إطلاق ChatGPT 5.2 الجديد بعد أسابيع فقط من سلفه؛ ما الجديد؟
أطلقت شركة OpenAI رسمياً إصدار GPT-5.2 الجديد من روبوت محادثتها بعد أسابيع قليلة فقط من وصول ChatGPT-5.1. وبينما ركّز التحديث السابق على استعادة الشخصية والدفء الحواري اللذين افتقدهما إصدار 5.0، يتخذ GPT-5.2 توجهاً أكثر عملية، مع تركيز واضح على الوضوح، والموثوقية، والقدرة على التعامل مع المهام المعقدة وطويلة المدى. ويُعد هذا التطور مهماً بالنسبة إلى OpenAI، التي فوجئت بإطلاق نموذج Google Gemini 3 Pro المنافس، والذي أثبت جاذبيته لعدد كبير من المستخدمين وساهم منذ ذلك الحين في توسيع قاعدة مستخدميه بشكل ملحوظ.
لا يركز تقديم OpenAI للنموذج الجديد على الأرقام أو الادعاءات الأكاديمية، بل يبدو أن تسويقه يستهدف الفائدة اليومية، في وقت أصبح فيه الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة روتينية للعمل والدراسة.
كما في الإصدارات السابقة، يتوفر ChatGPT-5.2 بثلاث فئات: ،Instant وThinking، وPro، حيث توفّر كل فئة مستوى أعلى من القدرات. ويكمن التطور الأساسي في مجال الاستدلال. وتفيد OpenAI بأن GPT-5.2 Thinking يعمل بمستوى يوازي أو يتفوق على مستوى الخبراء البشر في العديد من المهام المهنية. وفي تقييم GDPval، الذي يشمل 44 مجالاً من بينها التمويل، والقانون، والاستشارات، يضاهي النموذج أفضل المحترفين أو يتفوق عليهم في نحو 75% من المهام، بدءاً من إنشاء جداول البيانات وصولاً إلى الأعمال التحليلية المعقدة.
تتمثل قفزة كبيرة في التحسن الملحوظ لقدرات الاستدلال متعدد الخطوات في GPT-5.2. فبدلاً من الاكتفاء بتوقّع الجملة التالية، بات النموذج قادراً على تفكيك المشكلات المعقدة، والتخطيط للخطوات الوسيطة، والحفاظ على التماسك عبر محادثات طويلة أو مشاريع ممتدة. وينعكس ذلك في شروحات أوضح، وتدفق منطقي أفضل، وإجابات متماسكة حتى عندما تمتد المهام عبر مراحل عديدة.
ترتبط هذه المكاسب في الاستدلال ارتباطاً وثيقاً بترقية كبيرة في الذاكرة. وتقول OpenAI إن GPT-5.2 Thinking قادر على تتبع المعلومات عبر مئات الآلاف من الكلمات بدقة شبه كاملة. وبات بإمكان المستخدمين الآن رفع مجلدات مشاريع ضخمة، وتقارير مطوّلة، ووثائق قانونية، أو أوراق بحثية، ليتعامل معها النموذج ككتلة معلومات واحدة مترابطة، من دون فقدان السياق في منتصف الطريق. ويمتد هذا التحسن أيضاً إلى قدرات الرؤية، مع فهم أفضل للرسوم البيانية، والمخططات، وواجهات البرمجيات، وحتى الصور منخفضة الجودة أو المعقدة.
وتُعد الموثوقية التحسن الثالث والأبرز. إذ تؤكد OpenAI أن حالات الهلوسة انخفضت بنحو 30% مقارنة بـ GPT-5.1، وهو ادعاء يصعب قياسه بدقة. ورغم استمرار وقوع الأخطاء، فإنها باتت تتطلب تصحيحاً أقل. كما أصبح النموذج أكثر اتساقاً عند استخدام الأدوات، وهو ما ظهر في سيناريوهات معقدة لخدمة العملاء، حيث تمكن GPT-5.2 من إكمال مهام لم يستطع GPT-5.1 إنجازها.
أخيراً، تسلط OpenAI الضوء على سلوك حواري أكثر أماناً ودعماً، لا سيما عند التعامل مع موضوعات حساسة مثل الصحة النفسية. إلا أن هذا التوجه قوبل بردود فعل غير إيجابية تماماً من مجتمع المستخدمين، حيث انتشر وصف روبوت المحادثة الجديد بأنه «بارد» و«بعيد» وأقل تعاطفاً.
بدأ طرح ChatGPT-5.2 تدريجياً منذ الآن عبر مختلف خطط واشتراكات OpenAI، وصرحت الشركة أن النموذج السابق، GPT-5.1 سيبقى قابلاً للوصول حالياً، لكن دعمه سينتهي خلال ثلاثة أشهر من الآن.
