوا على تخفيض لعمولة Apple على تطبيقاتهم وألعابهم لا يشكلون سوى 5% من عائدات متجر App Store في الواقع، أي أن المتجر لن يفقد سوى 2.5% من عائداته فقط، والأرجح أنه سيعوضها ويزيد أكثر كونه ينمو بشكل مستمر عبر السنوات.
بالنسبة لعائدات شركة Apple الكاملة، فتأثير التخفيض الأخير على نسب عمولة المتجر لن يترك أي تأثير في الواقع، بل سيكون أقل من 0.5% في الواقع، فيما أن الشركة تنمي عائداتها بشكل أكبر من ذلك بشكل سنوي.
اقرأ أيضاً: القضية أكبر من حظر Fortnite والوجهة النهائية قد تغير العالم التقني ككل
هل خطوة Apple كافية لتجاهل مشاكل متجرها الأخرى؟
الواقع الذي لا يمكن الهروب منه هو أن متجر App Store احتكاري دون شك، فهو المكان الوحيد المسموح للحصول على التطبيقات والألعاب، وتعمل Apple جاهدة على منع أي بديل ممكن له مثل متجر Cydia على سبيل المثال. ومع نسبة 30% كعمولة على التطبيقات والألعاب فلا شك بأن الكثير من المطورين كانوا ليبحثوا عن استخدام طرق مختلفة بعيداً عن Apple لو كان ذلك متاحاً.
بالنسبة لمعظم المطورين الكبار، لم يتغير أي شيء في الواقع من حيث تعامل Apple معهم، فهم لا يزالون غير قادرين على تجاوز العمولة الكبيرة، وإن كانوا يتيحون الاشتراك أو الشراء من مواقعهم بشكل مباشر، فهم ممنوعون من تضمين ذلك في تطبيقاتهم أو حتى ذكر أنهم يتيحون الدفع من منصات أخرى.
اقرأ أيضاً: من أين تجني الشركات التقنية الكبرى ملياراتها؟
عموماً ومع ما يحدث الآن من تحقيقات بشأن Apple وممارساتها في المتجر، فمن المحتمل أن تتغير الأمور إن نجحت الدعوى القضائية من Epic Games أو في حال قادت التحقيقات الأوروبية والأمريكية إلى تشريعات جديدة تجبر الشركة على تغيير سلوكها، ولو أنها تمتلك ورقة دفاعية قوية: ليست الوحيدة التي تتحكم بالعتاد والبرمجيات المسموحة على عتادها، بل أن هناك العديد من المنتجات الأخرى التي تفعل ذلك، وبالأخص أجهزة الألعاب من Microsoft وSony وNintendo.