عمليات الاحتيال ترتفع في موسم العطلات: مما يجب أن تنتبه؟

Ali Wadi Hasan

يضرب المحتالون المتسوقين من كل اتجاه في هذا الموسم، فهم يستخدمون التزييف العميق، ورسائل الاحتيال النصية، ورسائل التصيّد المقنعة للغاية التي تندمج بسلاسة داخل البريد الوارد ومنصات التواصل الاجتماعي.

الذكاء الاصطناعي التوليدي هو أحد أهم عوامل الارتفاع الحالي في محاولات الاحتيال عبر الإنترنت. إذ جعلت هذه التقنية المحتوى الاحتيالي أكثر واقعية، مما سهّل إنشاء عمليات الاحتيال بأقل جهد وصعّب على الآخرين اكتشافها. ونتيجة ذلك، أظهرت بيانات شركات الأمن السيبراني زيادة في محاولات التصيّد عالية المستوى، ومواقع التسوق المزيفة، وإعلانات التزييف العميق لفترة من الزمن، ومن المتوقع أن يصبح الارتفاع أكبر حتى مع اقتراب ذروة التسوق الموسمية.

مع عروض نهاية العام والخصومات الكبيرة، ترتفع رغبة المتسوقين في الشراء. ويعرف المحتالون جيداً أن هناك اندفاع قادماً نحو التسوق والبحث عن العروض، لذا يخططون لاستغلال المشترين غير المنتبهين إلى أقصى حد. فيما يلي أبرز أنواع الاحتيال المتوقع انتشارها مع بحث الناس عن أفضل الصفقات:

المتاجر الرقمية المزوّرة

يواصل المحتالون استنساخ مواقع التسوق الحقيقية لجمع بيانات بطاقات الائتمان وبيع بضائع مزيفة أو غير موجودة. وعادة ما يستخدمون روابط مشابهة للغاية للأصلية، بحيث تختلف بحرف واحد مثلاً، أو أنها تتضمن كلمات إضافية مثل اسماء البلدان أو المدن لخداع الزائرين. ومن ثم يجذبون المتسوقين عبر الإعلانات على وسائل التواصل والبحث، وفي بعض الحالات عبر رسائل التصيّد.

تعد المتاجر الإلكترونية مثل أمازون وتيمو، والعلامات التجارية الفاخرة من أكثر الأهداف تفضيلاً لدى المحتالين خلال العطلات، لكن الأمر يتجاوز ذلك، إذ أن حملات الانتحال باتت تطارد الجميع بما في ذلك العلامات التجارية الصاعدة مثل «يونيكلو» اليابانية.

أحدثت النماذج اللغوية الكبيرة ووكلاء الذكاء الاصطناعي تحولاً كبيراً في قدرة المحتالين على إنشاء واجهات مزيفة بسرعة. حيث تولد الروبوتات قوائم المنتجات والنصوص الترويجية بسهولة، فيما يكتب وكلاء الذكاء الاصطناعي أكواد المواقع وينشرونها، وتتيح أدوات توليد الصور صنع الشعارات وصور المنتجات المزيفة بواقعية عالية.

تظهر بيانات ماستركارد حجم المشكلة الحقيقي، حيث كشفت الشركة في تقرير أخير أن 72% من المتسوقين اشتروا من مواقع غير مألوفة خلال موسم العطلات الماضي، ونحو 20% منهم لم يستلموا مشترياتهم، و16% قالوا إن المنتجات كانت مقلدة.

رسائل التصيّد عن عروض العطلات

بما أن المتاجر ترسل رسائل ترويجية منتظمة لزبائنها حول التخفيضات المقبلة، يجب توقع موجة من الرسائل المزيفة التي تقلدها. غالباً ما تشبه هذه الرسائل بريد العلامات التجارية الحقيقي وتوجه المتلقين إلى مواقع مزيفة مصممة لسرقة بيانات تسجيل الدخول.

يرسل المحتالون أيضاً تنبيهات استرداد مزيفة وإشعارات كاذبة حول مشكلات في الطلبات. وفيما كانت هذه الرسائل سهلة الاكتشاف سابقاً لأنها تحتوي على أخطاء لغوية وقواعدية كثيرة، فقد غيرت أدوات الكتابة بالذكاء الاصطناعي ذلك، إذ بات المحتالون قادرين على إنتاج رسائل تشبه تماماً لغة وأسلوب العلامات التجارية مع الحد الأدنى من الأخطاء.

رسائل احتيال التسليم والشحن

بعد إتمام عمليات الشراء، عادة ما يتابع المتسوقون بيانات الشحن عن قرب. ويستغل المحتالون هذا الاهتمام عبر إرسال رسائل نصية مزيفة. حيث تعتمد هذه الرسائل عادة على إثارة القلق، مثل الادعاء بوجود تسليم فائت أو طلب رسوم إضافية لتأكيد العنوان. وبعضها يتمادى أكثر حتى ويطلب معلومات شخصية مثل الهوية الوطنية أو جواز السفر.

واحدة من أهم أساليب استغلال الأمر هي توجيه المحتالين للمستخدمين إلى صفحات تتبع مزيفة مصممة لتبدو مثل مواقع شركات التوصيل الكبرى، بما في ذلك الشبكات الوطنية للبريد والشركات الإقليمية الكبرى مثل أراميكس. وأحياناً يخفون برمجيات خبيثة يتم تحميلها بالنقر على رابط تتبع زائف.

إعلانات التزييف العميق على وسائل التواصل

يستخدم المحتالون الآن الذكاء الاصطناعي التوليدي لصناعة مقاطع فيديو ترويجية واقعية لمتاجر مزيفة. بعض هذه المقاطع تعرض أشخاصاً مسنين مولّدين بالذكاء الاصطناعي يزعمون أنهم أصحاب ورش عائلية صغيرة ستغلق قريباً وتنهي عملها، لذا فهي تقدم أسعاراً منخفضة على «منتجات فاخرة مصنوعة يدوياً.»

كما يمكن لأدوات استنساخ الأصوات والوجوه سرقة مظهر أشخاص حقيقيين، وخاصة المشاهير، للإعلان عن خصومات مزيفة، ودفع المتسوقين نحو متاجر احتيالية.

بالطبع، تعد جميع أنواع الحيل السابقة أموراً معتاداً في الفضاء السيبراني اليوم، ومن الممكن أن يواجهها المشترون في أي وقت من السنة. لكن وفي بعض التواقيت الخاصة، مثل شهر رمضان، وموسم نهاية العام، يستغل المحتالون الإقبال الكبير على منصات التجارة الإلكترونية لاستهداف ضحاياهم بشكل أكبر، مما يعني أن على المتسوقين إيلاء اهتمام أكبر حتى لتجنب الوقوع ضحايا لهذه الخدع.

الملخص - أخبار منتقاة من المنطقة كل أسبوع
تبقيك نشرة مينا تك البريدية الأسبوعية على اطلاع بأهم مستجدات التقنية والأعمال في المنطقة والعالم.
عبر تسجيلك، أنت تؤكد أن عمرك يزيد عن 18 عاماً وتوافق على تلقي النشرات البريدية والمحتوى الترويجي، كما توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء اشتراكك في أي وقت.
اقرأ أيضاً
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
حقوق النشر © 2025 مينا تك. جميع الحقوق محفوظة.