وارن بافت: الاحتيال عبر الذكاء الاصطناعي سيكون المجال سريع النمو التالي
يستحضر وارن بافت ذكرى القنبلة النّوويّة باعتبارها ثورة مماثلة لواقع الذّكاء الاصطناعيّ اليوم
⬤ قال وارن بافت أن الذكاء الاصطناعي سيفتح الباب أمام مستويات كبرى من الاحتيال على البشر.
⬤ حذر بافت من الذكاء الاصطناعي وشبهه بالقنبلة النووية من حيث الخطورة، لكنه لم ينكر فوائده الممكنة.
⬤ يعرف بافت، البالغ من العمر 93 عاماً بكونه من أكثر المستثمرين نجاحاً في التاريخ مع ثروة بالمليارات.
لا يبدو وأنّ وارن بافت، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة، قد انضم إلى الصخب العالمي والحماس حول الذّكاء الاصطناعيّ حتّى الآن، وقد ظهر مؤخّراً ليحذّر من القدرات الكامنة لتلك التّقنيّة في إحداث الضّرر. في المؤتمر السّنويّ للمساهمين في شركة بيركشاير هاثاواي، الأحد المنصرم، قال وارن إنّه «عندما تفكّر في إمكانيّة التّحايل على النّاس… إن كنتُ مهتمّاً في الاستثمار بالاحتيال، فستكون هذه الصّناعة نموذجاً للنّمو على مرّ العصور، وهي ممكنة، بطريقة ما» قاصداً الذّكاء الاصطناعيّ بذلك. كما أشار بافت إلى قدرة هذه التّقنيّة على إعادة إنتاج محتوى محاكٍ للحقيقة ومضلّل في سعي إلى إرسال المال إلى جهات سيّئة.
يُعرَف عن المحتالين استخدامهم لتقنيّات استنساخ الصّوت والتّزييف العميق باستخدام الذّكاء الاصطناعيّ للتّلاعب بالفيديوهات والصّور الّتي تنتحل شخصيّة عائلة الفرد وأصدقائه لطلب الأموال أو المعلومات الشّخصيّة. يعلّق بافت حول هذا مضيفاً بالقول: «بشكل جليّ، لدى الذّكاء الاصطناعيّ المقدرات الكامنة للأمور الجيّدة أيضاً، لكن… أعتقد، وباعتباري امرأً لا يفقه شيئاً البتّة حيال ذلك، أنّ به مكامن هائلة للإفادة ومكامن هائلة للضّرر، وأنا لا أدري كيف لهذا الأمر أن يستوي.»
لقد أضحى الذّكاء الاصطناعيّ حديث وول ستريت لأكثر من عام الآن، مع رهان المستثمرين على القدرات الكامنة لهذه التّقنيّة في الدّفع نحو الأمام بأرباح أكبر. لقد حلقّت أسهم شركات مثل انفيديا وميتا بلاتفورمز عالياً خلال فترة تفجّر الذّكاء الاصطناعيّ بما يصل حتّى 507% و275% توالياً منذ نهاية العام 2022.
بطبيعة الحال، أقرّ أسطورة الاستثمار بأنّه غير ذي باع بالذّكاء الاصطناعيّ. بل وشبّه إمكانيّاته الكامنة بما حملته القنبلة النّوويّة خلال القرن العشرين. بلهجة حذرة، تطرّق بافت إلى الأمر قائلاً: «لا أعلم أيّ شيء عن الذّكاء الاصطناعيّ. لا يعني ذلك أنّي أنكر وجوده أو أهميّته أو أيّ شيء من هذا القبيل». وتابع: «لقد تركنا المارد يخرج من القمقم عندما طوّرنا أسلحة نوويّة، وذاك المارد ما انفكّ يفعل أشياء رهيبة مؤخّراً، وإنّ قوّة ذلك المارد هي ما يقضّ مضجعي من الخوف.»
وأكمل بافت حديثه: «لا أعرف أيّ سبيل لإعادة المارد إلى داخل الزّجاجة، والذّكاء الاصطناعيّ مماثل بطريقة ما. هو بالكاد بات خارج الزّجاجة، وعلى قدر مهول من الأهمّيّة وسيكون ذلك على يدَي أحدهم… فيما إذا كان سوف سيغيّر مستقبل المجتمع، سنكتشف لاحقاً.»