كيف تؤثر استراتيجيات إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي على العملاء؟ | مقابلة مع شركة كلاوديرا
يشهد العالم تطورات سريعة في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، حيث أصبحت إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي عاملاً أساسياً لنجاح المنظمات. ومع تغير التشريعات والتوجهات المتسارعة لنشر الحلول المحلية والسحابية على حد سواء، يصبح اعتماد استراتيجيات فعالة لإدارة البيانات والذكاء الاصطناعي ضرورياً للتكيف مع هذه التغيرات وتعزيز المنافسة.
مؤخراً كانت شركة كلاوديرا قد أقامت حدثاً بعنوان Evolve 24 في مدينة دبي، حيث جمعت في الحدث الشركاء والعملاء وقادة المجال لمناقشة تكنولوجيا بحيرة البيانات واستعراض أبرز التطورات التي يشهدها المجال، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. ومع حضور مينا تك للحدث وتغيطتنا له، تسنت لنا الفرصة لمقابلة السيد طارق سلامة، المدير العام لمهندسي حلول البيانات في الشرق الأوسط وتركيا في شركة كلاوديرا، والذي حدثنا عن أبرز التطورات في المجال، ومنظوره لتكنولوجيا البيانات ككل، وأهم ما تقدمه شركة كلاوديرا وتعمل عليه حالياً. ومن حديثنا، انتقينا الأسئلة التالية:
ما هو سبب إقامتكم لحدث Evolve 24 هنا في دبي؟
لدينا فرصة لنخبر عملاء شركة Cloudera عن توجهات الشركة، والتطور الذي شهدناه عن السنة السابقة، وخططنا خلال العام القادم. ولقد حققنا تطوراً كبيراً في إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي، حيث ينصب تركيزنا على تطوير إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي. أثناء وجودنا في المنصة الرئيسية، أكدنا ضرورة التركيز على الذكاء الاصطناعي، والتعامل بشكل صحيح مع أسس قواعد البيانات للاستخدامات الحالية والمستقبلية، والتفكير بطريقة مفتوحة، وخاصةً مع تغير القوانين، مثل تلك الخاصة بإدارة البيانات، حيث تُدار الحوسبة، والبيانات، والذكاء الاصطناعي سحابياً أو محلياً. وهذه هي الأسس الثلاثة التي تناولناها اليوم، ولدينا مسارات مخصصة لهذه الأسس، بحيث نوجه عملائنا نحو استغلال التكنولوجيا التي نوفرها لإدارة البيانات بالشكل الأمثل.
ما هو منظوركم للمنطقة، وما الذي يميزها برأيكم؟
تتميز منطقة الشرق الأوسط بأنها حاضنة للابتكار وجاذبة للاستثمار في مجال التكنولوجيا، حيث تستثمر الكثير من الحكومات في الحوسبة، وقواعد البيانات، والذكاء الاصطناعي لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط وفق أهداف رؤية 2030 والرؤى الأخرى. وفق دراسات حديثة، فمن المُتوقع أن تستثمر المنطقة 20 مليار دولار في الحوسبة، والبيانات، والذكاء الاصطناعي هذا العام، بمعدل نمو قدره 8% على أساس سنوي. لدينا في كلاوديرا أكثر من 25 إكسا بايت من البيانات، حيث يستفيد عملاؤنا من تقنياتنا لإدارة هذه البيانات واستخدامها في تطوير الذكاء الاصطناعي. ولسنا الشركة الوحيدة التي تستثمر في مراكز البيانات، حيث تضخ شركات مثل Microsoft، وGoogle، وأمازون استثمارات ضخمة في مراكز البيانات باعتبارها تمثل فرصةً لمستقبل واعد.
لا يقتصر التوجه الحالي على مراكز البيانات القائمة على حلول السحابة العامة فقط، بل يشمل الحلول المحلية، فثمة متطلبات تنظيمية. وستلاحظ أن مراكز البيانات غير محصورة في مزود واحد، حيث تجد شركة Microsoft في قطر والإمارات، بينما تجد شركة Google في قطر والسعودية. ولكي يتمكن عملاؤنا من إدارة البيانات بحرية ونقلها بين مراكز البيانات، قدمنا تقنيات لحماية بياناتهم وتخزينها بحرية في مراكز البيانات، وهو ما يُعد ضرورياً للأعمال الإقليمية. لذا، نشهد تطويراً وتركيزاً كبيراً على الذكاء الاصطناعي، بحيث يمكن لعملائنا اختيار نماذج الذكاء الاصطناعي المناسبة، والتي يزداد عددها أسبوعياً، وتدريبها على البيانات، وتطوير تطبيقات الأعمال خاصتهم، مما يبقي البيانات الخاصة بالمنافسة، وبراءات الاختراع، والبيانات الحساسة الأخرى آمنة.
ما هي التحديات التي تتميز منطقة الشرق الأوسط بها؟
ثمة ثلاثة تحديات، يتمثل أولها في الخبرة، وخاصةً مع التطور السريع وواسع النطاق في المجال، حيث يتجه كثيرون لتعزيز استثماراتهم في سوق يمثل بيئةً حاضنةً للتكنولوجيا. لذا، يجب التركيز على الاستثمار في المواهب من حيث المعرفة والتطبيق، بجانب استغلال هذه التكنولوجيا في كل المجالات، بما يشمل الحكومة، والقطاع المالي، والاتصالات، والصحة. ثمة طلب كبير على الذكاء الاصطناعي ويجب تلبية هذا الطلب. ويتمثل التحدي الثاني في البنية التحتية، حيث أنها مطلوبة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي واحتضان قواعد البيانات. من أمثلة ذلك، الأسعار المرتفعة لشرائح شركة Nvidia، وتقييد تصديرها للمنطقة، ومتطلبات الحصول عليها، وبطء سلسلة الإمداد. فيما يتمثل التحدي الثالث في التشتت الذي يواجهه العملاء لدخول المجال. لذا، يجب تسهيل الأمور والبدء بخطوات صغيرة، وتجربة أشياء مختلفة، والتطور بمرور الزمن، حتى تزيد الانتاجية.
تخزن الشركات كميات بيانات هائلة دون استغلالها، فهل من حل لذلك؟
تتمثل أحد المشاكل التي يواجهها معظم العملاء في توزع بياناتهم عبر مراكز بيانات مختلفة، مما يجعل توليد الأفكار، أو إصدار الرؤى، أو اتخاذ القرارات تحدياً كبيراً، وخاصةً مع معماريات البيانات الحديثة. لذا، يجب على الشركات توفير مجموعة من القدرات، وأماكن لتخزين هذه البيانات، لإزالة عوائق التطوير، وتعزيز إدارة البيانات، وتوفير بيانات كاملة، ودقيقة، وصحيحة عبر أقسامها المختلفة لبناء نماذج الذكاء الاصطناعي. يُعد توحيد البيانات أول خطوة لبدء رحلة نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بكل قسم.
هل تعتقدون أن قدرات تخزين البيانات يمكن أن تشكل تحدياً؟
بالتأكيد لا تمثل قدرات وحدات التخزين الحالية عائقاً لتطوير التكنولوجيا مفتوحة المصدر لأننا نستخدم تقنية الحوسبة الموزعة، وكذلك البيانات الموزعة مع التخصيصات. لا توجد حدود للبيانات، فالأمر أشبه بشركات الكهرباء، حيث تولد مولداتها الطاقة من الوقود لتزويد المستهلكين بالكهرباء وفق احتياجاتهم. داخل كل خادم، يمكننا تخزين 380 تيرا بايت بالعقدة الواحدة، مقابل 100 تيرا بايت بحد أقصى منذ 8 سنوات، بل يمكننا زيادة حجم وحدات التخزين عبر دمجها معاً. بجانب ما سبق، لدينا تقنية تُدعى جاذبية البيانات لمعالجة البيانات الضخمة، حيث تستخدم خوارزميات حاسوبية ذكية لاستخراج البيانات اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي من القطاع المطلوب.
كيف تؤثر تشريعات سيادة البيانات على مجال عملكم؟
يؤثر ذلك علينا بشكل إيجابي، حيث أننا المطور الوحيد الذي يتيح للعملاء تخزين البيانات ومعالجتها بحرية في أي مكان، بما يشمل مراكز البيانات الخاصة بهم، وتلك الخاصة بالشركات العالمية المعروفة، وتلك التابعة للدولة في حال كان لديها سحابة سيادية. يعود الفضل في ذلك للتكنولوجيا مفتوحة المصدر لقاعدة بيانات شركة Cloudera، فلا توجد تقنية مملوكة بشكل خاص، مما يضمن مرونة التعامل مع البيانات وحمايتها. تتمثل أهمية التشريعات في أنها تتطلب من مزودي الخدمة إثبات عدم تسرب بياناتهم عبر تقديم تقارير رجعية. لذا، تزود شركة Cloudera عملائها بالتقنيات اللازمة لمواكبة هذه التشريعات والامتثال لها.