«الشبكات اللاسلكية لم تعد مجرد اتصال، بل بنية تحتية»: مقابلة مع RUCKUS Networks

بالتعاون مع:
جيم دوهرتي، نائب رئيس التسويق في RUCKUS Networks

Ali Wadi Hasan

مع تزايد استخدام الشبكات اللاسلكية في البيئات عالية الكثافة، ومنظومات إنترنت الأشياء، والتطبيقات الحيوية للأعمال، يشهد قطاع الشبكات واحدة من أكبر تحولاته منذ عقود. وفي مقابلة خاصة، يوضح جيم دوهرتي، نائب رئيس التسويق في RUCKUS Networks، كيف أن تحولات الذكاء الاصطناعي، والانتقال إلى اتصالات Wi-Fi 7، وظهور الشبكات المتخصصة تعيد تشكيل الاتصال المؤسسي. وفي هذه المقابلة، يناقش لماذا أصبحت الموثوقية تساوي السرعة اليوم، كما يناقش الرؤى المستمدة من مناطق مثل الشرق الأوسط عن مستقبل البنية التحتية الرقمية.

مع ازدياد استخدام Wi-Fi في الأماكن عالية الكثافة، وإنترنت الأشياء، وتطبيقات الأعمال الفورية، كيف أثر ذلكعلى القطاع خلال السنوات الأخيرة؟

لقد تغير القطاع بشكل جذري. لم نعد مجرد نربط الأجهزة ببعضها، بل نمكّن التطبيقات الحيوية. الأماكن عالية الكثافة مثل الملاعب، والمطارات، والمستشفيات تتطلب اليوم شبكات لاسلكية تقدم أداءً يماثل الشبكات السلكية. وازدياد عدد أجهزة إنترنت الأشياء فاقم هذا التحدي، حيث نرى شبكات تدعم آلاف الأجهزة المتصلة في الوقت نفسه، من حساسات المباني الذكية إلى أنظمة نقاط البيع المحمولة.

هذا النمو أجبر القطاع على التطور إلى ما هو أبعد من الاتصال الأساسي. أصبحت الموثوقية والكمون والسعة عناصر تنافسية أساسية. فالمؤسسات لا تستطيع تحمل التوقف أو الأداء الضعيف، لأن ذلك يؤثر مباشرة في الإيرادات وتجربة العملاء. في RUCKUS Networks، شهدنا ارتفاعاً كبيراً في الطلب على حلول لا توفر السرعة فقط، بل الذكاء والمرونة أيضاً. انتهى زمن الشبكات التي تُنشأ مرة واحدة ولا تُراجع.

كيف يؤثر عصر الذكاء الاصطناعي على قطاع الشبكات؟ وكيف تدمجون هذه التكنولوجيا داخل RUCKUS Networks؟

الذكاء الاصطناعي يحول دور الشبكات من ردّ الفعل إلى التنبؤ. تاريخياً، كان على فرق تقنية المعلومات قضاء ساعات في معالجة المشكلات بعد وقوعها، لكن اليوم، تستطيع منصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل RUCKUS AI تحديد المشكلات وحلها قبل أن تؤثر في المستخدمين، مما يساعد فرق التقنية على تقليل وقت الحل بشكل كبير.

في RUCKUS Networks، ندمج الذكاء الاصطناعي في كامل منصتنا. حيث يقوم نظامنا المدفوع بالذكاء الاصطناعي لإدارة موارد الراديو (RRM System) بتحليل مليارات نقاط البيانات لتحسين تخطيط القنوات، وتوزيع النطاق، وتعديل قدرة الإرسال تلقائياً. كما دمجنا خاصية Graph AI لإعادة تشكيل الشبكات المؤسسية بشكل ذكي من خلال التعلم من بيئات الترددات اللاسلكية وإجراء تعديلات لحظية. ويمثل Graph AI نهجاً متقدماً في الذكاء الاصطناعي، حيث يصور شبكات Wi-Fi كعُقد مترابطة (نقاط الوصول) وروابط (العلاقات اللاسلكية)، مما يتيح للخوارزميات الرياضية تحسين الأداء عبر تحليل أنماط التداخل وبيئة التردد وكثافة نقاط الوصول بطرق لا يستطيع التعلم الآلي التقليدي القيام بها.

لقد دمجنا Graph AI في نظام إدارة موارد الراديو، مما يعني أن الذكاء الاصطناعي لدينا لا يكتفي بالتفاعل مع المشكلات، بل يفهم العلاقات الرياضية بين نقاط الوصول لمنع التداخل وتعظيم الأداء تلقائياً.

الجزء المهم هو أننا لا نضيف الذكاء الاصطناعي لمجرد إضافته. حيث يتيح Graph AI الصيانة التنبؤية، ويقلل التوقف، ويتيح لفرق التقنية التركيز على المبادرات الاستراتيجية بدلاً من حل المشكلات اليومية.

تعد شبكات Wi-Fi 7 وما بعدها بتقديم سرعات أكبر وسعة أعلى، لكن ما القيود الواقعية التي تراها حتى الآن؟ مثلالطيف الترددي، أو الأجهزة، أو التداخل؟

شبكات Wi-Fi 7 ثورية بالفعل، ونرى سرعات تتجاوز 40 جيجا بت في الثانية بفضل تعدد الروابط الذي يتيح الإرسال بالتزامن عبر نطاقات 2.4 و5 و6جيجا هرتز. لكنك محق في السؤال عن القيود.

تعقيد الطيف كبير. حيث يوفر نطاق 6 جيجا هرتز فرصاً هائلة، لكنه مشترك مع تطبيقات غير مرخصة أخرى. وبينما تساعد أنظمة التنسيق الترددي الآلي في التعامل مع الأمر، فإدارتها تتطلب خبرة لا تتوافر لدى كثير من المؤسسات بعد.

يمثل نضج منظومة الأجهزة تحدياً آخر كذلك. حيث لا تزال أجهزة المستخدمين الداعمة لشبكات Wi-Fi 7 غير منتشرة حقاً. ويعني الاعتماد المبكر خيارات محدودة، ولا يمكن للمؤسسات إجبار مستخدميها على الترقية سريعاً. لذا نحن في مرحلة انتقالية تتطلب دعم Wi-Fi 6 وWi-Fi 6E وWi-Fi 7 في الوقت نفسه.

التداخل وتعقيد الترددات اللاسلكية لا يزالان واقعاً. حيث تبدو المزيد من القنوات وخيارات النطاق جيدة، لكنها تخلق تحديات في الإعداد لا يستطيع البشر وحدهم التعامل معها على نطاق واسع. هنا يصبح الذكاء الاصطناعي ضرورياً، فهو الوحيد القادر على الحفاظ على الأداء الأمثل ضمن بيئات الطيف الراديوي المعقدة.

الواقع هو أن شبكات Wi-Fi 7 ليست حلاً سحرياً. إنها أداة قوية تحتاج إلى إدارة ذكية لإطلاق إمكاناتها الكاملة.

كيف ترى منطقة الشرق الأوسط من حيث البنية التحتية والفرص؟ وما أبرز التحديات؟

الشرق الأوسط من أكثر المناطق ديناميكية في الابتكار الشبكي. نشهد تحولاً رقمياً سريعاً في قطاعات مثل الضيافة، والمال، والمدن الذكية، والحكومات. وتستثمر دول مثل الإمارات والسعودية بكثافة في تحديث البنية التحتية، وهذا ما يخلق فرصاً ضخمة لتقنيات الشبكات المتقدمة.

الفرص واضحة: أماكن عالية الكثافة مثل الملاعب الرياضية والمراكز التجارية، واعتماد سريع لإنترنت الأشياء ضمن مبادرات المدن الذكية، ومؤسسات تبحث عن موثوقية بمستوى المؤسسات. تركيز المنطقة على أن تكون مركزاً عالمياً للأعمال يعني أن معايير الاتصال يجب أن تكون بمستوى عالمي.

التحديات تشمل التعامل مع الظروف البيئية القاسية مثل الحرارة والغبار، مما يتطلب أجهزة قوية. كذلك توجد صعوبة في دعم أطر تنظيمية مختلفة وتوزيعات طيفية متنوعة بين الدول. وهناك أيضاً النمو السريع في كثافة الأجهزة، خصوصاً في الضيافة والتجزئة، وهو ما يتطلب إدارة شبكية متقدمة.

ما يثير حماسنا هو استعداد المنطقة لاعتماد أحدث التقنيات. المؤسسات هنا ليست مقيدة بعقليات قديمة، بل جاهزة لتنفيذ شبكات قائمة على الغرض تحقق نتائج أعمال ملموسة.

على مدى 3 إلى 5 سنوات، ما التقنيات الشبكية المزعزعة التي تتوقع أن تشكل مستقبل القطاع؟

أعتقد أن عدة اتجاهات ستجتمع لتعيد تشكيل قطاع الشبكات:

  1. الشبكات الذاتية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ستصبح معياراً، لا خياراً. ستقوم الشبكات بضبط نفسها وإصلاح مشاكلها والتنبؤ بالأعطال قبل حدوثها، مما سيغير طريقة عمل فرق التقنية نحو التخطيط الاستراتيجي بدلاً من الحلول الطارئة.
  2. الشبكات اللاسلكية المتقاربة ستدمج تقنيات متعددة مثل Wi-Fi، وشبكات 4G و5G الخاصة، وبروتوكولات إنترنت الأشياء مثل MatterوThread ضمن منصات موحدة. ستستند عملية تحسين الاتصال إلى احتياجات التطبيقات، وليس إلى حدود كل تقنية.
  3. نضج نطاق 6 جيجا هرتز سيفتح حالات استخدام جديدة. ومع نضج منظومة الأجهزة واعتماد التنسيق الترددي الآلي، سيصبح نطاق 6 جيجا هرتز موثوقاً مثل النطاقات التقليدية، مما يمكّن تطبيقات لم نتخيلها بعد.
  4. تكامل الحوسبة الطرفية سيقوي العلاقة بين الشبكات والحوسبة. لن تقتصر الشبكات على ربط الأجهزة، بل ستقوم بمعالجة البيانات محلياً، مما يقلل زمن الاستجابة ويمكّن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الفورية على الحافة.
  5. التركيز على الاستدامة سيدفع الابتكار. سيصبح تبني الشبكات الموفرة للطاقة، وتقليل النفايات الإلكترونية، واعتماد البنى التحتية المحسّنة عوامل تنافسية مهمة مع صعود أهداف الحوكمة البيئية والاجتماعية.

العامل المشترك هو الشبكات القائمة على الغرض، مما يعني أننا سنشهد حلولاً تُصمم حول احتياجات العملاء بدلاً من قدرات التقنية. المؤسسات التي تتبنى هذا النهج ستقود قطاعاتها.

الملخص - أخبار منتقاة من المنطقة كل أسبوع
تبقيك نشرة مينا تك البريدية الأسبوعية على اطلاع بأهم مستجدات التقنية والأعمال في المنطقة والعالم.
عبر تسجيلك، أنت تؤكد أن عمرك يزيد عن 18 عاماً وتوافق على تلقي النشرات البريدية والمحتوى الترويجي، كما توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء اشتراكك في أي وقت.
اقرأ أيضاً
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
حقوق النشر © 2025 مينا تك. جميع الحقوق محفوظة.