كيف أدى خلل في نظام أسماء التطبيقات إلى تعطل مركز بيانات أمازون؟

في واقعة صادمة تسلط الضوء على هشاشة الأنظمة التقنية الضخمة، شهدت شركة أمازون (Amazon) مؤخرًا تعطلًا في أحد مراكز بياناتها بسبب خلل غير متوقع في نظام إدارة أسماء النطاقات. هذا الخلل البسيط في ظاهره أدى إلى سلسلة من الأعطال التقنية التي أثرت على عدد من خدمات الشركة الحيوية. وخلال السطور التالية، سوف ننطلق في رحلة سريعة حيث نتعرف على القصة و كيف أدى خلل في نظام أسماء التطبيقات إلى تعطل مركز بيانات أمازون؟

أمازون ويب سيرفيسز

في عالم الحوسبة السحابية، يُنظر إلى مراكز بيانات أمازون أو (أمازون ويب سيرفيسز AWS) على أنها رمز للاستقرار والموثوقية، لكن حتى هذه القلاع الرقمية ليست محصنة ضد الأخطاء البشرية أو التقنية غير المتوقعة. ففي إحدى الحوادث التي هزت العالم الرقمي، تعرض أحد مراكز بيانات أمازون العملاقة لتعطل هائل، أدى إلى توقف خدمات لا حصر لها حول العالم.

لم يكن السبب هجوما سيبرانيا معقدا، بل كان خللا بسيطا لكنه كارثي. لكن السؤال هنا، كيف يمكن لخطأ صغير في جزء من النظام أن يُحدث تأثيرًا واسع على على أكثر من 1000 شركة ومنصة وخدمات يستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم؟

ما القصة؟

بدأ الأمر عندما واجه العديد من المستخدمين في كل مكان بالعالم، مشكلة في استخدام تطبيق مكالمات الفيديو زووم والمحفظة الرقمية فينمو بالإضافة إلى الشبكة الاجتماعية سناب شات و لعبة فورتنايت وريديت والعديد من شركات الطيران وحجز الفنادق ونتفليكس وخدمات وتطبيقات أخرى حكومية ومالية وتكنولوجية.

ولعل ذلك يرجع إلى تعرض الخدمة السحابية أمازون ويب سيرفيسز (AWS) لمشكلة تسببت في توقف الكثير من التطبيقات والمنصات في العالم. واستمر هذا الانقطاع لساعات قبل أن يعلن عملاق التجارة الإلكترونية عن بدء عودة خدمته من جديد بشكل تدريجي.

سبب المشكلة؟

أعلنت الشركة أن المشكلة التي أدت لإنقطاع خدماتها ترجع إلى خلل في نظام أسماء النطاقات بأحد أهم مراكز بياناتها في ولاية فرجينيا الأمريكية، والمعروف باسم US-EAST-1. ويعتبر هذا المركز، القلب النابض لمعظم خدمات الشركة. وأوضحت أمازون أن العطل ناتج عن خلل في نظام أسماء النطاقات (DNS)، المسؤول عن تحويل أسماء المواقع إلى عناوين رقمية، إلى جانب تعطل في قاعدة البيانات المسؤولة عن تخزين بيانات المستخدمين. هذا الخلل تسبب في سلسلة من الأعطال الداخلية المتتابعة داخل شبكة AWS، ما أدى إلى انهيار جزئي في الاتصال بين الخدمات المعتمدة على بنيتها التحتية.

رد شركة أمازون

أكدت أمازون أن العطل لم يكن نتيجة هجوم إلكتروني، بل مشكلة تقنية بحتة مرتبطة بإدارة الشبكات الداخلية والتعامل مع استجابة النظام في أوقات الضغط. ورغم أن الأزمة لم تبلغ مستوى الفوضى التي سببتها مشكلة “كراود سترايك” قبل عام، إلا أنها كشفت بوضوح مدى هشاشة النظام الرقمي العالمي، واعتماد الاقتصاد بأكمله على عدد قليل من مزودي الخدمات السحابية.

أزمة كراود سترايك

حدثت في يوليو 2024 ويمكن اعتبارها واحدة من أكبر الأعطال التقنية في التاريخ الحديث، إذ تسبب تحديث خاطئ لبرنامج الأمان Falcon في انهيار أنظمة تشغيل “ويندوز” حول العالم، مما أدى إلى توقف الرحلات الجوية، وتعطل المستشفيات، وتوقف خدمات مصرفية وشركات إعلامية كبرى. خلال ساعات قليلة فقط، شُلّت البنية الرقمية لآلاف المؤسسات التي تعتمد على حلول كراود سترايك، كاشفةً هشاشة الاعتماد المفرط على مزود واحد في منظومة الأمن السيبراني العالمية. لقد كانت تلك الحادثة بمثابة جرس إنذار للعالم الرقمي حول أهمية تنويع مصادر الحماية وتطوير آليات أكثر مرونة لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث التقنية.

في الختام، توضح أزمة تعطل مركز بيانات أمازون، مدى حساسية البنية التحتية الرقمية التي يعتمد عليها العالم اليوم، إذ يمكن لخلل بسيط في نظام حيوي مثل نظام DNS أن يُحدث اضطرابًا واسعًا يعطل الملايين من الخدمات الحيوية في دقائق معدودة. ورغم نجاح الشركة في استعادة أنظمتها تدريجيًا، إلا أن الحادثة أعادت فتح النقاش حول مخاطر الاعتماد المفرط على مزود واحد وأهمية بناء شبكات أكثر تنوعًا واستقلالية لضمان استقرار الإنترنت العالمي في مواجهة الأعطال المستقبلية.