من الكويت إلى البرازيل، رقم قياسي عالمي لأطول جراحة روبوتية عن بعد
في إنجاز مذهل، استطاع جراحون في الكويت والبرازيل إجراء عمليتين جراحيتين عن بعد لمريضين في البلدين باستخدام أداة روبوتية، وبهذا سجلت هذه الحالة أطول مسافة فاصلة بين جراح ومريض خلال عملية جراحية باستخدام أدوات روبوتية، فقد بلغت المسافة بينهما 12،034 كيلومتراً.
في 23 سبتمبر الفائت، جرت العمليتان الجراحيتان عبر الارتباط بين غرفة العمليات في مستشفى الأمير جابر الأحمد في الكويت وبين مستشفى Cruz Vermelha في البرازيل، فكانتا أشبه بغرفة جراحية واحدة. وقد أجرى الأطباء خلالها عمليتين جراحيتين باستخدام أنظمة روبوتية متطورة تعمل عبر شبكة دولية آمنة وعالية السرعة.
لا تقتصر أهمية هذا الإنجاز على المسافة الشاسعة، وإنما تتعلق أيضاً بالدقة المتناهية خلال الجراحة، فقد أجريت العمليتان بشكل شبه فوري تقريباً. وكان للاتصال دور حاسم في نجاحهما، إذ سجلت الشبكة زمن استجابة بلغ 199 مللي ثانية، وعرض نطاق ترددي بلغ 80 ميجا بت في الثانية، أما نسبة فقدان حزم البيانات فلم تتجاوز 0.19%. ويعد هذا الاتصال فائق الأداء، وقد سهّل على الجراحين إجراء العمليات دون تأخير ملحوظ رغم المسافة الهائلة.
قام فريق الأطباء بعمليتين جراحيتين، فأجرى جراحون في الكويت عملية لمريض في البرازيل، في حين أجرى جراحون في البرازيل عملية لمريض في الكويت. وكان هدف العمليتين معالجة فتق إربي بالمنظار (TAPP) باستخدام منصات روبوتية مدعومة من شركاء في قطاعي الاتصالات والتكنولوجيا الطبية.
تمت العمليتان بنجاح تام دون حدوث أي مضاعفات لدى المريضين. وشارك في هذا الإنجاز جراحون، وعلماء، ومهندسون لتنسيق الحركات خلال الجراحة بدقة كبيرة. كما صممت شبكة النقل الدولية للربط بين الكويت، ومرسيليا، وساو باولو في البرازيل، لتقليص التباين إلى أدنى حد، وجرى توفير مسارات أخرى متنوعة لضمان استمرارية العمليات دون انقطاع الاتصال.
أشاد سهيل قادر الرئيس التنفيذي لشركة «زين-عمانتل الدولية» (ZOI) بهذا الإنجاز، وقال إنه برهان على قدرة شبكات الاتصالات الحديثة وأهميتها في دعم تطبيقات الرعاية الصحية الحساسة التي تتأثر بالتأخير. وأكد قادر أنّ الشبكة صممت بشكل مخصوص لضمان الأداء الموثوق والاستمرارية، وأشار إلى وجود أنظمة احتياطية تحسباً لأي انقطاع في الاتصال خلال الجراحة.
يحمل هذا الإنجاز الجراحي دلالات بالغة الأهمية، لا سيما أنّ الجراحة الروبوتية عن بعد يمكنها معالجة مشكلة نقص الأطباء الجراحين المتخصصين، فضلاً عن تمكين التعاون بين الدول في هذا المجال. كما يمكنها تنفيذ العمليات الجراحية المعقدة في مناطق تفتقر إلى الخبرات الجراحية المتقدمة.
في المقابل، يبرز نجاح العملية الجراحية عن بعد قابلية تكييف الشبكات لتناسب الرعاية الصحية بعدما كانت مصممة أساساً لمجالات الحوسبة السحابية والخدمات المالية. ففي الرعاية الصحية، ربما تخفق الجراحة نتيجة تأخير لأجزاء من الثانية، لكنّ هذا الإنجاز يشير إلى إمكانية بلوغ مستقبل لا تحول فيه العوائق الجغرافية دون تقديم خدمات الرعاية الصحية المتقدمة.
































