المحتالون يستهدفون الباحثين عن وظائف، وخسائر بقيمة 220 مليون دولار

⬤ وفق هيئة أمريكية، خسر الباحثون عن عمل حوالي 220 مليون دولار نتيج «احتيال المهام» المنتشر مؤخراً.

⬤ تنتشر هذه الحيل بشكل كبير مؤخراً، وباتت تستهدف دولاً عربية مثل الإمارات والسعودية بشكل متزايد.

⬤ تعد الحيل الباحثين عن عمل بأجور عالية لقاء إنجاز مهام بسيطة نسبياً، وعادة ما تدفع لهم في البداية حتى.

أظهرت بيانات حديثة صادرة عن لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) ارتفاعاً صارخاً في الشكاوى المتعلقة بالاحتيال في الوظائف عبر الإنترنت، والتي تعتمد على مهام تقوم بمحاكاة تلك الموجودة في الألعاب. وقد شهد هذا النوع من الاحتيال، والمعروف باسم «احتيال المهام»، انتشاراً هائلاً خلال السنوات الأربع الماضية، ارتفاعاً من العدم في عام 2020 إلى 5,000 شكوى في عام 2023، وذلك في الولايات المتحدة فقط، فيما يرجح أن العدد أكبر من ذلك بكثير على المستوى العالمي.

رغم الشعبية المتزايدة لتقنيات التلعيب؛ أي إضفاء طابع الألعاب الإلكترونية على مهام أخرى، فهي لا تزال قضية مثيرة للجدل والانقسام. إذ يجري استخدام هذه التقنيات في تصميم الأنظمة والخدمات لتحفيز المستخدمين عبر محاكاة تجربة الألعاب في أمور تتراوح من تطبيقات التواصل الاجتماعي وحتى تطبيقات الاستثمار والتداول، وقد بات المجرمون الإلكترونيون الآن يستخدمون الأساليب ذاتها.

في النصف الأول فقط من عام 2024، تضاعفت الشكاوى المسجلة عن «احتيال المهام» أربع مرات لتصل إلى نحو 20,000 شكوى. وأوضحت لجنة التجارة الفيدرالية أن المحتالين يبدؤون عادة بالتواصل مع ضحاياهم عبر رسائل نصية أو عبر تطبيقات المراسلة مثل واتساب وتيليجرام، ويغرونهم بعروض عمل عبر الإنترنت. فإذا ما أبدى الضحية اهتماماً، يزعم المحتالون أن الوظيفة تتطلب إكمال مهام مثل اختبار التطبيقات، أو التفاعل مع مقاطع فيديو على الإنترنت، أو تقييم منتجات على متاجر، أو أمور أخرى بسيطة ومتكررة.

مواضيع مشابهة

بمجرد أن يبدأ الضحية في تنفيذ المهام، يتلقى مبلغاً صغيراً (بضعة دولارات عادة) كأجر أولي. ولكن سرعان ما يميط المحتالون اللثام عن نواياهم الحقيقية، فيطلبون من الضحايا الاستثمار في النظام لإكمال مهام أكثر ربحاً. وفي حال وافق الضحية على ذلك، يختفي المحتالون مع الأموال.

في الغالب، يطلب المحتالون الدفع بالعملات المشفرة. وقد رصدت لجنة التجارة الفيدرالية تضاعف الخسائر الناتجة عن هذا النوع من الاحتيال بتلك العملات بالمقارنة مع العام السابق. فقد بلغت قيمة المبالغ المسروقة بالعملات المشفرة أكثر من 41 مليون دولار في النصف الأول من عام 2024. في حين شكل إجمالي خسائر «احتيال المهام» نحو 40% من خسائر الاحتيال المتعلق بالوظائف في النصف الأول من العام، بإجمالي 220 مليون دولار.

حذرت لجنة التجارة الفيدرالية من أن الوظائف التي تبدو أشبه بالألعاب الإلكترونية أكثر من كونها وظائف حقيقية هي غالباً ما تكون نوعاً من احتيال المهام. وأشارت إلى أن العدد الحقيقي للحالات أكبر بكثير من تعداد 20,000 شكوى المسجلة في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، فمعظم حالات الاحتيال تبقى دونما إبلاغ.

كما ونصحت الجهات الرقابية الأفراد بحماية أنفسهم من هذا النوع من الاحتيال بتجاهل الرسائل الشعبوية أو غير الموجهة التي تصل في هيئة رسائل نصية قصيرة أو عبر WhatsApp، خاصة تلك التي تتعلق بعروض عمل مشبوهة. «فلن يتواصل أرباب العمل الحقيقيون معكم بهذه الطريقة،» حسبما أكدت الوكالة المذكورة.

علاوة على ذلك، شددت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية على أنه لا يجب على أحد أن يدفع لقاء الحصول على أجر. فضلاً عن أن تقييم الأشياء أو إبداء «الإعجاب» بها عبر الإنترنت ليس وظيفة حقيقية بأي حال من الأحوال. إنما هي حيل يستخدمها المحتالون للإيقاع بالضحايا، ولا توجد شركة محترمة تدفع مقابل مثل هذه المهام.

شارك المحتوى |
close icon