أغرب صفقة في التاريخ.. قصة الرجل الذي تمكن من شراء نطاق جوجل بدقيقة واحدة ومقابل 12 دولاراً فقط!
شراء نطاق جوجل قد يبدو دربًا من دروب الخيال، لكن ما حدث مع الشاب الهندي سانماي فيد تجاوز كل المنطق. ربما تسمع عن صفقات عقارية مذهلة أو عمليات شراء غريبة تُسجل في التاريخ، لكن ما حصل تلك الليلة الهادئة كان أكثر جنونًا مما قد يخطر على بالك. تخيل أن تدخل إلى موقع لشراء النطاقات، فترى أن GOOGLE.COM، نعم، الدومين الأكثر قوة وشهرة على الإنترنت معروض للبيع كأي نطاق عادي، وبسعر لا يتجاوز ثمن وجبة سريعة!
هذه ليست مزحة، بل قصة واقعية حدثت خلال ثوانٍ قليلة، لكنها كانت كافية لتجعل العالم كله يتساءل: كيف يمكن لأقوى شركة تكنولوجيا في العالم أن تفقد نطاقها الرسمي والأهم، ماذا كان سيحدث لو وقع في الأيدي الخطأ؟ خلال السطور التالية، سنأخذكم في جولة سريعة ونتعرف على أغرب صفقة في التاريخ.. قصة الرجل الذي تمكن من شراء نطاق جوجل بدقيقة واحدة ومقابل 12 دولاراً فقط!
الصدفة التي لا تتكرر

كان سانماي يتصفح موقع تسجيل النطاقات كعادته، دون أي نية أو توقع لحدوث شيء استثنائي. وبينما يتنقل بين الصفحات ظهر أمامه إشعار يؤكد أن نطاق GOOGLE.COM متاح للشراء. ظن في البداية أنها مجرد مشكلة تقنية عابرة، لكن الفضول دفعه للضغط على زر “شراء” ليختبر الأمر.
اقرأ أيضا: ما هي أخطر مجموعات القرصنة السيبرانية في العالم؟
شراء نطاق جوجل
بمجرد الضغط على الزر حتى ظهرت له رسالة تأكيد رسمية تؤكد نجاح العملية. الأكثر غرابة؟ أنه حصل بالفعل على لوحة التحكم الكاملة الخاصة بنطاق جوجل. وبدأ يستقبل رسائل داخلية حقيقية من أنظمة جوجل نفسها، وكأنه أصبح مالكًا شرعيًا لأهم دومين في عالم الإنترنت.
لحظة إدراك القوة
في تلك الدقائق القليلة، فهم سانماي أنه يمتلك مفاتيح موقع يعد بمثابة بوابة العالم الرقمي. لو أراد نظريًا لكان بإمكانه إعادة توجيه الموقع والتحكم في البريد الرسمي أو حتى الوصول إلى معلومات شديدة الحساسية. لكن بدلا من الانجراف خلف تلك الإغراءات، اتخذ قرارًا أخلاقيًا سيغيّر مجرى القصة.
النزاهة تنتصر

بعد ثوانٍ فقط، تواصل سانماي مباشرة مع فريق جوجل الأمني ليبلغهم بما حدث، بينما كان النطاق لا يزال مسجلًا باسمه. تحركت الشركة بسرعة واستعادت السيطرة على الدومين خلال أقل من دقيقة، ثم بدأت مرحلة التواصل والشكر.
مكافأة بروح الدعابة

تقديرًا لنزاهته، قدمت جوجل لسانماي مكافأة بقيمة 6006.13 دولار، وهو رقم يرمز لاسم GOOGLE عند كتابته بأسلوب Leet Speak الذي يستبدل الحروف بأرقام مشابهة لشكلها. كان المكافأة لفتة طريفة حملت في طياتها رسالة تقدير ومعنى رمزي لطيف.
ملحوظة: ليس من الواضح ما إذا كانت صلاحية ترخيص اسم النطاق قد انتهت أم أن خللًا في النظام سمح لسانمان بامتلاك الموقع الأكثر زيارة في العالم لمدة دقيقة كاملة. لكن جوجل تكافئ الأفراد الذين يكتشفون ثغرات في أنظمتها. حيث يدفع برنامج مكافآت الأمان الخاص بالشركة ملايين الدولار سنويا للباحثين لمساهماتهم المختلفة واكتشافهم ثغرات في منتجات وخدمات جوجل.
اقرأ أيضا: قصة مذهلة: مبتكر مثبت السرعة كان فاقد البصر!
نهاية إنسانية
لم يحتفظ سانماي بالمبلغ لنفسه، بل تبرع بكامل المكافأة للأعمال الخيرية، مؤكدًا أن قيمة المبادئ تفوق أي مكسب. وبعد أن علمت جوجل بما سيفعله قررت مضاعفة المكافأة، لتتحول القصة إلى مثال عالمي على أن الأخلاق قد تمنع كارثة رقمية، وأن قرارًا واحدًا قد يجعل العالم أكثر أمانًا مما نتخيل.
في النهاية، ما حدث لم يكن مجرد خطأ تقني عابر، بل درس يثبت أن الصدف قد تكشف نقاط ضعف حتى في أقوى المؤسسات، وأن النزاهة الشخصية قادرة على إحداث فرق لا يستطيع أي نظام تحقيقه. قصة شراء نطاق جوجل بدقيقة واحدة ستظل واحدة من أغرب القصص في تاريخ الإنترنت، ودليلًا على أن الأمان الحقيقي يبدأ من القيم الإنسانية قبل التكنولوجيا.
