شركة فضاء تطور «منجنيق فضائي» يقذف الأقمار الصناعية إلى المدار دون صواريخ
⬤ تطور شركة SpinLaunch أداة تشبه «منجنيقاً فضائياً» لرمي الأقمار الصناعية إلى المدار دون الحاجة لصواريخ.
⬤ من المفترض بالتقنية أن توفر وقود الصواريخ وتقلل تكاليف إطلاق الحمولات إلى المدار بشكل كبير في حال نجاحها.
⬤ تواجه التقنية بعض التحديات، مثل عدم القدرة على إرسال البشر، بالإضافة لنقص الدقة وإمكانية تحطم الحمولات.
تعمل شركة SpinLaunch الناشئة على تطوير ذراع دوار كبير يستخدم الطاقة الحركية لقذف أقمار صناعية تزن نحو 200 كيلوغرام إلى المدار الأرضي المنخفض، ما دون 1000 كيلومتر، وتقول الشركة أنها قد أجرت بالفعل اختبارات ناجحة. المثير للاهتمام في هذه الطريقة للإطلاق هي أنها لا تحتاج إلى وقود صواريخ للعمل أو وقود آخر للعمل، بل تعتمد بالكامل على الكهرباء لتدوير الذراع العملاقة.
الاختراع الجديد ما هو إلا إعادة تجسيد لمبدأ الاعتماد على الطاقة الحركية، تماماً مثلما فعل البشر منذ آلاف السنين مع المنجنيق أو المقلاع أوغيره من آلات القذف والحصار في الحروب. ووفقاً لما أشارت له الشركة وموقع Space.com، يبدو الاختراع الجديد أشبه بقرص عملاق في وضعية رأسية مع برميل أسطواني موجه للأعلى، مع ذراع دوار بطول 33 متر يدور بسرعة تزيد على 8000 كيلومتر في الساعة عند حافته لتحقيق أفضل عملية رمي، وبسرعة تصل إلى ستة أضعاف سرعة الصوت.
تعزو الشركة الفضل في ابتكارها إلى ألياف الكربون الحديثة عالية المتانة والإلكترونيات المصغرة باعتبارها المكونات الرئيسية، حيث يذكر موقع الشركة على الإنترنت أنّ «الإلكترونيات والمواد وأدوات المحاكاة الحديثة تسمح بتكييف الأقمار الصناعية مع بيئة الإطلاق الحركية على نحو سهل نسبياً»، إذ يجب أن تتحمل هذه التقنية حيز الفراغ بالإضافة إلى التسارع السريع جداً.
ضمن مقطع فيديو تمت مشاركته على YouTube، تظهر الشركة الاستعدادات الجارية لإطلاق تجريبي على موقعها في نيو مكسيكو، حيث يبدو الواقع فعلياً أقرب لمشاهد من وكالة NASA.
تأسست شركة SpinLaunch عام 2014، وقد تمكنت منذ ذلك الحين من جمع عشرات الملايين من الدولارات كتمويل. وقد عملت مع NASA، وAirbus، وجامعة كورنيل، حيث أطلقت بعض معداتها كجزء من الاختبارات. ولقد تحملت التقنية الجديدة حتى الآن شدة قوة تصل إلى عشرة آلاف ضعف قوة جاذبية الأرض، وذلك وفقاً لتقرير Space.com.
في حال ثبتت موثوقية مفهوم SpinLaunch، فقد تلغي الشركة الحاجة إلى كميات الوقود الهائلة اللازمة لإطلاق المركبات الفضائية، وتتجنب آثارها الجسيمة على طبقة الأوزون، بالأخص وأنّ بمقدور الشركة تجاوز طبقة الأوزون دون إحداث ضرر بها.
على الرغم من الوعود الكبيرة التي تقدمها الشركة، يشير الخبراء إلى العديد من التحديات التي تنتج عن استخدام الطاقة الحركية فقط في إطلاق الأجسام نحو الفضاء. حيث أن السرعة الدورانية الهائلة للذراع غير قابلة للتحمل للبشر مثلاً، كما أنها يمكن أن تسبب ضرراً جسيماً للمعدات الفضائية الدقيقة. وبشكل أهم ربما، تواجه التقنية تحدي الحرارة: حيث أن المقذوفات تنطلق من الحجرة بسرعة 8000 كيلومتر في الساعة، مما يعني أنها ستعاني من كمية احتكاك هواء هائلة، وسيتولد مع ذلك درجات حرارة كبيرة جداً من غير المعروف إن كانت المواد المقذوفة ستتمكن من تحملها أصلاً.