شركة Autodesk تستحوذ على شركة المؤثرات البصرية بالذكاء الاصطناعي Wonder Dynamics
استحوذت Autodesk، الشّركة العملاقة في مجال أدوات التصميم ثلاثي الأبعاد، على شركة Wonder Dynamics، وهي شركة ناشئة تتيح للمبدعين ابتكار شخصيات وتأثيرات بصرية معقدة بسرعة وسهولة باستخدام تحليل الصور بالذكاء الاصطناعي. لقد عملت الشركتان معاً بشكل وثيق لسنوات، لكنهما تجعلان الأمر رسمياً اليوم.
تأسّست Wonder Dynamics على يد كلّ من فنان المؤثرات البصرية نيكولا تودوروفيتش، والممثل تاي شيريدان، وقد نجحت في جعل عملية إضافة شخصيات CGI الملتقطة بالحركة إلى اللقطات بسيطة للغاية، وأشبه بجر أيقونة على صورة الممثل.
لكن برنامج Wonder Studio ـ أداة الشّركة الرّئيسيّة الرّائدة ـ لم يكن أداة تسلية على الإطلاق، حتى وإن أمكن استخدامها على اعتبارها كذلك أحياناً. مع سنوات من الخبرة في صناعة الأفلام، كان المؤسسان المشاركان واضحين منذ البداية أنه أداة للمحترفين، حيث يوفر كل ما يحتاجه العاملون في مجال المؤثرات البصرية من تقنيات التقاط الحركة والتحريك والاقتصاص لإنجاز مشاريعهم، مع حرصهما على التأكيد بأنّ الهدف من وراء ذلك هو تمكين المبدعين، وليس استبدالهم.
يرجع ظهور الشركة لأول مرة إلى عام 2021، وكانت لا تزال في طور السرية حينها بعد جمع 2.5 مليون دولار كتمويل أولي. لتنجح لاحقاً بجمع 10 مليون دولار إضافية في نفس العام، ويُطلق Wonder Studio كمنصة على الويب مستضافة كلّيّاً على السحابة. وباعتبارها الجهة المصدرة لبرنامج Maya، إحدى أقوى الأدوات وأكثرها ديمومة في مجال التّصميم ثلاثي الأبعاد وإنتاج الوسائط، فقد لاحظت شركة Autodesk ذلك بطبيعة الحال.
في حديثه لموقع TechCrunch، قال تودوروفيتش: «لقد قمنا بخطوة للتكامل مع Maya العام الماضي، عبارة عن برنامج ملحق، بحيث يمكنك تبسيط تلك العملية في استوديو الشخصيات. لطالما كان البرنامج الرائد في الصناعة لعقود من الزمان، لذا، أردنا تسهيل الأمر على أولئك المستخدمين. بدأنا الحديث معهم، وقاد كلّ أمر إلى آخر.»
من جهته، أضاف شيريدان: «لقد كنا نحاول ربط القديم بالجديد، مما يجعل من الممكن تنفيذ أشياء في خطوط الإنتاج التي يستخدمها الفنانون بالفعل، وهذه الشراكة هي النموذج المثالي على ذلك». على أنّ كلّا من المؤسّسَين استدركا القول بأنّ Autodesk ليست بالاسم القديم فعليّاً. على العموم، من الصّعب وصف الشّركة اليوم بالنّاشئة أو حتّ اليافعة.
تنبع القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، من الأفلام إلى الإعلانات التجارية إلى الموسيقى، ممّا يراه الاثنان كتصوّر خاطئ لكل من التّقنية والفن. وحول ذلك قال تودوروفيتش: «هناك أدوات جديدة وموجات قادمة جديدة من الذكاء الاصطناعي، لكنني أعتقد أن الكثير منها يقلّل من شأن ما يحتاج الفنانون إلى القيام به، ومن مدى صعوبة عملهم». مضيفاَ بالقول: «نحن نعلم. لقد أتينا من هذا المجال. أنا وتاي [شيريدان] كلانا فنانان، وقد فعلنا ذلك لنمكّن الفنانين من القيام بأشياء لم يتمكنوا من فعلها من قبل. لأننا لا نريد أن نرى مستقبلاً حيث لا إسهام للفنان، أو لا يُطلب منه ذلك حتّى، وهذا، بالنسبة لي، ليس صناعة أفلام. تدرك Autodesk جيداً أن هذه عملية تعاونية وترابطيّة.»
وقد علّق شيريدان على الفكرة ذاتها بالقول: «لدى الناس فكرة قاطعة بأننا سنبدأ في صناعة أفلام باستخدام الذكاء الاصطناعي، لكنني أعتقد أن الأفراد الذين يصطنعون هذه الاستنتاجات لا يفهمون الصناعة حقاً، أو أنّهم لا يفهمون حدود هذه الأدوات. إنّ استخدامها كجزء مكمل للعملية هو الجوهر. أي، معرفة ما له جدوى وأين، وكيفية سد الفجوة.»
بناءً على عمليّة الاستحواذ، سينتقل كلا المؤسسين إلى Autodesk مع الموظفين جميعاً، في حين لم يُكشف عن تفاصيل إضافيّة حول الصّفقة، والّتي أكّدت ديانا كوليلا، نائب الرئيس التنفيذي لحلول الترفيه والوسائط، بأنّها تتناسب تماماً مع الاستراتيجية الحاليّة لشركتها، حيث قالت: «تعمل Autodesk على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأكثر من عقد من الزمان وقد قدّمنا بالفعل العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي إلى منتجات الترفيه والوسائط الحالية لدينا. ومع ذلك، لم نكن نعمل بعد على أي شيء يقوم بالضبط بما يفعلونه، لذا فإنّ عملهم مكمل للغاية للعمل الذي نقوم به بالفعل في مجال الذكاء الاصطناعي.»
أما فيما يتعلّق بالمستقبل القريب، نوّهت كوليلا بأنّ تركيز شركتها الرّاهن هو على الاستمرارية، لذا لا يمكن توقّع أي تغييرات كبيرة فيما يتعلّق بآليّة عمل الطّرفَين.