كيف تصمم OPPO منتجاتها وما هي فلسفتها في التطوير؟ – مقابلة مع رئيس قسم إدارة المنتجات في OPPO، أرني هركلمان
أطلقت شركة OPPO مؤخراً هاتفها المنتظر، OPPO Find N3، الذي يعد أول هواتف الشركة القابلة للطي خارج سوقها الأصلي في الصين. ومع إلفات الهاتف الجديد لأنظار العالم التقني إلى إنجازات الشركة الجديدة، سنحت لنا الفرصة لمقابلة السيد أرني هركلمان، رئيس قسم إدارة المنتجات في شركة أوبو. خلال لقائنا، أجابنا السيد هركلمان عن العديد من الأسئلة والاستفسارات، وشرح لنا المقاربة التي تتبعها الشركة في تصميم منتجاتها وتخصيصها للمستخدمين بحيث تكون مناسبة لفئات أوسع من المستخدمين بينما تحافظ على جاذبيتها للمجموعات التي تمتلك اهتمامات مخصصة مثل الإنتاجية أو الألعاب أو سواها.
كيف ترسمون شكل المستخدم النموذجي للمنتاجات التي تصممونها في OPPO؟
سؤالك وجيه. فكل شيء [في عملية تصميم المنتجات] يبدأ بالمستخدمين. لذلك نقوم بأبحاث مكثّفة عن مستخدمينا، عادةً عن طريق دعوة أشخاص قاموا بشراء منتجاتنا السابقة.
على سبيل المثال، عندما بدأنا في تصميم سلسلة Find N3، تحدثنا مع أشخاص قاموا بشراء أجهزة من سلسلة Find N وFind N2 عما يعجبهم أو لا يعجبهم. ولهذا قمنا بتكبير حجم هواتف سلسلة Find N3 قليلاً؛ إذ حافظت الهواتف الجديدة على عرض هواتف Find N الذي يحبه الناس لأنه يسهل حمل الهواتف وليس قصيراً جداً مثل الهواتف الأخرى، ولكننا زدنا طولها لأن الناس قالوا إنهم يرغبون في استخدام الهاتف للمزيد من المهام.
إذاً، هذه الأمور عادةً ما تأتي من تعليقات المستخدمين التي نجمعها. بشكل عام، يبدأ كل شيء دائماً بالمستخدمين ومواضع شكواهم.
ما هي فئة المستخدمين التي تعد مثالية لهواتف Find N3 الجديدة؟
إذا طرحت هذا السؤال على فريق إدارتنا، فمن المحتمل أن يجيبوا بالإشارة إلى عمال الياقات البيضاء، أو رؤساء الشركات، أو رجال الأعمال. لكن من وجهة نظري، أفضل مستخدم لهواتف سلسلة Find N3 هو شخص يستخدم الهاتف بشكل كبير.
أعرف أشخاصاً يديرون أعمالهم بالكامل على تطبيق واتساب، ولا يستخدمون أنظمة لإدارة علاقات العملاء مثل Salesforce، ولا أنظمة كبيرة مشابهة. فهم يديرون أعمالهم على واتساب وهم دائمو النشاط. أجهزة Find N3 مثالية لهؤلاء الأشخاص لأنها لا تُضاهى حالياً بفعالية أدائها للمهام المتعددة.
قد تقول أن هذه الهواتف هي موازي «محطات العمل» في عالم الهواتف، لكنها أكثر من ذلك، لأن مصطلح «محطة عمل» يوحي بأنك تستخدمها للعمل فقط. إذ تعتبر هذه الهواتف رائعة لممارسة ألعاب الفيديو، ومشاهدة المحتوى، واستخدام واتساب كذلك. فإذا يعتمد نمط حياتك على الهاتف في المقام الأول، فإن Find N3 هي الأجهزة المثالية لك.
أين ترى مستقبل OPPO من حيث المنتجات والفئات الجديدة؟
بالنظر إلى ميزة العرض «Boundless View» وتجربة المهام المتعددة التي أضفناها على هواتف Find N3، كانت OPPO أول من أعاد تصميم برمجية الهواتف القابلة للطي لتتناسب مع تصميم هيكلها. ففي الأجهزة السابقة، تطوّر هيكل الهواتف، ولكن تجربة المستخدم، أي ما تفعله بهاتفك وكيفية استخدامك له، لم تتطور. فقمنا بتغيير ذلك مع سلسة هواتف Find N3، ونحن بالطبع نتطلع إلى جلب تلك التجربة إلى المزيد من الأجهزة مثل الأجهزة اللوحية.
كما أننا نتطلع إلى خلق تواصل وتفاعل بين الأجهزة المختلفة، مثل ما تفعله ميزة PC Connect التي تسمح لك بالوصول إلى هاتفك على حاسوبك. إذاً، نبحث في كيفية دمج هذه الأجهزة معاً، وفي أي نوع من الربط يمكننا استخدامه، وفي كيفية نقل سطح المكتب الافتراضي المتوفر بشكل فريد الآن في هواتف Find N3 إلى شاشات أخرى.
من الواضح أيضاً أننا مهتمون بالأجهزة الملبوسة كما أننا مهتمون بالهواتف والأجهزة اللوحية. وماضي شركة OPPO في مجال الأجهزة الصوتية طويل. الواقع الممتد هو موضوع هام بالنسبة لنا أيضاً، إذ عرضنا النسخة التجريبية من نظاراتنا للواقع الممتد العاملة على منصة Qualcomm في قمة Snapdragon 2023 في هاواي مؤخراً. والنسخة التجريبية [من نظارات الواقع الممتد] متوفرة الآن، ويمكن للمطورين الحصول عليها، ولكننا لم نحدد تاريخاً للإطلاق التجاري حتى الآن.
في وقت سابق من هذا العام، قلنا في حدث إطلاق هاتف Find N2 Flip إننا لسنا مهتمين بأن نكون الأوائل، بل نريد أن نكون الأفضل. الفلسفة التي تتبعها OPPO هي أن ننهي تطوير المنتج داخلياً قبل أن نطلقه للعامة، فنحن نحاول حل مشاكل المنتجات قبل أن نقدمها للناس لأن هذا ما نعتبره واجب كشركة.
هل تعتقد أن هذه الأجهزة منتج محدود النطاق أم أنها ستصبح الخيار الرئيسي بعد 10 سنوات من الآن؟
بالتأكيد، في الوقت الحالي يمكن القول إنها منتج مخصص محدود النطاق. لكن هل ستظل كذلك في المستقبل؟ لا، بالتأكيد لا.
نعتقد كشركة أن الهواتف القابلة للطي هي جزء أساسي من مستقبل الهواتف الذكية، لكن لا نعتقد أنها ستكون الخيار الوحيد. فلا نعتقد أن الجميع سينتقلون إلى هاتف قابل للطي في المستقبل لأنه سيكون دائماً هناك أشخاص يرغبون في البقاء مع الهواتف ذات الشكل التقليدي.
يميل الكثير من الشباب اليوم للعودة إلى الهواتف القديمة غير الذكية للتخلص من الإجهاد الرقمي. إذاً، ثمة دائماً حالات استخدام يكون هاتف تقليدي أكثر ملاءمة لها مثل حالة عُمال البناء.
أعتقد أنه أمامنا وقت طويل قبل أن تصبح الهواتف القابلة للطي معتمدة للاستخدام في ظروف العمل الصعبة. لذلك سيكون دائماً هناك سبب لامتلاك هاتف غير قابل للطي. ومع ذلك، ما يمكنك فعله مع الهواتف القابلة للطي، خاصةً الكبيرة منها مثل تلك بحجم الدفتر، هائل ويقدم تجارباً وميزات ستغيّر من طريقة عملك تماماً.
لذلك، نعتقد أن هذا النوع من الهواتف سينمو. إذ نرى الآن نمواً هائلاً لها في آسيا، خاصة في الصين، ونتوقع أن هذا السوق وسينمو أكثر ويجذب عدداً أكبر من المستخدمين أيضاً.
كيف تختارون الميزات التي تضيفونها على منتجاتكم وتلك التي تستبعدونها؟
يتمثل دوري بالتأثير على هذا القرار بما يخدم مصلحة السوق والمستخدمين. ففريقي وأنا نعلم ما يريده المستخدمون بناءً على المعلومات والأبحاث والمقابلات التي نقوم بها عن العملاء. عموماً عند اتخاذ هذه القرارات، نفضل الانحياز نحو إتقان قدرات الكاميرا الأساسية مثلاً بدلاً من إضافة قدرات احترافية لتحرير الصور على تطبيق الكاميرا، إذ يمكن لتطبيقات أخرى توفير هذه القدرات.
هل تعتقد أن احتياجات المستخدمين في المنطقة مختلفة عن باقي المناطق؟
عندما يتعلق الأمر بحاجات المستخدم، بالتأكيد المنطقة مختلفة. مع ذلك، أعتقد أن هناك صفات مشتركة يشترك فيها الجميع حول العالم، فنحن جميعاً لدينا بعض المبادئ الأساسية. إذ نمتلك جميعاً يدين اثنتين، وثمة بعض الأمور الأساسية التي لا يمكن تغييرها.
ما تتميز به منطقة الشرق الأوسط بالتأكيد هو أن الشمس تستطع فيها أكثر من أوروبا مثلاً. لذا، يحتاج المستخدمون في المنطقة إلى شاشات أكثر إشراقاً. ولهذا السبب، أزلنا طبقة الاستقطاب في شاشة هاتف Find N3 Flip، مما لم يحدث فرقاً كبيراً للمستخدمين في أوروبا، ولكنه كان فرقاً شاسعاً للمستخدمين في الشرق الأوسط لأنه سمح بعرض أفضل بكثير للشاشة عند استخدام النظارات الشمسية.
موضوع ضبط درجات لون البشرة في الصور مختلف في الشرق الأوسط. وكذلك طريقة التقاط الصور وصور السيلفي تختلف قليلاً بسبب الضوء الحاد والظلال القوية على عكس الضوء المشتت الموجود في مناطق أخرى. ولكننا نعمل لتحسين معالجة ألوان البشرة المختلفة بالطريقة الصحيحة للتأكد من أن الناس يظهرون بمظهرهم الحقيقي.
نظرياً، وبالعودة إلى موضوع الشاشات، تحتاج منطقة الشرق الأوسط إلى شاشات ذات إشراقة أقوى، مما يعني أن شاشات OLED أفضل لها من شاشات LCD. وبالطبع، إذا كان سطوع شاشتك أعلى، فستستهلك المزيد من شحن البطارية. وهنا سيكون علينا الموازنة بحرص بين الميزات المختلفة بحيث نقدم الأفضل منها للمستخدمين دون التضحية بأمور أخرى مهمة أيضاً. عموماً، أعتقد أن الاختلافات ليست كبيرة في نهاية المطاف، ولكنها تبقى مرتبطة ببعضها.
لا أعتقد أننا سنشهد إصدارات مختلفة من الهواتف حسب المناطق الجغرافية بالضرورة، فهذا ليس ضرورياً. فالاختبارات التي تخضع لها منتجاتنا في مختبرات OPPO كافية، حيث يتم اختبار الهواتف في أسوأ أو أقسى الظروف. على سبيل المثال، تم اخضاع شاشة هواتف Find N3 لمليون طية، وأعتقد أنه تم اختبارها لـ 100 أو 200 ألف مرة في درجات حرارة تصل حتى 10 درجات تحت الصفر المئوي وأكثر من 50 درجة مئوية. فنحن نختبر الهواتف تحت هذه الظروف القاسية للتأكد من أنها ستعمل في كل مكان.
كيف تحافظون على التوازن بين الشحن السريع وعمر البطارية الطويل؟
يكمن وراء هذا التوازن الكثير من الأبحاث والهندسة.
بدأنا مع سلسلة Find X5 بإضافة ما نسميه محرك الصحة البطارية (BHE) الذي يبقي بطاريتك تحتفظ بحوالي 80% تقريباً من سعتها بعد 1600 دورة شحن أو أربع سنوات من الاستخدام. إذاً، لقد قمنا بتمديد دورة حياة البطاريات في أجهزة OPPO، وهي الآن حوالي ضعف المعيار الصناعي. ولأننا استثمرنا كثيراً في هذه التقنية، لن تعاني بطاريتك من آثار سلبية ناتجة عن الشحن السريع. أي أنك ستحصل على ضعف المعيار الصناعي لعمر البطارية مع فوائد الشحن السريع.
كما يكمن وراء ذلك الكثير من براءات الاختراع والعلم.
على سبيل المثال، تقوم تقنية الشحن Super VOOC في كل من Find N3، وFind X5، وFind X6 Pro بقياس درجة حرارة العديد من النقاط في الهاتف والتحكم بها خلال دورة الشحن للتأكد من أن البطارية دائماً تحتفظ بأفضل درجة حرارة ممكنة للشحن. فإذا كنت في مكان بارد جداً، تعمل التقنية لرفع حرارة البطارية أولاً حتى تصل درجة الحرارة المناسبة للشحن قبل أن يبدأ الشحن الفعلي، وهذا بطريقة مشابهة جداً للسيارات الكهربائية.
وأعتقد أن هذا يرجع إلى تجربتنا التي تمتد لسنوات عديدة في مجال الشحن السريع.