الملياردير الذي مات مفلساً .. قصة تشاك فيني الذي تبرع بـ 8 مليارات دولار وعاش في شقة مستأجرة!
من هو الملياردير الذي مات مفلساً؟ هناك كثيرون يملكون المال، لكن القليل منهم يعرف كيف يملك نفسه أمام المال. ومع ذلك، كان تشاك فيني حالة نادرة ومختلفة تماماً. رجل عاش ببساطة وتصرف بثروة هائلة كما لو كانت مجرد وسيلة لترك أثر لا وسيلة لبناء مجد شخصي. هذه قصة الملياردير الذي اختار أن يموت بلا رصيد في البنك، لكنه ترك خلفه ثروة من الخير لا تُقدَّر بثمن. خلال السطور التالية، سوف نأخذكم في رحلة مميزة حيث نتعرف على الملياردير الذي مات مفلساً .. قصة تشاك فيني الذي تبرع بـ 8 مليارات دولار وعاش في شقة مستأجرة!
طفولة بسيطة صنعت رجلا مختلفًا

ولد تشاك فيني عام 1931 في نيوجيرسي لعائلة متواضعة، وتعلم مبكرًا أن كل دولار يحتاج إلى جهد حقيقي. كان يبيع بطاقات عيد الميلاد ويزيل الثلج عن الأرصفة ليجمع القليل من المال. لم تكن الحياة سهلة، لكنها زرعت فيه قيمة العمل واحترام كل فرصة.
لاحقا التحق بسلاح الجو الأمريكي، واستفاد من برنامج الـ GI Bill (برنامج مصمم لمساعدة قدامى المحاربين وأفراد عائلاتهم المؤهلين على تغطية تكاليف التعليم والتدريب المهني) لإكمال دراسته الجامعية. وحتى في الجامعة، لم يتخلَّ عن روح الكفاح، فكان يبيع الساندويتشات لزملائه كي يتمكن من تغطية نفقاته.
اقرأ أيضا: غير الإنترنت ولم يربح دولاراً واحداً! قصة مخترع الـ GIF المنسي الذي أضحك الملايين
الطريق إلى المليارات
في الستينيات شارك الملياردير الذي مات مفلساً في تأسيس شركة Duty Free Shoppers التي سرعان ما تحولت إلى إمبراطورية تجارية عالمية. ومع توسعها، أصبح تشاك فيني مليارديرا بين عشية وضحاها. لكن خلافًا لكثيرين، لم ينجرف وراء حياة الرفاهية والمظاهر. لم يبحث عن الطائرات الخاصة ولا القصور بل كان يرى أن المال الحقيقي هو ما يستخدم لتخفيف ألم آخرين.
التبرع بكل شيء

بهدوء تام، أنشأ فيني مؤسسة Atlantic Philanthropies، واتخذ القرار الأكثر جرأة في حياته. نقل كامل ثروته إلى المؤسسة دون إعلان أو ضجيج. من تلك اللحظة، لم يعد هدفه تنمية الثروة، بل تنمية التأثير الإنساني. وهكذا، بدأت المدارس والمستشفيات ومراكز الأبحاث بالظهور حول العالم بتمويل سري منه. لم يطلب وضع اسمه على المباني، ولم يرغب بنحت تماثيل أو لوحات التذكارية من أجله. كان يريد شيئًا واحدًا فقط، طفل يتعلم ومريض يشفى وعائلة تنجو.
اقرأ أيضا: من هو تشارلز بابيج أبو الكمبيوتر ؟ كيف تنبأ تشارلز بابيج بالمستقبل الرقمي قبل الكهرباء
فلسفة العطاء في الحياة
أطلق فيني على نهجه اسم العطاء أثناء الحياة “Giving While Living” وكان مقتنعًا بأن الأموال لا معنى لها إذا بقيت موجودة في الحسابات البنكية بينما يعاني العالم. وهكذا استمر في العطاء بصمت.
وبعد سنوات طويلة من التبرعات السرية، بدأت الحقيقة تُكشف، رجل بسيط يعيش في شقة إيجار بلا ساعة فاخرة أو جزيرة خاصة وحتى بلا أي رغبة في لفت الأنظار. هذا الرجل هو تشاك فيني صاحب مليارات الدولارات التي غيرت العالم. وبحلول عام 2020، كانت مؤسسته قد وزّعت أكثر من 8 مليارات دولار. وأصبح فيني فقيرا على الورق لكنه كان أغنى في عيون من لمسهم عطاؤه.
أخيرًا، استعرضنا الملياردير الذي مات مفلساً .. قصة تشاك فيني الذي تبرع بـ 8 مليارات دولار وعاش في شقة مستأجرة! ويمكن القول تشاك أثبت أن العطاء ليس رفاهية، بل رؤية. وأن العظمة ليست في تضخم الأرصدة، بل في اتساع الأثر. وربما تكون رسالته الأخيرة لنا هي أن بإمكان الإنسان أن يموت فقيرا، لكنه عندما يمنح الآخرين فرصة للحياة، يموت أكثر ثراء مما يتخيل”.