بوزن 240 طناً، البحرية الأمريكية تكشف عن سفينة حربية مسيرة دون طاقم

⬤ كشفت وكالة DARPA عن السفينة غير المأهولة Defiant المصممة لتنفيذ مهام طويلة المدى في أقاصي البحار.

⬤ تزن السفينة الحربية حوالي 240 طناً، ويتيح تصميمها غير المخصص للبشر قدرات تخفٍّ وأداءً أفضل.

⬤ تثير هذه التطورات قلق الخبراء من انتقال القرارات العسكرية إلى الأنظمة الحاسوبية دون مسؤولية بشرية. 

كشفت وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (DARPA) الأمريكية عن السفينة USX-1 Defiant، وهي مركبة طافية على السطح وغير مأهولة، جرى تصميمها لتنفيذ مهام طويلة المدى عبر محيطات العالم دون الحاجة إلى طاقم بشري.

تندرج Defiant ضمن برنامج المركبات البحرية دون طاقم (NOMARS) الذي أطلقته DARPA، وقد تم رصدها مؤخراً وهي تبحر في مياه ولاية واشنطن الأمريكية، حيث شوهدت السفينة البالغ طولها نحو 55 متراً، وبوزن 240 طناً، وهي تُقاد بواسطة قاطرة بحرية، كإجراء تمهيدي قبل انطلاقها في رحلات اختبارية مستقلة.

اكتملت عملية بناء السفينة في فبراير 2025 بعد خمس سنوات من التطوير المكثف، وهي ثمرة تعاون مع شركة Serco، المقاول الرئيسي للمشروع، وقد تم إطلاقها من حوض بناء السفن Nichols Brothers Boat Builders قرب منطقة فريلاند بواشنطن. وقد صُممت Defiant من البداية لتعمل بشكل مستقل بالكامل دون أي أفراد طاقم على متنها، وهو ما يمنحها مجموعة من المزايا الفريدة.

مواضيع مشابهة

يتيح الاستغناء عن الطواقم البشرية إزالة أنظمة الإعاشة والدعم الحيوي، ما يسمح بتصميم هيكل أكثر انسيابية يعزز قدرة السفينة على التخفي ويحسن من كفاءة استهلاك الوقود. كما تمنحها هذه البنية أداء متفوقاً في البحار الهائجة، وتقلل من فرص رصدها، وهو أمر بالغ الأهمية في العمليات السرية والبيئات البحرية المعقدة.

علاوة على ذلك، يُتوقع أن يخفض التشغيل الذاتي للسفينة التكاليف التشغيلية بشكل كبير، ما يجعلها خياراً اقتصادياً مقارنة بالسفن الحربية التقليدية، لا سيما في مهام الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية، وهي أدوار تعتمد البحرية الأمريكية بالفعل على السفن غير المأهولة في تنفيذها.

يأتي تطوير Defiant في توقيت حساس، إذ يزداد اهتمام صناع القرار العسكريين بالولايات المتحدة بالسفن غير المأهولة منخفضة التكلفة، إلى جانب الطائرات المسيرة كذلك، والتي باتت في صلب استراتيجياتها الدفاعية.

حالياً، تخضع Defiant لسلسلة من الاختبارات في الموانئ وفي عرض البحر، على أن تبدأ في ربيع 2025 مرحلة تجريبية لعدة أشهر، سيجري خلالها اختبار قدرتها على العمل بشكل مستقل لفترات طويلة، إلى جانب تقييم أنظمتها الذاتية.

في مؤشر على جدية البرنامج، نجحت DARPA مؤخراً في إجراء عملية تزويد ذاتي بالوقود بين سفينتين أخريين ضمن برنامج NOMARS، هما Ranger وMariner، حيث جُهزت الأخيرة لمحاكاة قدرات Defiant المستقبلية.

يجدر بالذكر أن العديد من الخبراء اليوم قلقون من التطورات المتسارعة في عالم المسيرات. حيث تلعب كل من الطائرات المسيرة والروبوتات أدواراً متزايدة الأهمية في النزاعات، ويقود إدخال الذكاء الاصطناعي في العمليات وزيادة الاعتماد عليه في اتخاذ القرار إلى قلق متزايد من غياب المسؤولية البشرية عن القرارات العسكرية وما قد يترتب على ذلك من أخطار.

شارك المحتوى |
close icon