بناء المرونة السيبرانية في عالم تقوده البيانات – مقابلة مع سينولوجي
في زمن أصبحت فيه البيانات العملة الجديدة، لم تعد المرونة السيبرانية مجرد مصطلح متداول، بل ضرورة استراتيجية للأعمال. وقليل من الشركات تجسّد هذا المفهوم كما تفعل شركة سينولوجي (Synology)، الرائدة عالمياً في حلول إدارة البيانات وحمايتها وتخزينها.
في هذا الحوار الحصري، يشارك أنطوان يانغ، رئيس المبيعات الإقليمي في سينولوجي، رؤى حول كيفية مساعدة الشركة للمؤسسات على البقاء آمنة وقادرة على الصمود والاستعداد لمستقبل قائم على البيانات.
من نجاح فعالية «Synology Solutions Day» في دبي إلى استراتيجية الشركة القائمة على الشراكات وتوسع حضورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتحدث يانغ عن انتقال سينولوجي من مجرد حلول النسخ الاحتياطي إلى دعم أحمال العمل الحساسة على مستوى المؤسسات. كما يستعرض رؤيته لمستقبل الصناعة، حيث ستعيد تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنى التحتية الهجينة والهياكل المعمارية المرتكزة على الخصوصية تشكيل الطريقة التي تدير بها الشركات بياناتها وتحميها.
تذكر المرونة السيبرانية كثيراً، فماذا تقصد بهذا المصطلح؟ وما أهميته؟
المقصود بالمرونة السيبرانية ضمان استمرارية عمل المؤسسات حتى حينما تواجه حوادث سيبرانية متعددة، مثل برمجيات الفدية أو أعطال النظام. فالأمر لا يقتصر على إجراءات الوقاية البسيطة، بل يشمل الحماية، والتعافي، واستمرارية الأعمال.
نرى في شركة سينولوجي (Synology) أنّ المرونة السيبرانية مزيجٌ متكامل من البنية التحتية الآمنة للتخزين، والحماية الشاملة للبيانات، وقدرات التعافي السريع. ففي ظل تطور التهديدات السيبرانية، ينبغي للشركات أن تتوقع مسبقاً وقوع الحوادث الأمنية، وأن تتخذ تدابير استباقية للتعافي منها بسرعة كبيرة وبأقل الخسائر. وهذه هي الغاية الأساسية لحلول حماية البيانات التي توفرها شركتنا، والتي تركز على عنصر الأمن.
أقمتم حديثاً فعالية «يوم الحلول» في دبي، فما غاية هذه الفعالية ونتائجها؟
كان هدفنا من هذه الفعالية التواصل المباشر مع الشركاء والعملاء المحليين، والتأكيد على التزام شركتنا بخدمة السوق عبر تقديم حلول مرنة في مجالات إدارة البيانات، والحماية، والإنتاجية، والمراقبة.
أوضحت هذه الفعالية الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة لدى شركنا، فنحن نرى إمكانيات قوية وواعدة في هذه السوق، ونحقق نمواً سنوياً كبيراً مستفيدين من الطلب المتزايد على حلول تكنولوجيا المعلومات الآمنة، والمتكاملة، والمجدية من حيث التكلفة.
ما النهج الذي تتبعه سينولوجي عند طرح منتجاتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مقارنةً بالأسواق الأخرى؟
يولي نهجنا تركيزاً كبيراً على الشركاء، ونتعاون بشكل وثيق مع الشركات في مجال دمج الأنظمة وتكاملها، ومزودي الخدمات، والموزعين لتقديم حلول وخدمات محلية.
تحظى شركة سينولوجي بسمعة حسنة في أسواق آسيا وأوروبا، بيد أنّنا نحقق نمواً سريعاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونعطي الأولوية حالياً لترسيخ العلاقات والثقة، والاستثمار في مجالات التدريب والتسويق، وضمان جاهزية شركائنا وامتلاكهم الأدوات اللازمة لتلبية احتياجات عملاء الشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الكبرى.
نحرص كذلك على توسيع حضورنا الميداني بإقامة الفعاليات الإقليمية وورش العمل، وتعزيز التعاون مع شركاء القنوات لضمان توافق استراتيجيتنا مع متطلبات السوق المحلية.
هل تتوقع أن توسع سينولوجي أعمالها في مجال التخزين الأساسي وحالات الاستخدام الحيوية للمؤسسات، بحيث تتجاوز مهام النسخ الاحتياطي والأرشفة؟
أجل بلا ريب. فقد تطورت متطلبات المؤسسات نظراً لصعود الذكاء الاصطناعي والتحليلات الفورية، فأصبحت في حاجة إلى حلول تخزين سريعة، ومرنة، ومتوفرة دائماً. وقد صمم نظامنا الجديد PAS7700، وهو نظام ثنائي النشاط ببروتوكول NVMe، لهذه الغاية؛ إذ يقدم أداء عالياً، وتوفراً متعدد الطبقات، وأماناً مؤسسياً للمهام الحساسة وأحمال العمل المهمة.
لا شك أنّ هذا النظام دليل بارز على تطور سينولوجي؛ إذ يتيح للمؤسسات تشغيل التطبيقات الأساسية والتطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على بنية تحتية آمنة وفعالة وجاهزة للذكاء الاصطناعي، وذلك دون تكلفة إضافية.
كيف تضمن سينولوجي الأمان في جميع خدماتها المرتبطة بأنظمة التخزين المتصل بالشبكة (NAS)، والسحابة، والمراقبة؟
لطالما كان الأمان والحماية في صميم المنتجات والأمور التي نطورها. ففريق الاستجابة لحوادث أمن المنتجات (PSIRT) يراقب الثغرات الأمنية المحتملة ويعالجها باستمرار، مما يكفل تنفيذ الإصلاحات في الوقت المناسب، ويوفر الحماية الاستباقية. كذلك ندير برنامجاً عالمياً لمكافأة الأفراد الذين يجدون ثغرات أمنية لدينا، فنشجع بذلك الباحثين حول العالم للمساهمة في تقوية منظومتنا الأمنية عبر الإفصاح المسؤول عن الثغرات. وقد شاركت سينولوجي حديثاً في فعالية Pwn2Own Ireland 2025، مما يؤكد على التزامنا بالتعاون العالمي في مجال أمن المنتجات.
كيف ترى مستقبل قطاعكم بعد 5 أو 10 أعوام؟
نشهد في الوقت الراهن تحولاً بارزاً نحو البنية التحتية الهجينة؛ إذ تسعى المؤسسات إلى الجمع بين مرونة الحلول السحابية وبين ميزة التحكم في الحلول المحلية. وهكذا في ظل تسارع وتيرة تبني الذكاء الاصطناعي، لم تعد استراتيجية البيانات والخاضعة للسيادة بنداً ثانوياً، بل أصبحت عماد كل عملية رقمية.
لا شك أنّ حجم البيانات سيزداد بشكل كبير، وستظل إدارتها بكفاءة وأمان واستدامة من أبرز التحديات الراهنة. نعتقد أنّنا سنشهد خلال العقد القادم استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة البيانات، كما سنرى أطر عمل أكثر مرونة في مجال الأمن السيبراني، وبنى تحتية تركز على الخصوصية. وتبرز مهمة سينولوجي في توفير هذه التقنيات وإتاحتها لجميع الشركات، وذلك حتى تستطيع إدارة بياناتها وحمايتها واستخدامها بثقة تامة، حيثما كانت.
















