إزالة الحواجز بين التقنية والمستخدمين – مقابلة مع نائب رئيس أيسر للمنطقة

Ali Wadi Hasan

يمرّ المشهد الرقمي في العديد من المناطق بتحولات سريعة اليوم. إذ تسارع الحكومات إلى التحول نحو الخدمات الإلكترونية، فيما تطلق وزارات التعليم برامج واسعة لاستخدام الأجهزة في عملية التعليم، وتنظر الشركات في دمج التكنولوجيا ضمن استراتيجياتها للمدى الطويل. ولا شكّ أنّ وراء هذه التغيرات الشركات المصنعة الكبرى والجهات الفاعلة في المنظومة التكنولوجية.

ضمن هذه التحولات يعمل جريجوري نيزوفسكي، نائب رئيس شركة أيسر في أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وإفرقيا، وتركيا. حيث يشرف على منطقة واسعة ومتنوعة، فيتعامل مع مسائل سلسلة التوريد، وجهود الرقمنة الحكومية، وصعود منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي. حيث يتمتع نيزوفسكي معرفة مؤسسية كبيرة ورؤية مسبقة لتحول السوق، خاصة أنّ Acer موجودة في المنطقة منذ عقدين تقريباً.

أجرى فريق مينا تك هذه المقابلة الحصرية مع السيد نيزوفسكي، وتحدث خلالها عن مميزات بعض الأسواق مثل الأردن، وأوضح كيف تدمج الشركة الذكاء الاصطناعي في عملياتها الداخلية، وفسّر لماذا يظل التعليم «خطاً أحمر» نظراً لأهميته لدى أيسر، وتطرق إلى مسيرة الشركة الحافلة، خاصة مع اقتراب الذكرى الخمسين لتأسيسها.

ما سبب زيارتكم للأردن؟ وماذا حققتم خلال هذه الزيارة؟

ثمة أسباب عديدة لهذه الزيارة، فقد أردنا الحصول على معلومات إضافية عن بيئة الأعمال في الأردن، وأردنا الالتقاء بشركاء قنواتنا للمنتجات الاستهلاكية وعملائنا في القطاعين العام والخاص. وفي الواقع لا تعد منتجات أيسر جديدة على السوق الأردنية لأننا نوفر هذه المنتجات عبر شركائنا في الأردن منذ أعوام عديدة؛ فأولى العقود التي أبرمناها في الأردن ترجع إلى 15-20 عاماً تقريباً.

لدينا أعمالنا التجارية في دبي، ونتعامل مع دول الشرق الأوسط وأفريقيا، وأردنا معرفة المزيد عن عملائنا في هذه الدول. لقد رأينا أنّ الأردن تسير بخطى حثيثة نحو التطوير وترسيخ مكانتها بفضل الشفافية التامة وسهولة ممارسة الأعمال. فالتواصل مع المؤسسات الحكومية في البلاد أمر يسيرٌ حقاً؛ إذ يمكن بسهولة تحديد موعد مع إحدى الوزارات لمناقشة مسألة معينة، وهذا قد لا يتوفر في دول أخرى كثيرة بسبب الإجراءات البيروقراطية. أعتقد أيضاً أن الأردن حريص على التطور كثيراً، فوزارة التعليم تبذل جهوداً كبيرة لتأهيل وتطوير الكوادر البشرية. كما ندرك أنّ وجود الاقتصاد الرقمي يطور الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين أو الشركات.

كيف تكيفون عروضكم واستراتيجياتكم عبر الأسواق المتنوعة التي تعملون فيها؟

لا أتحدث كثيراً عن موضوع التسويق لأنّ تبنيه وتوظيفه بات أسهل في عالم اليوم، لا سيما أنّ منصات التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي تتيح لك توجيه إعلاناتك التسويقية لدولة معينة أو جمهور معين. لكنّ رسالتنا بشكل عام تظل نفسها في جميع دول العالم، فمهمة شركتنا هي تقريب التكنولوجيا إلى الناس وإزالة الحواجز بينهم، وهذا أمر نفعله يومياً.

التحدي الحقيقي هو تشغيلي. سلسلة التوريد، والطريق إلى السوق، والطريقة التي يشتري بها الناس الأجهزة فعلياً. هذه الأمور مختلفة جداً. في أوروبا الغربية، تتركز الأسواق الاستهلاكية حول عدد قليل من كبار تجار التجزئة. في العديد من دول الشرق الأوسط، لديك «شوارع إلكترونيات» أو ساحات تضم عشرات المحلات الصغيرة والموزعين. لا يمكنك زيارة كل متجر فعلياً.

لذلك نبني أنظمة وأدوات تعوض هذا الاختلاف. في المنطقة التي أشرف عليها، ندير مراكز إعداد أو مرافق تجميع خفيفة في دول مثل كازاخستان وأذربيجان. نستطيع شحن المكونات وتخزينها ثم تجميع التهيئات المطلوبة بسرعة لكل مناقصة أو عميل. كما نستخدم تطبيقات للقنوات يكتفي فيها الشركاء بمسح الأرقام التسلسلية وتقديم التقارير والتفاعل معنا رقمياً. وبشكل متزايد، يساعدنا الذكاء الاصطناعي على التحقق من صحة هذه البيانات والتأكد من اتساقها.

كيف يغيّر عصر الذكاء الاصطناعي عملكم؟

جلب الذكاء الاصطناعي تحديات وفرصاً معاً، لكنه أعاد تنشيط جزء طويل الأمد من أعمالنا. لدى أيسر قسم للخوادم والتخزين منذ سبعينيات القرن الماضي. كانت هناك سنوات كنا فيها رواد السوق في بعض الفئات، ثم تراجع هذا القطاع لعدة أسباب. لكن ومع صعود الذكاء الاصطناعي، عاد الطلب على التخزين والخوادم للارتفاع، وهذا القسم يتطور جيداً الآن في آسيا الوسطى والشرق الأوسط ومناطق أخرى.

على الجانب الاستهلاكي، لدينا اليوم أجهزة حاسوب محمولة ومكتبية مدعمة بالذكاء الاصطناعي، وهذا المسار سيتسارع. لكن ما أجده الأكثر إثارة للاهتمام هو كيفية استخدامنا للذكاء الاصطناعي داخلياً. في مقرنا الإقليمي في لوجانو في سويسرا، قام قسم تكنولوجيا المعلومات ببناء تطبيق يسمى SOFIA. إنه نموذج لغوي داخلي متصل بقواعد بياناتنا، لذا بدل إعداد التقارير يدوياً، أطلب ببساطة من SOFIA البيانات التي أحتاجها فأحصل عليها خلال ثوانٍ.

نعمل أيضاً على تطوير مساعدين مبيعات يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لشركائنا في القنوات. كثير من الموزعين ليس لديهم الوقت للدخول إلى البوابات والبحث عن كل تفصيل. مع المساعد يمكنهم طرح أسئلة سريعة للحصول على نقاط مقارنة بين جهاز وآخر والحصول على نقاط واضحة ومحددة لاستخدامها فوراً مع عملائهم. لذا نعم، نحن نبيع الذكاء الاصطناعي، لكنني فخور بأننا نستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي فعلياً في عملنا اليومي وفي دعمنا للقنوات.

لماذا التعليم محور مركزي لدى أيسر؟

بالنسبة لنا، التعليم ليس مجرد «أمر مهم». لقد كان تركيزاً استراتيجياً واضحاً منذ 10 إلى 20 عاماً. داخلياً، يُشار دائماً إلى التعليم كخط أحمر منفصل. في القطاع العام، غالباً ما يكون أفضل عملائنا من قطاع التعليم، يليه قطاع الرعاية الصحية، وقد بنينا مشاريع كبيرة حول هذين القطاعين.

في جورجيا، على سبيل المثال، نزود 50000 طالب في الصف الأول بأجهزة حاسوب محمولة لمدة سبع سنوات متتالية. وفي أذربيجان، ندعم مشاريع سنوية توفر حوالي 30000 جهاز حاسوب محمول للطلاب. وقد أنشئ مرفق التجميع في كازاخستان في الأصل لخدمة مبادرة تعليمية كبرى هناك.

كنا أيضاً أول شركة تصنع Chromebook مع جوجل في عام 2011، قبل أن تنتشر أجهزة Chromebook على نطاق واسع بعد ذلك بعدة سنوات. عندما تكون سلسلة التوريد تحت الضغط، دائماً ما يكون من المغري إرسال المكونات المحدودة إلى العملاء الذين يدفعون أكثر، مثل البنوك. لكن داخل أيسر، يحصل عملاء التعليم دائماً على الأولوية القصوى. نحن نفي بوعودنا حتى عندما يكون ذلك صعباً، وهذا جزء من ثقافتنا.

كيف تدمجون الاستدامة في المنتجات والعمليات؟

على المستوى العالمي، لدينا مبادرة تجمع جهودنا في الاستدامة، لكن ما يهمني هو القيام بأشياء يلمسها الناس فعلياً. أحد الأمثلة هو خطنا البيئي من أجهزة الحاسوب، حيث نستخدم البلاستيك المعاد تدويره، بما في ذلك البلاستيك الذي كان في طريقه إلى المحيط، في الأجهزة نفسها. بدأنا بنسبة 30% من المواد المعاد تدويرها ووصلنا إلى نحو 50%. التغليف أيضاً قابل لإعادة التدوير بالكامل.

في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، تتجه مكاتبنا نحو استخدام كهرباء متجددة بنسبة 100%. في سويسرا، حيث يوجد مكتبي، ندعم الموظفين الذين يستخدمون وسائل التنقل الكهربائية، سواء كانت سيارات أو، في حالتي، دراجة كهربائية للتنقل اليومي.

بالنظر إلى عام 2030، كيف ترون دور أيسر في التحول الرقمي؟

بالنظر إلى 2030، أرى Acer تواصل إزالة الحواجز بين الناس والتقنية، سواء من خلال مشاريع التعليم أو الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أو المنتجات الأكثر استدامة. حقيقة أننا لا نزال في الصف الأول بعد كل التحولات الصناعية تقول الكثير. طالما حافظنا على روح الابتكار الأصلية، وبقينا قريبين من احتياجات العملاء الحقيقية، وكنا صادقين بشأن أولوياتنا، أعتقد أننا سنلعب دوراً مؤثراً في التحول الرقمي عبر المنطقة.

الملخص - أخبار منتقاة من المنطقة كل أسبوع
تبقيك نشرة مينا تك البريدية الأسبوعية على اطلاع بأهم مستجدات التقنية والأعمال في المنطقة والعالم.
عبر تسجيلك، أنت تؤكد أن عمرك يزيد عن 18 عاماً وتوافق على تلقي النشرات البريدية والمحتوى الترويجي، كما توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء اشتراكك في أي وقت.
اقرأ أيضاً
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
حقوق النشر © 2025 مينا تك. جميع الحقوق محفوظة.