بينما قد تجبر Google على بيع متصفحها، OpenAI تخطط لدخول قوي إلى المجال
⬤ أشار تقارير إلى تحرك OpenAI في مشروع إطلاق متصفح إنترنت جديد قائم على الذكاء الاصطناعي.
⬤ تُضاف هذه الفكرة إلى خطوات OpenAI في مجابهة Google بعد إطلاقها لمحرك بحث مؤخراً.
⬤ تواجه Google خطر إجبارها على بيع متصفح Chrome، وربما حتى خسارة ملكيتها لنظام Android.
يبدو وأن OpenAI تتطلع لمجال آخر تزاحم فيه أعمال شركة Google، في ظل تقارير تشير إلى نية عملاق الذكاء الاصطناعي بناء متصفح إنترنت لمنافسة هيمنة Chrome. ومن دون شك، سيكون وليد تلك المحاولة متصفحاً متشرباً بميزات الذكاء الاصطناعي، ويدمج معه قدرات ChatGPT، وفقاً لما ورد في تقرير لمجلة The Information عن الأمر.
في حين لا يوجد ما يكفي من التفاصيل للبت بحتمية الموضوع من عدمها، على اعتبار أن المشروع لا يزال في المهد فعلياً، إلا أن وتيرة التحركات الداخلية في OpenAI تشي بجدية أمر من هذا القبيل. فقد ذكرت تقرير الصحيفة المذكورة أعلاه أن الشركة وظّفت شخصَين كانا من الأفراد الضالعين بشدة في بناء Chrome لصالح Google، تحديداً كل من بن جودجير، ودارن فيشر.
تذهب المعلومات الواردة أيضاً للقول إن OpenAI دخلت في محادثات مع شركات أخرى لإثراء وتعزيز ميزات البحث في المتصفح المزعوم، مثل محتوى الطعام، والسفر، والعقارات، حسبما ذكر أشخاص قيل إنهم اطلعوا على تصاميم ونماذج تجريبية للمشروع، وجرى الحديث عن شركات منها Conde Nas، وRedfin، وPriceline.
فضلاً عن ذلك، وردت أحاديث عن أن OpenAI في طور محادثات مع سامسونج حالياً إزاء جلب ميزات الذكاء الاصطناعي من الأولى لهواتف العملاق الكوري، وتحييد وجود Google نتيجة لذلك، وهي التي تمتلك اتفاقاً مع سامسونج لتضمين بعض مزايا Gemini في هواتف جالاكسي.
يبدو مما سبق أن OpenAI ليست ببعيدة أو متوجسة من تحرك يهدد مكانة Google من جديد، بعدما رأيناه من إطلاق محرك البحث بالذكاء الاصطناعي خاصتها، SearchGPT، والذي ينافس محرك Google بطريقة مغايرة. ويجدر بالذكر أيضاً ما ورد في تقرير The Information عن أن OpenAI تعمل على تكريس منظورها حول «شبكة اللغة الطبيعية» ليكون أساساً لسمات تصفح المواقع والتطبيقات والبحث فيها، بما يغير جذرياً الطريقة التي يتفاعل فيه المرء مع المواقع، مخاطباً إياها عوض التنقل الأصم خلالها.
خلاصة القول، ليس الحديث عن متصفح الذكاء الاصطناعي من صنع شركة سام ألتمان اليوم أكثر من تحليلات ورشح لنيات ومخططات. وحتى وإن صدقت الفكرة وصرحت بها الشركة المعنية، فأمام مشروع كهذا وقت طويل لإنضاجه. لكن تلك النيات تدل على مستوى الطموحات العالي لدى OpenAI، وبدرجة أهم، حجم وجسارة التمويل الذي تتكئ عليه.
على المقلب الآخر، تظهر Google كطرف يمر بفترة أقل ما يُقال عنها إنها غير مريحة ومضطربة، فهي تسعى لتحسين ميزات ذكاء Gemini الاصطناعي لمنافسة ChatGPT بشتى السبل، بالأخص مع احتمال امتداد المنافسة إلى مزاحمة الأخير في أجهزة سامسونج.
لكن الحدث الأبرز وسط كل ذلك، والذي قد يقلب الموازين فعلياً هو ما سينجلي عنه النزاع القانوني لعملاق البحث مع القضاء الأمريكي، والذي يُنذر بخطوات عقابية مؤلمة عقب إدانة Google بممارسات سياسة احتكارية غير قانونية في سوق محركات البحث على الإنترنت، في أغسطس الماضي، وما تلا ذلك من اقتراح وزارة العدل الأمريكية على القاضي المعني فرض بيع أعمال الشركة المرتبطة بمتصفح Chrome. لتبرز على الساحة تحليلات شتى حول احتمالية إقرار أمر جلل كهذا، ومن سيكون المالك الجديد للمتصفح الأكثر استخداماً عالمياً. وهنا، لا حرج أبداً بوضع اسم OpenAI إلى جانب سواها من الأسماء المتداولة.