بعد أقل من عام: الشركة المصدرة لـ «دبوس الذكاء الاصطناعي» تنهار وتباع لـHP

⬤ استحوذت شركة HP على شركة Humane المطورة لـ «دبوس الذكاء الاصطناعي» مقابل 116 مليون دولار.

⬤ عانى الجهاز من مشاكل في البطارية وبطء الأداء، وباع وحدات أقل 90% من التوقعات، أعيد معظمها للشركة.

⬤ ستوقف Humane تشغيل الجهاز نهائياً في 28 فبراير، ولن يحصل معظم المستخدمين على أي تعويض.

في مشهد مألوف داخل وادي السيليكون بطله هذه المرة شركة بشرت من قبل بثورة في عالم الذكاء الاصطناعي، انتهت قصة Humane الناشئة، وبانهيار درامي انتهى باستحواذ شركة HP عليها بمبلغ زهيد (نسبياً).

لم يمضِ سوى أشهر على الوعود الكبيرة التي أطلقتها Humane بشأن جهازها المبتكر «دبوس الذكاء الاصطناعي» القابل للارتداء والمصمم ليحل محل الهواتف الذكية، حتى وجدت الشركة نفسها مضطرة لبيع جوهر أعمالها، بما في ذلك تقنياتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، ونظام التشغيل CosmOS، ومجموعة من براءات الاختراع.

تأسست Humane على يد اثنين من المخضرمين السابقين في شركة Apple، عِمران شودري وبيثاني بونجورنو، اللذين قدما رؤية جريئة لمستقبل خال من الهواتف الذكية. مدعومة بتمويل ضخم بلغ 240 مليون دولار من شخصيات بارزة مثل الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce، مارك بينيوف، ورئيس OpenAI سام ألتمان، رسمت الشركة ملامح عصر جديد يعتمد على جهاز صغير وأنيق يمكن تثبيته على الملابس، يعمل بالصوت ويعرض المعلومات عبر أشعة ليزر على اليد. وقد لاقت الفكرة رواجاً واسعاً قبل الإطلاق.

مواضيع مشابهة

لكن الواقع لم يكن كالموعود، فعند إطلاقه في الأسواق الربيع الماضي بسعر 699 دولاراً، عانى الجهاز من بطء في الأداء وافتقار للدقة، ناهيك عن مشكلات البطارية وحتى مخاطر اشتعال شواحن الجهاز. وبعد أن راهنت Humane على بيع 100,000 وحدة خلال عامها الأول، توقفت المبيعات عند 10,000 فقط.

مع نهاية العام الماضي، باتت ملامح السقوط واضحة. فلجأت Humane إلى مستشارين ماليين لاستكشاف خيارات البيع، واضعة نصب عينيها سعراً يتجاوز مليار دولار، لكن الصفقة النهائية مع HP جاءت بمبلغ متواضع بلغ 116 مليون دولار فقط. وبطبيعة الحال، لم تأت HP لإعادة إحياء دبوس الذكاء الاصطناعي، بل لوضع يدها على إرث Humane بهدف تعزيز مشاريعها الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

في تعليق له على الأمر، أشار توان تران، رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي الجديد في HP، إلى ميزة في نظام CosmOS الذي طورته Humane تتمثل في قدرته على إدارة عمليات الذكاء الاصطناعي محلياً وفي السحابة، مما يجعله مكسباً مهماً. ومن المقرر دمج تقنيات Humane ضمن مختبر ابتكار جديد تطلقه HP تحت اسم HP IQ، ينضم إليه فريق Humane، بما يشمل المؤسسَين، عِمران شودري وبيثاني بونجورنو.

أما بالنسبة لمالكي دبوس الذكاء الاصطناعي القلة المتبقين، فقد انتهى حلمهم رسمياً؛ فاعتباراً من 28 فبراير، سيتوقف الجهاز بالكامل عن أداء أي وظيفة، باستثناء ميزة واحدة، عرض مستوى البطارية! وقد دعت Humane المستخدمين إلى تحميل أي بيانات مخزنة قبل هذا الموعد.

على أن ما زاد في الطين بلة هو سياسة استرداد الأموال التي أتاحتها Humane لمالكي الجهاز، إذ أشارت عبر موقعها الرسمي إلى اقتصار الأمر على من هم ضمن فترة التسعين يوماً من تاريخ الشراء، بما يشمل مشتريات 15 نوفمبر 2024 فصاعداً. وقد رأى مراقبون في ذلك فشلاً أكبر من الفشل التقني حتى.

بالعموم، تجربة Humane هي تذكير قاس بحالة الحماس الممزوج بالشك والحذر المحيطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وبالتحديات التي تواجه الشركات الناشئة في تقديم منتجات جديدة كلياً للمستهلكين.

شارك المحتوى |
close icon