أمازون ويب سيرفسز تقدم «مصانع الذكاء الاصطناعي» لإتاحة قدرات توازي السحابة بشكل محلي

Ali Wadi Hasan

يعد نشر الذكاء الاصطناعي عبر بيئات المؤسسات مهمة معقدة، إذ يواجه العديد من العقبات، وفي مقدمتها كيفية الاستفادة الكاملة من متطلبات كل مؤسسة، وبياناتها، وبنيتها التحتية القديمة. أما الشركات الناشئة فالوضع لديها أسهل، لأنها تتمكن من نشر حلول جديدة بسهولة أكبر لعدم امتلاكها أنظمة قديمة تتطلب الدمج. يختلف الأمر لدى الشركات الراسخة التي نادراً ما تمتلك هذه المرونة.

ولمعالجة هذه المشكلة، قدمت أمازون ويب سيرفسز (AWS) عرضاً جديداً يحمل اسم AWS AI Factories. ويهدف هذا المنتج الجديد إلى منح المؤسسات والجهات الحكومية إمكانية الوصول إلى بنية تحتية عالية الأداء للذكاء الاصطناعي مباشرة داخل مراكز بياناتها، مما يقلل الحاجة إلى خدمات السحابة في حالات محدودة.

جاء الإعلان خلال فعالية AWS re:Invent 2025 المقامة في مدينة لاس فيجاس الأمريكية، ويعكس اتجاهاً متزايداً بين مزودي السحابة الرئيسيين لتقديم قدرات ذكاء اصطناعي على مستوى السحابة داخل بيئات داخلية محكمة السيطرة. ويشهد هذا النموذج إقبالاً متزايداً من المؤسسات الخاضعة لقوانين صارمة تتعلق بسيادة البيانات والمتطلبات التنظيمية.

تجمع مصانع الذكاء الاصطناعي بين أجهزة AWS، بما في ذلك مسرعات Amazon Trainium، ووحدات معالجة الرسوميات من NVIDIA، وشبكات متخصصة منخفضة الكمون، وأنظمة تخزين عالية الأداء. وتقول الشركة إن هذا الإعداد مصمم لتقليل الوقت والتعقيد اللازمين لبناء بيئات ذكاء اصطناعي بشكل مستقل، وهي عملية قد تستغرق سنوات بسبب تحديات التوريد، والدمج، والتحسين.

تتضمن الخدمة الجديدة أيضاً الوصول إلى منظومة البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي لدى AWS، بما في ذلك Amazon Bedrock وSageMaker، مما يمنح العملاء إمكانية فورية للوصول إلى النماذج الأساسية دون الحاجة إلى اتفاقيات منفصلة مع مزودي النماذج. ووفقاً لـ AWS، تعمل هذه البيئات كعمليات نشر معزولة ومخصصة لكل عميل أو مجتمع، مع توفير فصل مادي وتشغيلي عن أنظمة السحابة العامة، وفي الوقت نفسه الاندماج مع خدمات AWSعند الحاجة.

يمثل هذا التوجه خطوة مهمة لقطاعات مثل الحكومة، والرعاية الصحية، والقطاع المالي، والبنية التحتية الحيوية، حيث تمنع قواعد أمن البيانات في كثير من الأحيان الاستخدام الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي السحابية العامة. ومن خلال السماح للمؤسسات بتوفير المساحة والطاقة فقط بينما تتولى AWS تسليم البنية التحتية وإدارتها، تطرح الشركة مصانع الذكاء الاصطناعي كمسار أسرع لنشر الذكاء الاصطناعي واسع النطاق وتدريب نماذج لغوية كبيرة مملوكة.

يرى المراقبون أن الإطلاق يأتي في إطار توجه أوسع لتلبية الطلب المتزايد على أحمال العمل الكثيفة في الحوسبة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وسط تزايد المخاوف بشأن خصوصية البيانات وسيادتها. بالنسبة للعديد من المؤسسات، لا يقتصر التحدي على بناء قدرات الذكاء الاصطناعي، بل في القيام بذلك ضمن بيئات تلبي الأطر التنظيمية الوطنية أو القطاعية. ويأتي عرض AWS ضمن مشهد تتزايد فيه أيضاً حلول هجينة وأخرى داخلية للذكاء الاصطناعي.

من خلال تقليل تعقيد البنية التحتية، تهدف AWS إلى تمكين العملاء من التركيز على تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاقها. ومع ذلك، سيعتمد نجاح مصانع الذكاء الاصطناعي على الأداء على المدى الطويل ومرونة التكامل وكيفية موازنة المؤسسات بين فوائد الأجهزة المرتبطة بالسحابة وبين التحكم الذي يوفره النشر الداخلي.

الملخص - أخبار منتقاة من المنطقة كل أسبوع
تبقيك نشرة مينا تك البريدية الأسبوعية على اطلاع بأهم مستجدات التقنية والأعمال في المنطقة والعالم.
عبر تسجيلك، أنت تؤكد أن عمرك يزيد عن 18 عاماً وتوافق على تلقي النشرات البريدية والمحتوى الترويجي، كما توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء اشتراكك في أي وقت.
اقرأ أيضاً
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
حقوق النشر © 2025 مينا تك. جميع الحقوق محفوظة.