ملخص العام 2025: تقنيات الفضاء
تدفع التقنيات المتقدمة حدودها بعيداً عن سطح الأرض، موسّعة البنية التحتية الرقمية إلى المدار ومحولة الفضاء إلى طبقة جديدة من الطبقات التكنولوجية العالمية. فما كان يوماً حكراً على وكالات الفضاء الوطنية بات اليوم يتشكل بشكل متزايد عبر الشركات الناشئة ومزودي الخدمات السحابية والكوكبات التجارية، حيث تتسابق جميعها لتأمين حضور استراتيجي خارج الغلاف الجوي.
وفي عام 2025 أصبح هذا التحول من الصعب تجاهله. فمن مراكز بيانات تجريبية في الفضاء إلى ازدحام متزايد في مدار الأرض المنخفض وتجدد الاهتمام برصد الأرض، تتطور تقنيات الفضاء من استكشافات محدودة إلى أنظمة تشغيلية ذات تبعات جيوسياسية وبيئية واقتصادية حقيقية.
مراكز البيانات تنطلق نحو السماء

مع محدودية المواقع المثالية، وقدرات التبريد، والبنية التحتية للطاقة، بدأت بعض الشركات في استكشاف فكرة إطلاق مراكز البيانات إلى الفضاء. فشركة Starcloud، وهي شركة ناشئة مدعومة من Nvidia، تخطط لإطلاق خادمها الفضائي قبل نهاية عام 2025، بينما أطلق تحالف صيني بالفعل المجموعة الأولى من كوكبة الأقمار الصناعية التي يخطط لنشرها.
هناك ميزات واضحة لإرسال مراكز البيانات إلى المدار حول الأرض: طاقة شمسية مجانية وعالية الفعالية لتشغيل الخوادم، وفراغ الفضاء لتبريدها بكفاءة. ومع ذلك، هناك عيوب كبيرة للأمر، حيث يبدأ الأمر من التكلفة الباهظة لإرسال الحمولات إلى الفضاء، ويزداد التعقيد مع الاستحالة العملية للتحديثات أو الصيانة بعد الإطلاق.
زحام في مدار الأرض المنخفض
في نوفمبر 2025، أطلقت شركة SpaceX مجموعة من 29 قمراً صناعياً إضافياً ضمن كوكبة اتصالاتها Starlink. وتشير التقديرات الحالية إلى أن عدد أقمار كوكبة Starlink قد تجاوز بالفعل 8500 قمر صناعي، وهو رقم يفوق مجموع الأقمار الصناعية النشطة التابعة لجميع الجهات الأخرى مجتمعة. ويعكس هذا النمو السريع سعي SpaceX للهيمنة على مدار الأرض المنخفض (LEO)، حيث توجد معظم أقمار الاتصالات الحديثة اليوم.
في المقابل، تواجه الشركة انتقادات متزايدة من مجموعات تعبّر عن قلقها من الآثار السلبية لهذا التوسع السريع. لكن وبالإضافة إلى SpaceX هناك العديد من الشركات الراغبة بتوسيع كوكباتها حول الأرض، وأبرزها مشروع Kuiper التابع لشركة Amazon وشركة OneWeb، وكلاهما يسرّعان نشاطهما، مما سيترجم إلى ازدحام أكبر حتى في مدار الأرض المنخفض.
مراقبة حثيثة للأرض
منذ بداي سباق الفضاء، كانت مراقبة الأرض من أهم استخدامات الأقمار الصناعية. واليوم تزداد أهمية هذا المجال من جديد، إذ أثبتت أقمار مراقبة الأرض الصناعية فعاليتها كأدوات أساسية لتتبع البيئة، والتخطيط العمراني، وإدارة الكوارث، والدفاع، والعديد من المجالات الأخرى.
في أوائل نوفمبر 2025، أضافت دولة الإمارات الأقمار الصناعية Foresight 3، وForesight 4، وForesight 5 إلى كوكبة مراقبة الأرض الخاصة بها. وقد أوضحت شركة Space42، وهي إحدى أبرز شركات الفضاء في الإمارات ومطلقة كوكبة Foresight، أن أقمارها الصناعية أثبتت جدارتها عبر السنوات، حيث أظهرت أهميتها في تقييم سلامة سد أتاتورك بعد زلزال عام 2023 الذي ضرب تركيا، وفي التعامل مع الفيضانات التاريخية التي شهدتها الإمارات في أبريل 2024.
















