ملخص العام 2025: الاستدامة

فريق التحرير

مع التقدم التكنولوجي المتواصل، تتغير أولويات الشركات، ويدخل مفهوم الاستدامة مرحلة أكثر تعقيداً. فقد باتت الطموحات تتصادم بشكل متزايد مع الواقع. ومع دفع الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية لنمو غير مسبوق في الطلب على الحوسبة، أصبحت التكاليف البيئية للحفاظ على الأنظمة الرقمية أمراً يصعب تجاهله. فلم تعد الطاقة، والمياه، والكربون مقاييس نظرية، بل أصبحت قيوداً تشغيلية تشكل القرارات الاستراتيجية.

وفي عام 2025 يتجلى هذا التوتر بوضوح عبر القطاع. فمصادر الطاقة النووية تعود لتبرز كخيار جدي لمراكز البيانات التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة، والاستهلاك المائي للذكاء الاصطناعي موضع تدقيق وشكوك أكبر، والالتزامات المناخية الجريئة التي قُدمت سابقاً يجري تخفيفها أو تأجيلها بهدوء. وتكشف هذه التطورات مجتمعة كيف يُعاد التفاوض حول الاستدامة في عصر يتسم بالتسارع أكثر من التأني.

الطاقة النووية محور اهتمام مجدداً

في ظل الارتفاع المتزايد في استهلاك الطاقة لتشغيل مراكز البيانات، والقيود التي تواجهها شبكات الكهرباء الحالية، بدأت كبرى شركات التكنولوجيا في استكشاف بدائل جديدة، ويبرز الخيار النووي كأحد أكثر الخيارات رواجاً. والخبر السار أن الطاقة النووية تُعد مصدراً موثوقاً ونظيفاً للطاقة، فهي تكاد تكون محايدة كربونياً باستثناء مرحلة البناء الأولية.

مؤخراً، وقّعت شركة ميتا اتفاقية لمدة 20 عاماً مع شركة Constellation Energy للحصول على الكهرباء من محطة نووية في ولاية إلينوي الأمريكية. كما تتعاون جوجل مع شركة Kairos Power لتطوير مفاعلات نووية صغيرة متقدمة (SMRs) لتزويد مراكز بياناتها في الولايات المتحدة بطاقة موثوقة وخالية من الكربون. وكذلك هو الحال مع شركات مايكروسوفت، وأمازون، والعديد سواها، حيث تستثمر هذه الشركات مليارات الدولارات في إحياء صناعة الطاقة النووية.

عطش الذكاء الاصطناعي مستمر

رغم أن استهلاك المياه لنماذج الذكاء الاصطناعي يتباين بشكل كبير بين النماذج، إلا أنه استهلاك حقيقي ومتزايد باستمرار. يقول سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، إن كل استعلام في ChatGPT يستهلك ما يعادل 1/15 من ملعقة صغيرة من الماء. إلا أن الدراسات تشير إلى أن الكمية الحقيقية غالباً ما تكون أكبر بكثير، وحتى أن بعض الباحثين يرفعون التقديرات إلى نصف لتر من الماء للمحادثة الواحدة مع الذكاء الاصطناعي.

يُستخدم الماء في الذكاء الاصطناعي لأغراض التبريد وتوليد الطاقة على حد سواء. والمشكلة أن العديد من مراكز البيانات تقع في مناطق تعاني من شحّ المياه. ويحذر الخبراء من أن الذكاء الاصطناعي، الذي يستهلك مليارات اللترات من المياه العذبة سنوياً، ينافس المجتمعات المحلية على مورد محدود وثمين للغاية.

أجندة البيئة مجمدة حالياً

قبل سنوات قليلة فقط، كانت الاستدامة أولوية كبرى لدى معظم شركات التكنولوجيا، إذ وضعت العديد منها أهدافاً طموحة لتحقيق الحياد الكربوني قبل حدود زمنية باتت قريبة للغاية حالياً. لكن اليوم، لم تعد الاستدامة في صدارة الاهتمامات، حيث بدأت شركات كثيرة تتراجع عن التزاماتها السابقة وتتهرب منها.

مع بقاء الذكاء الاصطناعي في مركز الاهتمام، أصبح «النمو بأي ثمن» هو النهج السائد في القطاع. فقد باتت العديد من الشركات غير مكترثة بمصدر الطاقة، وقبلت باستخدام الوقود الأحفوري الذي كانت ترفضه في السابق. بل إن بعضها لجأ إلى تشغيل توربينات غازية صغيرة وملوِّثة لتغذية بنيتها التحتية بالطاقة، في انتظار أن تتمكن شبكات الكهرباء من مواكبة الطلب المتزايد.

الملخص - أخبار منتقاة من المنطقة كل أسبوع
تبقيك نشرة مينا تك البريدية الأسبوعية على اطلاع بأهم مستجدات التقنية والأعمال في المنطقة والعالم.
عبر تسجيلك، أنت تؤكد أن عمرك يزيد عن 18 عاماً وتوافق على تلقي النشرات البريدية والمحتوى الترويجي، كما توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء اشتراكك في أي وقت.
اقرأ أيضاً
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
حقوق النشر © 2025 مينا تك. جميع الحقوق محفوظة.