الجودة أساس التفوق في صناعة التكنولوجيا – مقابلة مع الرئيس التنفيذي لشركة دايناتريس
عبر السنوات الماضية، ازداد اهتمام الشركات بمراقبة بياناتهم بشكل كبير. حيث تجمع الشركات اليوم البيانات بشكل أكبر من أي وقت سابق، كما تستخدم أنظمة أكثر تنوعاً وتمتلك أسطح هجوم واسعة للغاية مع إتاحة أنظمتها المركزية للوصول البعيد. وبالنظر إلى التكلفة الهائلة لاختراق البيانات، والتي وصل متوسطها إلى 8.75 مليون دولار في الشرق الأوسط (وفق أحدث بيانات IBM)، فقد بات أمان الأنظمة ومراقبة البيانات وحركتها ضمن الشركة وعبر المنافذ التي تصلها مع الشبكات الخارجية حاجة ملحة دون شك. وفي هذا المجال، برزت عدة شركات عالمية كبرى، كانت واحدة من أهمها في السنوات الأخيرة هي «دايناتريس» التي تأسست عام 2005 ونمت بشدة منذ حينها لتصبح عملاقة تقنية بقيمة تقارب 14 مليار دولار.
تعمل شركة دايناتريس في السنوات الأخيرة على توسيع حضورها العالمي في مجال توفير الرؤى التشغيلية للشركات، وكان الشرق الأوسط أحد أهم الأسواق التي استهدفتها الشركة في عملية توسعها. واليوم حققت الشركة نجاحات كبرى في المنطقة، وتواصل جهودها في النمو الإقليمي، وبالأخص في السوق السعودي. ومؤخراً، قام السيد ريك ماكونيل، الرئيس التنفيذي لشركة دايناتريس، بزيارة المملكة العربية السعودية، وهناك تسنت لمينا تك فرصة لقائه والحديث معه حول أهم التطورات في الصناعة، والفلسفة التي تتبعها الشركة في عملها، وتوسعها، ونجاحها. ومن حديثنا مع السيد ماكونيل، اقتطفنا الأسئلة التالية:
ما سر نجاحكم المستمر عبر السنوات الثلاثة الماضية؟
أعتقد أن السبب الرئيسي وراء نجاح شركة ديناتريس هو أهمية رؤيتنا التشغيلية في السوق. وفي الواقع، يتمثل عملنا في مساعدة زبائننا على تشغيل البرمجيات بشكل مثالي، وهذا ما تفعله الرؤية التشغيلية بدقة، حيث تزود زبائننا برؤى، وإجابات، وتحليلات لمساعدتهم في توفير متطلبات البرمجيات بأفضل ما يمكن.
هلا حدثتنا عن أهم المجالات التي تستفيد من خدماتكم؟
أعتقد أن القطاع العام مهم جداً بالنسبة لنا، حيث يتطلب برمجيات عالية الدقة وتعمل بالشكل المثالي في كل مرة دون أخطاء. ويضاف إلى ذلك قطاعات أخرى مثل الخدمات المالية، والتجارة، والسفر، والرعاية الصحية، والتصنيع من أكبر صناعات عملائنا. وفي ديناتريس، فنحن نركز على قائمة أكبر 15 ألف شركة في العالم، وتتضمن هذه المجموعة أكبر الشركات والمنظمات العالمية، مما يتيح لنا التركيز على الشركات الأكبر والأكثر أهمية في كل قطاع وصناعة، حيث أن نسبة كبيرة من هذه الشركات العملاقة هي عملاء لنا.
هل هذه أول زيارة لك في الرياض أو المملكة بشكل عام؟
كانت زيارة الرياض فرصة نادرة ومهمة لي للتعرف على مدينة لم يسبق لي زيارتها، وأنا سعيد للغاية بهذه الزيارة، حيث باتت المدينة تمثيلاً واضحاً لإمكانيات المملكة وما هو متاح في مستقبلها.
ما رأيك في تحول المنظمات للمملكة، وخاصةً مع رؤية السعودية 2030؟
أعتقد أن رؤية السعودية 2030 تمثل محركاً رئيسياً لشركة ديناتريس وشركات التكنولوجيا الأخرى الراغبة بالاستثمار هنا، فهي تقدم الكثير من الفرص الكبيرة وتفتح أبواباً جديدة لتنمية الأعمال والابتكار. وتمثل هذه الرؤية المرتكزة حول الذكاء الاصطناعي، والبرمجيات، والقيادة التكنولوجية وقوداً لتحول المنظمات للمملكة. ومن وجهة نظر شركة ديناتريس، نرى فرصةً هائلةً هنا، وهذا هو سبب استثمارنا بالمملكة.
ما هي عوامل نجاح الشركات التقنية برأيك؟
يتمثل العامل الأول في تقديم منتجات عظيمة لعملائك، فمن الصعب جداً التفوق في مجال التكنولوجيا بمنتجات أدنى من المستوى ولا تلبي حاجات المستخدمين، ولا يعد هذا الأمر قابلاً للتزييف أو التأجيل، بل يتعين عليك تقديم قيمة كبيرة لعملائك عبر المنتجات والخدمات التي لديك. أما بالنسبة للعامل الثاني، فهو بالتأكيد فريق العمل، إذ تحتاج شركتك لامتلاك فريق مذهل وشغوف يهتم بالعملاء بشكل عميق ويتفاعل معهم بطريقة إيجابية. أما العامل الثالث، فهو العثور على فرصة سوقية كبيرة في منطقة مهام حرجة للشركات والمنظمات بشكل عام. يمكن تلخيص هذه العوامل في وجود منتج ممتاز، وفرصة في السوق، وفريق عظيم لتقديم قيمة كبيرة.