بعدما كشف فيلم هويته، مؤسس بيتكوين المزعوم يتوارى عن الأنظار

⬤ ادعى فيلم صدر مؤخراً أن الكندي «بيتر تود» هو مؤسس بيتكوين المتخفي منذ زمن، ساتوشي ناكاموتو.

⬤ واجه الفيلم انتقادات كبيرة سواء من تود أو شخصيات أخرى في عالم الكريبتو والعملات المشفرة.

⬤ اختفى تود مؤخراً مع تزايد مخاوف تعرضه للأذى نظراً للثروة الهائلة التي ستكون ملكه لو أنه ناكاموتو.

عندما علم الكندي بيتر تود أن فيلم شبكة HBO الوثائقي الأخير سيشير إليه على أنه ساتوشي ناكاموتو، شعر بغضب ونفور كبيرَين، ورأى مآل الأمور إلى «سيرك» من الفوضى، وفق ما أدلى به إلى مجلة Wired.

لم تتوقف التنبؤات والتكهّنات حول شخصية ناكاموتو الحقيقية منذ ظهور ذلك الاسم المستعار على الساحة في أواخر العام 2010، عقب إطلاق عملة البيتكوين الرقمية. وتصبح أهمية القضيةَ أكبر عند النظر إلى الكمية الكبيرة من عملات بيتكوين الذي يسيطر عليه الشخص المزعوم، والذي يكافئ عشرات المليارات من الدولارات اليوم.

إبان إطلاق الفيلم الوثائقي في 8 أكتوبر الجاري، والذي كان بعنوان «Money Electric: The Bitcoin Mystery،» انضم بيتر تود إلى لائحة من المتهمين بكونهم شخصية ساتوشي الحقيقية. وقد قدم صانع الفيلم، كولين هوباك، فكرته تلك ضمن مشهد مجابهة أمام الكاميرا، كان بمثابة الذروة الدرامية للعمل. وقد ادعى هوباك في وقت سابق كشفه العقل المدبر وراء نظرية المؤامرة QAnon، في العام 2021.

مواضيع مشابهة

لم يكن تود يتوقع أن يعرّج الفيلم على أيّ تسميات بعينها، بل ظنّ أنه سيقتصر على استعراض من نوع ما لتاريخ البيتكوين، وصُعق من توجيه ذلك الاتهام له، نافياً ادعاءات هوباك جملة وتفصيلاً. وقد اتهم صانع الفيلم بأن غرضه من وراء ذلك هو «التسويق» فقط.

من جانبه، يبدو وأن كولين هوباك متمسك باستنتاجاته تلك، ويعتبر أن إنكار تود ومراوغته ليسا إلا محاولة للتعمية على الحقيقة، مشيراً إلى أنه «لا يجزم صراحة» بأن تود هو ساتوشي، لكن لديه «مذهباً قوياً جداً» حيال ذلك.

الدليل الرئيسي الذي تتمحور حوله اتهامات هوباك هو مناقشة قديمة ضمن أحد المنتديات، حيث يدعي هوباك أن تود كان «يكمل جمل ساتوشي» حول كيفية إعطاء الأولوية للتحويلات استناداً إلى الرسوم المدفوعة، وهو الأمر الذي أضافه تود نفسه لاحقاً إلى البيتكوين بوصفه أحد المطورين فيها. ويعتقد كولين أيضاً أن الهوية الحقيقة لمستخدم آخر يظهر في تسلسل النقاش ذاك، المدعو جون ديلون، ما هو إلا تود نفسه، إنما بصورة أخرى بديلة.

عموماً، وبمعزل عمن هو على صواب وبيّنة من الطرفَين، يقع على كاهل تود الآن التعامل مع عبء الكشف عنه هويته كمؤسس البيتكوين، مع كل ما يرافق ذلك، رغماً عن مشيئة الرجل. لذا، لجأ إلى التخفي كحل بديهي.

يرى العديد من الأشخاص في مجتمع العملات الرقمية أن لا جدوى فعلياً من التصيّد أو التكهن بهوية ساتوشي، ما دامت عملة البيتكوين وصلت بنجاح إلى مرحلة التشغيل والعمل تحت نموذج حوكمة لامركزي في غيابه، أو غياب هويته بالأحرى.

من طرف تود، لا يمكن رؤية أي جوانب إيجابية في مواجهة اتهامات من ذلك المستوى، وفي نفس الوقت إنكارها تماماً. إذ إن تلك الوضعية جلبت له سيلاً من التعرضات والإزعاجات المقلقة. فقد ذكر تقرير Wired أن بريد تود الإلكتروني تلقى سيلاً جارفاً من الرسائل المتعلق بطلب الأموال، وحتى التهديد المباشر. ووصل الأمر بأحدهم لإرسال 25 رسالة يستجدي فيها تود أن يمنحه قرضاً. ولعل مخاوف تود الكبرى تتمثل في الأخطار الأمنية من قبيل السرقة أو الخطف، ذلك أنه بات واحداً من أكثر الأهداف إغراءً. لذا، اختار الكندي التخفي.

شارك المحتوى |
close icon