لماذا تُعد السعودية مركزاً لاستثمارات التكنولوجيا في المنطقة؟ | مقابلة مع شركة HPE
يشهد سوق تكنولوجيا المعلومات تنافساً كبيراً، حيث تتفاخر شركات التكنولوجيا بحلولها المبتكرة، وتُعد السعودية أحد أبرز الأسواق العالمية، نظراً لأنها تشهد تحولاً رقمياً هائلاً يجعلها مركزاً لجذب للاستثمارات والشراكات الدولية. أثناء مقابلتنا مع السيد مات هاريس، نائب الرئيس الأول والمدير العام لمناطق المملكة المتحدة، والهند، والشرق الأوسط، وإفريقيا في شركة HPE، ناقشنا حماس الشركة بالسعودية، والتزامها بتوطين التكنولوجيا، وتوظيف العمالة النسائية، بجانب خططهم لتوسيع نطاق المنتجات وتركيزهم على ابتكار الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات المؤسسات الكبرى، كما سنعرض تالياً.
هل هذه أول مرة تزور فيها السعودية، وكيف تجدها من وجهة نظرك الشخصية؟
أحب السعودية، وأعتقد أن هناك طاقةً وحماساً كبيرين تجاهها لدى جميع من أقابلهم، بما يشمل أعضاء الفريق، وكبار المسؤولين التنفيذيين لزبائننا الذين نخدمهم، وشركائنا الذين نعتمد عليهم لتلبية متطلبات السعودية، بل وسائقي الأجرة الذين يوصلونني. أشعر هنا بالحماس للمستقبل، وهو ما أفخر به.
توفر شركة HPE خوادم متقدمة في السعودية، فهل تلعب العمالة النسائية دوراً في إنتاجها؟
نعم، لعبت العمالة النسائية دوراً شبه حصري. وما حققناه في حدث LEAP هو أننا أنتجنا خوادم الجيل الحادي عشر المتقدمة، والتي تُعد الأكثر مبيعاً في العالم، هنا في السعودية بالتعاون مع شريكتنا «الفنار»، فقد لاحظنا احتياجاً كبيراً في السوق بفضل رؤية السعودية 2030، والمشاريع العملاقة القائمة، والتركيز على التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مما يعني أن هناك حاجةً كبيرةً للخوادم المتقدمة. بفضل شراكتنا مع شركة الفنار، أنتجنا خوادم متقدمة للسوق المحلي، وقد لعبت العمالة النسائية بالمنشأة دوراً شبه حصري في إنتاجها. ومن وجهة نظر التوطين السعودي، نقوم بتدريب النساء ليصبحن قادرات على تقديم حلول متقدمة للسوق، وهو ما يُعد عنصر فخر للمؤسسة.
هل لديكم خطط لتوسيع مجموعة منتجاتكم في السعودية؟
حصلنا على تقييمات إيجابية للغاية من العديد من زبائننا، ونتحدث مع العديد من الكيانات والإدارات الحكومية، وكذلك القطاع الخاص، ونواجه باستمرار تحديات لتوسيع نطاق التصنيع في المنشأة. ما زلنا في البداية فقط، ونقدم حلولاً متقدمة لمشاريع التحول الرقمي، حيث يمكن استخدامها في استدلال الذكاء الاصطناعي، وسنواصل البحث عن الفرص لتلبية احتياجات السوق.
ما مدى قدرتكم على المنافسة في السوق السعودي بعد توطين تصنيع بعض المنتجات؟
يُعد السوق السعودي تنافسياً للغاية، وخاصةً في مجال تكنولوجيا المعلومات، والذي يشهد منافسةً هائلةً، ولكن ما يهمنا هو احتياجات زبائننا، حيث نركز على النتائج التي يمكننا تحقيقها لهم، ونستهدف تطوير مواهب أعضاء الفريق داخل منظمتنا والنظام البيئي للشركاء الذي يدعمنا. وأعتقد أن التركيز على تحقيق هذه النتائج لزبائننا سيجعلنا قادرين على المنافسة بشكل كبير. لقد ميزتنا مبادرة «صُنع في السعودية» عن غيرنا، وأكدت توافقنا مع رؤية السعودية 2030، وأثبتت أننا أحد الموردين القلائل القادرين على توفير الاستثمار الداخلي والتوطين السعودي. نأمل أن يجعلنا ذلك أكثر تنافسيةً، خاصةً وأننا نحصل على الكثير من التعليقات الإيجابية من زبائننا الحاليين والمستقبليين، ونتطلع لقطع شوط طويل في علاقتنا مع زبائننا السعوديين ولعب دور أكبر في النظام البيئي السعودي.
بمناسبة مرور 50 عاماً على وجودكم في السعودية، حدثنا عن أبرز مساهماتكم في التحول الرقمي في السعودية؟
بدأت شركتنا مع شركة HP في مرآب في وادي السيليكون منذ 85 عاماً، ولطالما كنا داعماً للابتكار والتقدم، بينما بدأنا في السعودية منذ 50 عاماً. وأعتقد أننا نلعب أدواراً مؤثرةً حقاً من خلال شراكاتنا المثمرة وحلولنا المبتكرة، حيث نعمل مع أنظمة الرعاية الصحية، ومعظم المصارف الكبرى، وعدد من الكيانات الحكومية. لقد زرت اليوم أحد المصارف والذي ندعمه بنقاط البيع وأجهزة الصراف الآلي في جميع أنحاء السعودية. لطالما كنا في صميم العديد من برامج التحول الكبرى، وأعتقد أننا سنلعب دوراً أكثر تكاملاً. لقد وقعنا مؤخراً مذكرة تفاهم مع شركة الدرعية، وهو استثمار ضخم ومثير يوفر كل وسائل الاتصال، وهو ما يُعد امتيازاً حقيقياً بالنسبة لنا. نعتقد أن السعودية أرضاً خصباً للاستثمار بفضل رؤيتها الطموحة لعام 2030، بجانب الابتكار الذي يشكل جوهر أجندة الحكومة، فضلاً عن موقعها الممتاز بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما يجعل نقل مقرنا الإقليمي للرياض منطقياً للغاية، نظراً للأسواق التي يمكن خدمتها. نؤمن بالرؤية المستقبلية للسعودية، ونعتقد أن الاستثمار فيها سيحدث فرقاً على المدى الطويل.
كيف تستفيدون من الذكاء الاصطناعي في منتجاتكم وحلولكم المحلية لدعم رؤية السعودية 2030 وجهود التحول الرقمي؟
تدعم خوادمنا الرائدة عالمياً قدرات وحدة معالجة الرسوميات والتكنولوجيا المسرعة، وهو ما ستدعمه خوادم زبائننا من حيث التصميم وحلول البنية التحتية خاصتنا. بجانب ما سبق، نوفر لزبائننا معماريات خوادم لإجراء اختبارات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة واسعة النطاق، وأي شيء يُستخدم داخل الشركات الكبيرة بشأن متطلبات البيانات خاصتهم لتوفير خدمات أفضل لعملائهم أو زيادة إنتاجية قوتهم العاملة، وهو ما يتطلب بنيةً تحتيةً مدعومةً بالذكاء الاصطناعي، وهو ما نوفره وننتجه في السعودية.