ملخص العام 2025: الشرق الأوسط
في عام 2025، شهد الشرق الأوسط تطورات كبرى شملت توترات جيوسياسية، واتفاقات تجارية، وتقلبات في أسعار النفط. ومع ذلك، يظل قطاع التكنولوجيا واحداً من أهم القطاعات التي واصلت النمو هذا العام.
تضمن العام توقيع الصفقات، وتخصيص استثمارات، وتنمية منظومات جديدة بشكل غير مسبوق. ومع الاتفاقات التي جرت في الإمارات والسعودية خصوصاً، والتطورات الأخرى في المنطقة عموماً، ربما يكون عام 2025 واحداً من أكثر الأعوام تحولاً لقطاع التكنولوجيا في الشرق الأوسط. ومع اقتراب نهاية العام، شملت أبرز الاتجاهات التي رسمت ملامحه ما يلي:
استثمارات مراكز البيانات في تصاعد
في مايو 2025، أُعلن عن مشروع «ستارغيت الإمارات» (Stargate UAE) كأحد أكبر مشاريع الذكاء الاصطناعي في العالم، حيث سيكون جزءاً من «مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي ـ الأميركي» ذي سعة خمسة جيجا واط. وقد بدأ العمل على مشروع ستارغيت الإمارات في أبوظبي بقيادة شركة G42 الإماراتية وبشراكة مع شركات عالمية مثل OpenAI، وOracle، وNvidia، وCisco، وغيرها.
بالإضافة للمشروع، تشهد المنطقة زيادة كبيرة في الاستثمارات الموجّهة للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وكان من أبرزها إعلان شركة مايكروسوفت عن استثمار بقيمة 15.2 مليار دولار في منظومة الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات بحلول عام 2029، إلى جانب شحن عشرات آلاف شرائح Nvidia للذكاء الاصطناعي لاستخدامها في مراكز بيانات جديدة داخل الدولة.
عملاق جديد في عالم الذكاء الاصطناعي
في شهر مايو كذلك، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن تأسيس شركة «هيوماين» (HUMAIN)، لتكون شركة ذكاء اصطناعي جديدة تهدف إلى «بناء منصة ذكاء اصطناعي متكاملة عالمية المستوى لتعزيز القدرات البشرية على نطاق عالمي». ولم تضيّع الشركة وقتاً، إذ أعلنت عن منطقة ذكاء اصطناعي (AI Zone) بقيمة 5 مليارات دولار بالشراكة مع خدمات أمازون السحابية (AWS)، ووقّعت صفقة بقيمة 3 مليارات دولار مع شركة AirTrunk المدعومة من Blackstone، وفي صفقة أكبر حتى، أطلقت مشروعاً مشتركاً بقيمة 10 مليارات دولار مع عملاقة الشرائح الإلكترونية AMD.
بالإضافة للبنية التحتية، أطلقت الشركة تطبيق «HUMAIN Chat» المدعوم بنموذج علام 34B، وهو أكبر نموذج ذكاء اصطناعي باللغة العربية حتى الآن. وبالإضافة لأنشطة HUMAIN في البرمجيات ومراكز البيانات، كشفت الشركة أيضاً عن نشاطها في مجال العتاد عندما أعلنت عن حاسوبها المحمول «Horizon Pro» المزود بمعالج من كوالكوم، مع خطط لتشغيله عبر نظام التشغيل الخاص بها «HUMAIN OS».
هشاشة الإنترنت تظهر إلى العلن
في سبتمبر، انقطعت عدة كابلات إنترنت في البحر الأحمر، مما تسبب في اضطرابات في الشبكات وبطء في سرعة الإنترنت وزيادة في زمن الاستجابة في دول مجلس التعاون الخليجي، وباكستان، والهند. وسرعان ما رسمت خطوط المقارنة مع حادثة انقطاع جرت عام 2008 وتسبب بمشكلات مماثلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. الانقطاع الجديد محدود أكثر من سابقه عموماً، وعلى الرغم من أن الإصلاحات لم تكتمل بعد، فقد كان التأثير الإجمالي طفيفاً نسبياً.
لا تزال أسباب انقطاع الكابلات غير معروفة، إلا أن النظرية الأكثر ترجيحاً تُشير إلى أن نشاط السفن التجارية هو السبب، نظراً لكون البحر الأحمر أحد أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم. لكن وحتى مع أثرها المحدود، شكّلت هذه الحادثة تذكيراً جديداً بهشاشة البنية التحتية للإنترنت والحاجة إلى وجود سبل اتصال بديلة بشكل دائم.
