الذكاء الاصطناعي وصل بالفعل، والطلبة هم الرابح الأكبر – مقابلة مع المدير القليمي في HP، بيتر أوجانيسان
يشهد عالم الحوسبة اليوم تحولات كبرى، حيث أصبحت حواسيب الذكاء الاصطناعي، وتكامل الأنظمة، والأمن السيبراني من أبرز القضايا التي تشغل أذهان الجميع. ولمناقشة كيفية تطور هذه الصناعة، التقينا بيتر أوجانيسان، المدير العام لشركة HP في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، خلال حضورنا لحدث جيتكس جلوبال 2025.
يقود السيد أوجانيسان عمليات HP الإقليمية منذ سنوات، وقدم لنا نظرة شاملة حول ملامح السوق ومستقبله. وكانت واحدة من أكثر النقاط التي لفتتنا في رؤيته هي إشارته أنّ الطلبة سيكونون المستفيد الأكبر من صعود الحواسيب المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
كيف تصممون تجربتكم بما يناسب تنوع الأسواق التي تعملون فيها؟
كل مستخدم لمنتجاتنا يتوقع تجربة مخصصة. المسألة لا تتعلق بالدولة فقط، بل تتعداها إلى كل مستخدم على حدة. لذلك، فإن المنتجات والحلول التي نقدمها مصممة لتلبية احتياجات كل مستخدم فردي.
أما على مستوى الدولة، فالأمر أكثر تعقيداً. فلكل دولة ديناميكياتها وتوقعاتها المختلفة. بعض الدول متقدمة في مسار التحول الرقمي، بينما لا تزال أخرى متأخرة قليلاً. لذلك نركز على فهم عملائنا أولاً، ثم نصمم عروضنا بما يتناسب مع هذا الفهم.
من الصعب تعميم احتياجات دولة بأكملها، فالأمر يعتمد على نوع التجربة التي نرغب في تقديمها لعميل معين، وهذا هو ما نقوم بتخصيصه فعلياً.
كيف تساعدون عملاءكم المرتابين من الذكاء الاصطناعي على تجاوز مخاوفهم؟
لا يمكن إنكار أن الذكاء الاصطناعي يغير حياتنا اليوم. لم يعد الأمر مستقبلاً بعيداً، بل إنه الحاضر. واليوم بات رفض الذكاء الاصطناعي أو تجاهل دمجه في منظومتك أمراً غير واقعي، لأننا نعيش بالفعل في بيئة موجهة بالذكاء الاصطناعي.
من وجهة نظرنا، الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل طريقة عملنا. الشركات بدأت تلاحظ هذا التغيير الآن، وستشعر بتأثيره الأكبر مستقبلاً. التقنيات والحلول والمنتجات التي نقدمها جاهزة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتطبيقات والأدوات القادمة ستبنى على هذا الأساس.
أعتقد أنّ الأهم هو بدء الحوار مع العميل، وتمكينه، وإتاحة الفرصة له لتجربة المنتجات اليوم والاستعداد لتحول الغد.
كيف تساعدون عملاءكم على الحفاظ على أمنهم؟
عادة ما يبادر العملاء بطرح موضوع الأمن السيبراني لأنه في مقدمة أولوياتهم. لست بحاجة إلى «بيع» فكرة الأمن لهم، فهم يفكرون بالأمر أصلاً، ويشكل الأمر أهمية تفوق أي شيء آخر.
كعميل، لديك مستويات متعددة من الحماية. نحن نؤمن بأن الأجهزة الطرفية اليوم هي خط الدفاع الأول ضد الهجمات، إذ يستغلها المهاجمون للوصول إلى الأنظمة. وبالإضافة إلى البرمجيات وخدمات الأمن التي يستخدمها العملاء، نوفر طبقة إضافية من الحماية داخل الأجهزة نفسها.
لقد طورنا نظام HP Wolf Security الأمني داخلياً لحماية الأجهزة الطرفية عبر طبقات متعددة، بدءاً من نظام BIOS وصولاً إلى التطبيقات. ويمنح ذلك عملاءنا طبقة إضافية من الأمان تعزز الحلول الأمنية الموجودة لديهم.
أي فئة من المستخدمين هي الأكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي؟
الطلاب هم الفئة التي تستفيد أكثر من هذه التقنية. فهم في بداية رحلتهم وسيدمجون الذكاء الاصطناعي في كل ما يفعلونه وفي طريقة تفكيرهم.
اضطررنا نحن إلى التأقلم وتعلّم كيفية قبول الذكاء الاصطناعي واستخدامه، بينما لا يحتاج الطلاب إلى إقناع لاستخدامه، فهم يستخدمونه بالفعل، وسيصبح جزءاً طبيعياً من حياتهم. هذا هو المستقبل.
كيف ساهم استحواذكم على Poly وHyperX في توسيع منظومتكم؟
في السابق، لم يكن العمل من المنزل شائعاً، لذا لم تكن أدوات التعاون المرئي والصوتي ضرورية. كنا جميعاً في غرف الاجتماعات نتحدث وجهاً لوجه أو عبر المكالمات الهاتفية والاجتماعات الصوتية. لكن في عام 2020، ومع تفشي الجائحة، أدركنا أن العمل الهجين أصبح أساسياً وأن الاتصال هو العنصر الأهم. أردنا أن نبقى على تواصل بغض النظر عن مكان كل فرد منا.
كان الاستحواذ على Poly خطوة محورية في استراتيجيتنا لمستقبل العمل. نحن الآن ندمج حلول Poly في منظومة الحوسبة لدينا وبالعكس، وهدف ذلك هو تقديم حل شامل ومتكامل للمستخدمين. نريد من العملاء أن يدخلوا غرفة الاجتماعات ويتصلوا بالمنظومة بأكملها خلال خمس ثوانٍ فقط دون أي إجراء إضافي. مع الأدوات المناسبة، يجب ألا يبدو العمل كعمل، بل كتجربة سلسة وسهلة.
أما HyperX فهي جزء أساسي من تجربة الألعاب. فهي لا تقتصر على العتاد فحسب، بل تمتد لتشمل مشاعر المستخدم وتجربته. إنها تشكل منظومة متكاملة للألعاب، تماماً كما تفعل Poly في بيئة العمل. HyperX تعزز تجارب اللعب لدينا وتمنح العملاء تجربة أكثر ثراءً وتميزاً.
