أشهر أداة لتوفير المال متهمة بخداع المستخدمين وصانعي المحتوى وجني المال على حسابهم

⬤ كشف فيديو نشر أمس عبر YouTube عن تورط أداة Honey الشهيرة لتوفير المال بما يبدو كنشاط مضلل بهدف الربح.

⬤ تعرف Honey بكونها تسمح للمستخدمين بجمع أكواد الخصم واستخدامها لتوفير المال لدى الشراء عبر الإنترنت.

⬤ تبين أن الإضافة تحرم صانعي المحتوى من تحقيق العمولات، كما إنها لا تقدم أكواد الخصم المتاحة في معظم الحالات.

طوال السنوات الماضية، باتت إضافة Honey المخصصة للمتصفحات واحدة من أشهر الأدوات وأكثر انتشاراً على حواسيب المستخدمين. حيث تعد الإضافة المستخدمين بأنها تقدم لهم جميع أكواد الخصم المتاحة بشكل تلقائي، بحيث يتمكنون من توفير المال لدى قيامهم بشراء مختلف المنتجات عبر الإنترنت.

كانت إضافة Honey قد حققت شعبية هائلة نتيجة حملة ترويجية شديدة الفعالية تضمنت عقود رعاية لآلاف صانعي المحتوى على الإنترنت، وبالمجمل وصلت إعلانات الشركة لمليارات المستخدمين مع وعد بسيط: أحصل على أرخص سعر ممكن للمنتجات التي تود شرائها باستخدام أكواد الخصم.

على أي حال، يبدو أن إضافة Honey في مأزق الآن بعدما نشر صانع محتوى على منصة YouTube باسم MegaLag فيديو بطول 23 دقيقة يلخص فيه ممارسات الإضافة المشبوهة ويتهمها بالاحتيال على صانعي المحتوى وتضليل المستخدمين بحرمانهم من خصومات كان من الممكن تحقيقها. وخلال يوم واحد من نشره، حقق الفيديو أكثر من 3.6 ملايين مشاهدة، وسرعان ما بات حديث المجال منذ يوم أمس.

ما هي إضافة Honey؟

بدأت Honey على شكل منصة تقوم بتوفير أكواد الخصم للمستخدمين، حيث قام ريان هدسون وجورج روان بتطوير الإضافة في عام 2012، لكن تم تسريبها إلى موقع Reddit، وسرعان ما حصلت على شعبية هائلة بسبب وعدها بتوفير الحسومات دون عناء. وخلال أقل من عام ونصف على إطلاقها، كانت الإضافة قد اقتربت من امتلاك مليون مستخدم فعال.

تكمن فكرة إضافة Honey بكونها أشبه بفهرس لأكواد الخصم المتاحة لمختلف المنتجات والمتاجر الإلكترونية حول العالم. حيث تقدم العديد من المتاجر خصومات خاصة في برامج ترويجية خاصة، وبدلاً من الحاجة للبحث عن أكواد الخصم بشكل يدوي، تتيح Honey وسيلة سهلة تضيف أي أكواد خصم موجودة بشكل تلقائي في صفحة شراء المنتج. وبالنظر إلى أن المستخدم كان يخطط لشراء المنتج على أي حال، فقد ظهرت الإضافة كوسيلة مثالية لتوفير المال دون أي عناء أو جهد إضافي.

مع مطلع عام 2018، كانت شركة Honey قد جمعت أكثر من 40 مليون دولار أمريكي من التمويل في عدة جولات استثمارية، ومن هناك أطلقت حملة تسويقية ضخمة تضمنت مختلف أنواع الإعلانات، لكنها ركزت على صانعي المحتوى بالدرجة الأولى.

خلال السنوات الأخيرة، قامت Honey برعاية آلاف قنوات YouTube والعديد من صانعي المحتوى عبر منصات أخرى، وحتى أنها باتت راعية لقمصان أحد أندية دوري كرة السلة الأمريكية (NBA). وبينما لا تعلن الشركة عن عدد مستخدميها، فالأرجح أنها قد وصلت لمئات ملايين الحواسيب حول العالم.

بحلول عام 2020، كانت الشركة قد حققت انتشاراً واسعاً لفت أنظار مختلف شركات التقنية المالية إليها. وفي يناير 2020، تم الإعلان عن قيام عملاقة التحويلات المالية عبر الإنترنت، PayPal، بشراء Honey لقاء 4 مليارات دولار، في واحدة من أكبر الصفقات في المجال.

ما هي الاتهامات الموجهة ضد Honey؟

في الفيديو الذي نشره يوم أمس، يستعرض مالك قناة MegaLag العديد من المشاكل المتعلقة بطريقة عمل إضافة Honey. حيث يستعرض مشاكل في تعاملها مع صانعي المحتوى والعاملين في مجال التسويق بالعمولة، وحتى كونها تضلل المستخدمين بوعود زائفة حول الخصومات التي توفرها، وبالأخص فيما يتعلق بخدمة Honey Gold، والتي أعيد تسميتها إلى PayPal Rewards. عموماً، تتضمن أهم الاتهامات ضد Honey:

مواضيع مشابهة

تضليل المستخدمين حول أكواد الخصم المتاحة

تظهر المشكلة الأهم للمستخدمين في طريقة عمل إضافة Honey أصلاً. حيث تدعي الإضافة أنها ستجمع أكواد الخصم وتقوم بتطبيق أفضلها لتحصل على أفضل سعر ممكن. لكن ولدى اختبار الادعاء من قبل MegaLag، تبين أنه من المعتاد للإضافة تتجاهل أكواد خصم عالية الفعالية، ويمكن أن تقدم خصماً مثل 30%، فيما تظهر للعملاء أنها لم تعثر على أي أكواد، أو أن الأكواد التي وجدتها لا تمنح سوى خصم بقيمة 10% فقط. في بعض الحالات، تقتصر أكواد الخصم التي تعرضها Honey على تلك المصنوعة خصيصاً لها مثل Honey5 أو Honey10.

لدى قيامه بمزيد من البحث، تبين لـ MegaLag أن شركة Honey عادة ما تعقد شراكات مع العديد من المنتجات والمتاجر، وتتضمن واحدة من أهم الخدمات التي تقدمها لشركائها التحكم في أكواد الخصم التي تظهر للمستخدمين. حيث تبين أن الشركة لا تظهر جميع الأكواد الموجودة حقاً، وحتى عند إضافة كود خصم جديد إلى قاعدة بياناتها (كونها تتيح للمستخدمين إضافة أكواد خصم جديدة)، فهي لا تظهره في حال كانت العلامة التجارية المتأثرة به قد طلبت عدم إظهاره.

فيما لا يعد هذا السلوك احتيالياً حقاُ، فهو مضلل بالنظر إلى أن الشركة تعد المستخدمين بأفضل سعر ممكن للمنتجات التي يريدون شرائها، فيما أنها تعترف في عدة أماكن ضمن موقعها الإلكتروني ووثائق شروط الخدمة الخاصة بها بأنها تخفي الأكواد عندما يطلب منها شركاؤها فعل ذلك.

الاستحواذ على عمولة عمليات الشراء

يعتمد الكثير من المؤثرين وصانعي المحتوى عبر الإنترنت على العمولة كمصدر أساسي لدخلهم. حيث يقومون بتضمين روابط مرعية للمنتجات التي يتحدثون عنها عادة، ولقاء كل عملية بيع تتم عبر هذه الروابط، يحصلون على نسبة صغيرة من السعر كعمولة لهم. لكن يظهر تحقيق MegaLag، والذي تمكنا من تكرار نتائجه لدى التجربة، أن استخدام إضافة Honey يعبث بروابط الشراء وملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) بحيث تحصل Honey على العمولة.

عند تفعيل إضافة Honey على أي رابط شراء (وهو ما يتم تلقائياً عادة)، يتم حذف الجزء الخاص بصانع المحتوى الأصلي من الرابط، كما يتم استبدال ملف تعريف الارتباط الذي يحدد صانع المحتوى بواحد آخر يضع Honey على أنها من قامت بتوجيه العميل إلى الصفحة، وهو ما يعني أنها المنوطة بالحصول على العمولة من المتجر.

المثير للاهتمام هو أن هذا الأمر يحدث سواء تمكنت إضافة Honey من العثور على عروض وأكواد خصم أم لا. في جميع الحالات تقوم الإضافة بتغيير ملفات تعريف الارتباط لتحصل على العمولة، فيما يخسر صانعو المحتوى أو المسوقون بالعمولة ربحهم الممكن من العملية. ويبدو أن هذه العائدات هي مصدر التمويل الأساسي للشركة التي باتت قيمتها تقدر بمليارات الدولارات.

تعد هذه الحالة هي الأسوأ للسمعة في الواقع. حيث إن مبدأ التسويق بالعمولة قائم على مبدأ بسيط: يحصل الشخص الذي وجه العميل إلى المنتج على العمولة، وفي حال توجيه عدة أشخاص للعميل إلى المنتج، تكون الأفضلية لعملية التوجيه الأخيرة. لكن وبالنظر إلى أن إضافة Honey تعيد إعداد ملفات تعريف الارتباط لتبدو وكأنها هي التي وجهت المستخدم للمنتج، فهي أشبه بأن يقوم موظف مبيعات في صالة بعملية بيع، ليأتي موظف آخر ويدعي أنه هو من وجه الزبون للشراء وبالتالي يحصل على عمولة البيع دون أن يسهم في العملية حقاً.

المزيد من الاتهامات

فيما بدا تحقيق فيديو MegaLag الأخير مديناً بشكل كبير لشركة Honey، ولو أن هذه الاتهامات لا تزال غير رسمية أو ضمن متابعة قانونية، فهو لن يكون الوحيد في الواقع. حيث وعد صانع المحتوى في نهاية الفيديو الأول بأن هناك المزيد من الممارسات المضللة والتي يمكن وصفها بالاحتيالية للشركة، ووعد بأن يكشف عن المزيد منها في فيديوهين لاحقين ضمن هذه السلسلة.

تضمن أبرز الاتهامات التي تم التشويق لها ما يبدو أنه توليد أكواد خصم لمتاجر صغيرة دون أن تكون هذه المتاجر هي من قام بإصدارها، مما يسبب مشاكل للمتاجر والبائعين الصغار بالتحديد كون العملاء يعتقدون أن المشكلة من البائع. لكن وحتى صدور الفيديو التالي، تبدو الاتهامات الحالية للمنصة مقلقة للغاية، وبالأخص مع كونها المرة الأولى التي تتم فيها مناقشة ممارسات الشركة بخصوص الاستحواذ على عمولات صانعي المحتوى بشكل علني.

حتى اللحظة، شاهد أكثر من 3.6 مليون شخص الفيديو الأصلي، فيما حصلت فيديوهات أخرى تناقش القضية وتقتبس من الفيديو الأصلي ملايين المشاهدات كذلك. وبينما لم تصدر Honey أي بيان رسمي بخصوص الاتهامات بعد، يبدو أنها أمام مشكلة كبرى فيما يتعلق بسمعتها، ومن الممكن أن تتحول لمسألة قضائية حتى في حال قرر صانعوا المحتوى أو العملاء مقاضاتها (ولو أنه من غير الواضح إن كان هذا النوع من القضايا قد ينجح أصلاً).


تنويه: جميع الاتهامات المذكورة في هذا المقال منقولة عن الفيديو المذكور آنفاً، وبينما قامت مينا تك بالتحقق من بعضها، فهي مبنية على تحليلات شخصية لصانع محتوى بالدرجة الأولى، ولا تشكل وصفاً قانونياً للحالة أو ادعاءاً بالاحتيال على شركة Honey أو شركائها.

شارك المحتوى |
close icon