كيف تحمي صحتك النفسية في العمل من الإنهاك الرقمي
في زمن أصبحت فيه الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لم يعد الإرهاق الجسدي وحده ما يهدد إنتاجيتنا، بل ظهر نوع جديد يمكنه التأثير على صحتنا العقلية وهو الإنهاك الرقمي. فالتنقل المستمر بين الاجتماعات الافتراضية والإشعارات المتواصلة والردود الفورية على الرسائل. جعل الحدود بين الحياة الشخصية والعملية تتلاشى تدريجيًا. في هذا المقال، سوف نأخذكم في رحلة سريعة حيث نتعرف على كيف تحمي صحتك النفسية في العمل من الإنهاك الرقمي.
خطوات حماية صحتك النفسية في العمل

لم يعد التحدي في بيئة العمل الحديثة يقتصر على إدارة الوقت، بل تجاوز ذلك إلى إدارة الانتباه والحفاظ على السلامة الذهنية في وجه الفيضان الرقمي. إن محاربة الإنهاك الرقمي تتطلب تبني فلسفة عمل جديدة، لا تقوم على زيادة ساعات العمل، بل على تعزيز جودة التركيز. إليك الخطوات التي يجب القيام بها من أجل حماية صحتك النفسية في العمل:
1-التخلص من الفوضى
احذف على الفور كل أداة أو تطبيق لا يخدم هدفًا واضحًا أو لا يضيف قيمة حقيقية لعملك. لا تنسى أيضا التخلص من المهام المكررة. فكل ما هو زائد عن الحاجة ليس سوى ثقب أسود يبتلع طاقتك الذهنية ويشتت تركيزك ويقلل من الإنتاجية.
2-أنت المتحكم

تحتاج للتحرر من فوضى الإشعارات بوضع قواعد واضحة للتواصل، لذا تحتاج لتحديد ما هو عاجل وما يمكن تأجيله. كذلك يجب تخصيص فترات زمنية محددة تكون فيها جميع الإشعارات معطلة تمامًا. للتركيز بشكل عميق. فالوهم بأنك “يجب أن ترد فورًا” هو العدو الأول للتركيز والإنتاجية المستدامة.
3-التعلم الذكي
استبدل التدريب المرهق طويل المدى بجلسات تعليمية قصيرة ومركّزة (من 15 إلى 20 دقيقة) من أجل إيجاد حلول لمشكلات وتحديات حقيقية تواجه فريقك. التعلّم ليس بالكمّ، بل بالقدرة على التطبيق السريع.
4-بوصلة الأثر
بدّل مقياس النجاح من عدد الساعات إلى التركيز على جودة النتائج. فالقيمة الحقيقية لا تكمن في الوقت الذي نقضيه في العمل، بل في الأثر الملموس الذي نتركه. لأن النجاح الحقيقي يكمن في القيمة وليس في حجم الجهد المبذول.
5-الهدف الواحد

ابدأ كل فترة عمل بسؤال مصيري: “ما هي النتيجة المحورية والوحيدة التي سيُعد إنجازها نجاحًا لهذا الأسبوع؟” بمجرد تحديد هذا “الهدف الواحد”، يجب أن يتحول إلى بوصلة توجه جميع قراراتك وأولوياتك. كل المهام الأخرى يجب أن تخدم هذا الهدف بشكل مباشر أو يتم تأجيلها، لتضمن أن الطاقة الذهنية لا تتشتت في تفاصيل غير ضرورية.
بهذه الخطوات الخمس، يمكنك أن تبني بيئة عمل متوازنة، تُنصت فيها لعقلك قبل إشعاراتك، وتُنجز أكثر حين تتمكن من التركيز على هدفك وليس شاشتك.
الأسئلة الشائعة:
ما هو الإرهاق الرقمي؟
الإنهاك الرقمي هو نوع من الإرهاق الذهني والعاطفي والجسدي، ينجم عن الإفراط في استخدام الأدوات الرقمية، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف ومنصات التواصل الاجتماعي. في حين أن الإرهاق التقليدي غالبًا ما ينشأ عن ضغط العمل، إلا أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمتطلبات التواصل الافتراضي المستمر والتواجد الدائم وعدم التمييز بين العمل والحياة الشخصية.
ما هي أعراض الإنهاك الرقمي؟
يتجلى الإرهاق الرقمي بأشكال مختلفة. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- الإرهاق المزمن: الشعور بالإرهاق على الرغم من الحصول على قسط كاف من النوم.
- الانفعال: زيادة الإحباط بسبب أمور بسيطة.
- انعدام الحافز: انخفاض الحماس للمهام التي كنت تستمتع بها سابقًا.
- اضطرابات النوم: صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه، غالبًا بسبب التعرض للشاشات في وقت متأخر من الليل.
في ختام رحلتنا للتحرر من قيود الإنهاك الرقمي، نستطيع أن نقول بشكل مؤكد أن حماية صحتك النفسية في العمل ليست رفاهية، بل هي مطلب أساسي لتعزيز الإنتاجية. كل ما عليك فعله هو إتباع النصائح التي استعرضناها بالأعلى، وسوف تكون قادر بعدها على ضمان بقاء طاقتك الذهنية في أعلى مستوى لها. الأمر الذي سوف يعود عليك بالنفع حيث ستتمكن من إكمال المهام بشكل سريع وتحقيق النجاح بشكل فعّال.