متفوقة على الألعاب نفسها، عمليات الشراء المصغرة تشكل 58% من عائدات ألعاب الحاسوب
⬤ بقيمة 24 مليار دولار، أتت 58% من عائدات قطاع الألعاب الحاسوبية من عمليات الشراء المصغرة فقط.
⬤ تواصل الألعاب القائمة على النموذج المجاني مع مشتريات داخلها مثل Fortnite وRoblox الهيمنة على الإنفاق.
⬤ تراجعت إيرادات الألعاب المدفوعة 2.6% مع نمو طفيف في المحتويات القابلة للتنزيل ونمو كبير في الاشتراكات.
تشهد عائدات مطوري ألعاب الحاسوب تحولاً لافتاً، حيث باتت عمليات الشراء المصغرة (Microtransactions) مصدر الدخل الرئيسي في هذا القطاع المتنامي. ووفقاً لما كشفه تقرير «2025 PC and Console Gaming Report» الصادر عن شركة الأبحاث Newzoo، استحوذت هذه المشتريات الصغيرة داخل الألعاب على نسبة ضخمة بلغت 58% من إجمالي إيرادات ألعاب الحاسوب في عام 2024.
يعني ذلك أن نحو 24.4 مليار دولار تدفقت من عمليات الشراء المصغرة وحدها، بزيادة سنوية قدرها 1.4%. في المقابل، حافظ سوق ألعاب الحاسوب بشكل عام على استقرار نسبي، حيث ارتفع بنسبة طفيفة لا تتجاوز 0.1%، ليصل إجمالي الإيرادات إلى 37.3 مليار دولار خلال العام ذاته. وعلى الرغم من تواضع هذه الزيادة السنوية، فإنها تعكس نمواً إجمالياً بنسبة 5.4% خلال العامين الماضيين، في مؤشر على تعافي السوق من الانخفاض الذي سجله ما بين عامي 2021 و2022.
يقف وراء هذا النمو الملحوظ في عمليات الشراء المصغرة الشعبية الواسعة التي تحظى بها الألعاب ذات الطابع الخدمي المستمر مثل Fortnite وRoblox وسلسلة Call of Duty، حيث نجحت هذه العناوين في استغلال رغبة اللاعبين في الحصول على عناصر تجميلية، مثل الأزياء والحركات التعبيرية، إلى جانب الترقيات والمحتوى الافتراضي، مما يعكس استعداد اللاعبين المستمر للإنفاق داخل الألعاب.
لكن على الرغم من نجاحها المالي، تبقى عمليات الشراء المصغرة مثار جدل داخل مجتمع اللاعبين، إذ يُنظر إليها في كثير من الأحيان باعتبارها ممارسة استغلالية. وقد تعرض نموذجها التجاري، كما في لعبة Diablo Immortal المجانية، لانتقادات حادة بسبب ربط بعض محتويات المراحل المتقدمة بالدفع المسبق. كما تستمر صناديق الحظ (Loot Boxes)، وهي أحد أشكال عمليات الشراء المصغرة، في إثارة الجدل، حيث يرى منتقدوها أنها أقرب للمقامرة وتشكل خطراً على اللاعبين، لا سيما القاصرين منهم. وفي ظل ذلك، يفضل كثير من اللاعبين الدفع المسبق لمرة واحدة مقابل اللعبة بالكامل على الدخول في نفقات متكررة.
من ناحية أخرى، شهدت المحتويات القابلة للتنزيل (DLC)، والتي تشمل التوسعات والمراحل الإضافية ومحتوى المكافآت، نمواً طفيفاً بلغت نسبته 0.8%، لتصل إيراداتها إلى 5.3 مليارات دولار، أي ما يعادل 14% من إجمالي إيرادات ألعاب الحاسوب للعام الماضي. وقد دعم هذا النمو التحديثات الكبرى والتوسعات التي طالت ألعاباً شهيرة مثل Diablo 4 وElden Ring وWorld of Warcraft.
في المقابل، تراجعت إيرادات الألعاب المدفوعة التقليدية، حيث انخفضت بنسبة 2.6% لتصل إلى 10.7 مليارات دولار، وهو ما يعادل 28% من حصة السوق، في إشارة واضحة إلى التحول في سلوك المستهلكين نحو الألعاب المجانية المدعومة بخيارات شراء اختيارية داخل اللعبة.
سوق الألعاب على المنصات: مشهد مختلف
فيما تهيمن عمليات الشراء المصغرة على سوق الحاسوب، فإن حصتها في سوق الألعاب على أجهزة المنصات المستقلة بلغت 32% فقط من الإيرادات، لكنها سجلت نمواً أكبر بلغ 4.5% مقارنة بعام 2023، لتصل إلى 13.9 مليار دولار في عام 2024. وعلى الرغم من ذلك، شهد سوق الألعاب على المنصات تراجعاً عاماً، حيث انخفضت الإيرادات الإجمالية بنسبة 3.9% لتستقر عند 42.8 مليار دولار.
في المقابل، حققت خدمات الاشتراك في الألعاب على المنصات مثل Nintendo Online وXbox Live وPlayStation Plus قفزة كبيرة بنسبة 14.1%، ما يعكس تزايد الاعتماد على نموذج الاشتراكات. ويتوقع المراقبون أن تشهد السوق انتعاشاً محتملاً مع إطلاق أجهزة جديدة، مثل الجيل المرتقب من أجهزة Nintendo.
الحنين المتجدد: العودة إلى الماضي للحفاظ على الحاضر
سلّط تقرير Newzoo الضوء أيضاً على ظاهرة لافتة وصفها بالحنين المتكرر (Recursive Nostalgia)، حيث تلجأ الألعاب الخدمية المستمرة منذ خمس سنوات أو أكثر، مثل Fortnite وOverwatch وDestiny 2، إلى إعادة تقديم محتوى قديم أو سمات مميزة من النسخ السابقة، مما يثير الحنين لدى اللاعبين ويبقيهم مرتبطين بتجربة اللعبة على المدى الطويل.
نظرة إلى المستقبل
رغم تفاوت الاتجاهات عبر مختلف أنواع الإيرادات، تتوقع Newzoo أن يواصل سوق ألعاب الحاسوب نموه بوتيرة مستقرة خلال السنوات القادمة، مع تقديرات بوصول الإيرادات إلى 37.9 مليار دولار في عام 2025، وتجاوز حاجز 40 مليار دولار بحلول عام 2027. ما يدل على أن طرق إنفاق اللاعبين قد تتغير، إلا أن ارتباطهم بمنصة الحاسوب واستعدادهم للاستثمار فيها لا يزال قوياً.
