فنان يخدع معلمات لارتداء قبعات قصديرية تحمي من «أقمار الناتو الصناعية»
⬤ انتحل فنان بيلاروسي شخصية مسؤول حكومي روسي على تيليجرام، واستخدم ذلك لخداع معلمات المدارس.
⬤ أقنع صانع المقالب ضحاياه بارتداء قبعات مصنوعة من ورق القصدير للحماية من أقمار الناتو الصناعية.
⬤ عادة ما تستخدم قبعات القصدير للسخرية من أنصار نظريات المؤامرة، وبالأخص تلك المتعلقة بالفضائيين.
استخدم فنان من بيلاروسيا منصة تيليجرام الشهيرة للمحادثة ليتقمص شخصية مسؤول حكومي روسي، ويستغل ذلك في القيام بمقلب استهدف معلمات المدارس بالدرجة الأولى. واستفاد «فلاديسلاف بوخان» من كون الكثير من المسؤولين في روسيا والبلدان المجاورة لها يستخدمون منصة تيليجرام لنشر البيانات والمعلومات الرسمية، مما سهل مهمته للخداع.
أقنع بوخان معلمات مدارس في روسيا بارتداء قطع من ورق القصدير الملفوف على شكل قبعة علق عليها العلم الروسي، وأسماها «قبعات الوطن». حيث ادعى بوخان أن هذه القبعات مهمة للحماية من الأقمار الصناعية الخاصة بحلف شمال الأطلسي، مستغلاً بذلك التوترات السياسية المستمرة بين روسيا ودول الحلف الغربية عبر السنوات الأخيرة.
في الأسبوع الماضي، نشر بوخان تفاصيل المقلب الذي قام به عبر تيليجرام، حيث بدأ بتقمص شخصية المسؤول الروسي في يوليو الماضي، وأقنع معلمات في 7 مدارس مختلفة بصنع قبعات ورق القصدير وارتدائها وحتى إرسال مقاطع فيديو تظهرهن وهن يرتدينها أيضاً.
المثير للاهتمام في الموضوع هو أن قبعات ورق القصدير لطالما كانت مرتبطة بنظريات المؤامرة. حيث ظهرت في حالات عديدة في الأفلام والمسلسلات على أنها الأسلوب الذي يلجئ إليه أتباع نظريات المؤامرة «لحماية أمواجهم الدماغية» من أن تقرأها الحكومات أو الفضائيون أو جهات أخرى. وحتى أن صفة الشخص الذي يرتدي قبعة من ورق القصدير باتت نكتة معروفة كصفة لمن يسهل خداعهم بهذا النوع من القصص.
تعيد هذه القصة إلى الأذهان حالة الشكوكية العامة التي يمر بها الكثير من الأشخاص تجاه التقنيات الجديدة. حيث عادة ما تكون أي تقنيات جديدة، وبالأخص في حال تطويرها من جهات خارجية أو معادية، محط شكوك، وعبر العقود تنوعت هذه الحالات من الذعر الذي انتشر بين البعض عند مد خطوط التيليجراف والكهرباء، وحتى سنوات قريبة عندما أدى الانتشار الأولي لشبكات الجيل الخامس لنظريات مؤامرة وغضب شعبي في مواضع عدة من العالم مما قاد لإحراق أبراج اتصالات حتى.
عموماً كان غرض هذا المقلب بعيداً في الواقع عن الناحية العلمية، بل كان هدف بوخان هو تسليط الضوء على حالة الثقة العمياء التي عادة ما ترافق التوجهات الوطنية بشدة، وحصل بوخان على مبتغاه عندما مدح مسؤول في وزارة التعليم الروسية المعلمات اللواتي تعرضن للمقلب قائلاً إنهن وعلى الرغم من تعرضهن لمقلب غير مناسب، فقد أظهرن «روحاً وطنية وعزيمة قوية، ومقاربة مبدعة لأداء المهام.»