رئيس التنفيذي لشركة ARM: الروبوتات قادمة لتأخذ وظائف المصانع خلال عقد واحد
قد يمثّل الذكاء الاصطناعي الفيزيائي الرهان الكبير التالي لصناعة التكنولوجيا، بحسب رينيه هاس، الرئيس التنفيذي لشركة ARM، والذي يعتقد أن الروبوتات المتقدمة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي ستستبدل قريباً شرائح واسعة من القوى العاملة البشرية، ولا سيما في قطاع التصنيع.
خلال حديثه في فعالية أخيرة في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، رسم هاس ملامح مستقبل تشكّله وكلاء الذكاء الاصطناعي والروبوتات، متوقعاً أن تتولى الروبوتات الشبيهة بالبشر معظم وظائف المصانع خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة. وتكتسب هذه التوقعات أهمية خاصة إذا ما علمنا أن قطاع التصنيع يوظف ما يزيد على نصف مليار شخص حول العالم.
يرى هاس أن أحد المحركات الرئيسية لهذا التحول هو المرونة. فعلى عكس الروبوتات الصناعية الحالية، التي تُصمّم عادة لأداء مهمة واحدة محددة وضيقة النطاق، يمكن لروبوتات «الذكاء الاصطناعي الفيزيائي» المستقبلية أن تُعاد برمجتها وتكييفها لأداء مجموعة واسعة من الأعمال. وأكد هاس أن القدرة على تبديل المهام بسرعة تجعل الذكاء الاصطناعي الفيزيائي أكثر تأثيراً على التصنيع مقارنة بالأتمتة التقليدية.
يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي الفيزيائي إلى أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة مدمجة داخل الروبوتات والآلات المادية الأخرى، بما يمكّنها من الإدراك والفهم والتفاعل مع العالم الحقيقي. وعملياً، يعني ذلك آلات قادرة على العمل خارج البيئات الرقمية المضبوطة والتعامل مع مهام واقعية معقدة.
رغم أن الأتمتة متجذرة بالفعل بعمق في قطاع التصنيع، أشار هاس إلى أن الروبوتات الحالية ما زالت محدودة. فالأنظمة القائمة تعتمد على عتاد وبرمجيات متخصصة ومحسّنة لأحمال عمل محددة، ما يقيّد قدرتها على التكيّف. واقترح أن الذكاء الاصطناعي الفيزيائي يمكن أن يتجاوز هذه القيود من خلال تمكين الروبوتات الشبيهة بالبشر من «تعلّم» المهام بشكل ديناميكي بدلاً من برمجتها بشكل جامد مسبقاً. وهذا من شأنه أن يسمح للمصانع بنشر روبوتات عامة الغرض قادرة على شغل أدوار متعددة، ما يقلل الحاجة إلى قوى عاملة بشرية كبيرة إلى جانب آلات أحادية الوظيفة.
وسلّط هاس الضوء أيضاً على النقل الذاتي بوصفه مثالاً على مسار تطور الذكاء الاصطناعي الفيزيائي. فسيارات الأجرة ذاتية القيادة اليوم، مثل تلك التي تشغّلها شركة وايمو، تعتمد على تجهيزات عتاد واسعة تشمل «الليدار» والرادار وعدة كاميرات. ومع مرور الوقت، يتوقع هاس أن تقلل نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً من عبء العتاد، عبر تولي عمليات اتخاذ القرار المعقدة باستخدام عدد أقل من المدخلات الحسية.
ترتكز رؤية ARM هذه على موقعها المحوري في منظومة أشباه الموصلات. فقد أشار هاس إلى أن الشخص العادي يعتمد بالفعل على ما بين 50 و100 شريحة قائمة على ARM عبر الهواتف والأجهزة المنزلية وغيرها من الأجهزة. ويعتقد أن الكفاءة نفسها وقابلية التوسع ذاتها يمكن أن تمكّن الروبوتات الشبيهة بالبشر قريباً من أداء أعمال ذات معنى داخل المصانع.





















