إيلون ماسك يلمّح: السيارة الطائرة قد تصل خلال 2025
أعاد إيلون ماسك إشعال الجدل مجدداً حول مستقبل سيارات شركته الكهربائية. ففي حديث مطوّل عبر بودكاست جو روغان، أشار إلى احتمال أن تستعرض شركة تسلا سيارة طائرة قبل نهاية هذا العام. ورغم أن تصريحاته جاءت غامضة بشكل مقصود، فقد أكد أن الجيل الجديد المرتقب من سيارة Roadster قد يتضمن تقنيات غير مسبوقة في صناعة السيارات.
خلال ظهوره في برنامج جو روغان يوم الجمعة الماضي، سُئل ماسك عن وضع سيارة Roadster المتأخرة كثيراً، وهي الجيل التالي من أول سيارات تسلا والتي توقف صنعها منذ عام 2012. وفيما تم الكشف عن سيارة Roadster الجديدة لأول مرة في عام 2017 وكان من المقرر إطلاقها في عام 2020، إلا أن موعد الإطلاق تأجل مراراً، كما بات معتاداً بالنسبة لتسلا، ولا يزال الإنتاج معلقاً ولم يبدأ حتى الآن.
خلال المقابلة، ألمح ماسك إلى حدث «لا يُنسى»، مؤكداً أن التقنية ستكون متقدمة وغير تقليدية. وقال: «نقترب من عرض النموذج الأولي»، مضيفاً بابتسامة: «الشيء الوحيد الذي أستطيع ضمانه هو أن هذا العرض سيكون لا يُنسى»، مشيراً إلى أنه سيبقى في الذاكرة «سواء كان جيداً أم سيئاً.»
عندما طُلب منه توضيح الأمر أكثر، أشار ماسك إلى تصريح شهير للمستثمر بيتر ثيل، والذي عبّر عن خيبة أمله من غياب السيارات الطائرة رغم الوعود المستقبلية المتكررة. وقال ماسك مازحاً: «إذا كان بيتر يريد سيارة طائرة، فيجب أن يكون بإمكاننا شراء واحدة». وعندما سأله روغان عمّا إذا كانت سيارة Roadster الجديدة ستتمكن فعلاً من الطيران، رفض ماسك الكشف عن التفاصيل، موضحاً أن المواصفات ستظل سرية حتى العرض الرسمي، لكنه وعد بأن التقنية ستكون «أكثر جنوناً من أي شيء شوهد في أفلام جيمس بوند.»
ادعاءات ماسك الطموحة لا تعد جديدة على متابعي الصناعة. فقد طُرحت مشاريع مثل Hyperloop وLas Vegas Loop برؤى واسعة ومثيرة في البداية. حيث كان من المفترض أن يكون Hyperloop نظام نقل متقدماً يعتمد كبسولات مستقلة عالية السرعة تطفو داخل أنابيب لنقل الركاب بين المدن، فيما وعد مشروع Las Vegas Loop بنظام نقل تحت الأرض بسرعة تصل إلى 250 كيلومتراً في الساعة. لكن النتائج الواقعية كانت أقل من الوعود، إذ لم يبصر مشروع Hyperloop النور قط، في حين تعمل منظومة Vegas Loop حالياً باستخدام سيارات تسلا تُقاد يدوياً داخل أنفاق بسرعة منخفضة نسبياً، بعيدة عن المفهوم الأصلي.
عانى مشروع Roadster من عقبات مشابهة. فمنذ الكشف عنه عام 2017، تحدّث ماسك عن حزمة «SpaceX» المخصصة للسيارة، والتي قد تستخدم «نفاثات غازية باردة» لتعزيز التسارع وربما تمكينها من الطيران القصير المحدود. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت تلميحاته الأخيرة تشير إلى هذه التقنية التي ذُكرت سابقاً أم إلى فكرة أكثر طموحاً، ربما تتعلق بقدرات الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL).
عموماً يعد خيار VTOL منخفض الاحتمال للغاية، لأن هذه المركبات تعمل غالباً بطريقة تشبه المروحيات، وعلى الرغم من تسميتها بالسيارات الطائرة، إلا أنها لا تتطابق مع التعريف التقليدي للسيارة.
كما أقرّ ماسك بالصعوبات التقنية والتنظيمية الكبرى التي تواجه المركبات الجوية. ففي الولايات المتحدة، تتطلب معظم الطائرات الخاصة حصول الطيارين على رخص قيادة، كما أن فكرة الرحلات الجوية الذاتية بالكامل تثير قضايا خطيرة تتعلق بالسلامة والتنظيم، خصوصاً ضمن الأجواء الحضرية. وهذه التحديات المستمرة كانت دوماً العائق الأساسي الذي منع أفكار «السيارة الطائرة» من أن تصبح واقعاً واسع الانتشار.
























