موزيلا تحذر: السيارات الحديثة كابوس من حيث الخصوصية
⬤ أظهر تقرير لمؤسسة موزيلا أن 25 من أشهر علامات السيارات لا توفر الخصوصية أو الحماية الكافية لبيانات العملاء.
⬤ كشف التقرير أن الشركات تجمع بيانات العملاء الشخصية، بالإضافة إلى مشاركتها وبيعها إلى جهات خارجية أيضاً.
⬤ تضمنت الشركات في التقرير مختلف اللاعبين الكبار في المجال، وكان التقييم الأسوأ للخصوصية من نصيب تسلا.
بينما كانت قائمة طويلة من الأجهزة مثل الهواتف تثير المخاوف من تعديها على خصوصية مستخدميها وجمع المعلومات عنهم، يبدو أن فئة جديدة من المنتجات تسللت إلى هذه القائمة على غفلة. إذ قال تقرير نشرته مؤسسة موزيلا في 8 سبتمبر إن السيارات الحديثة “أسوأ فئة من المنتجات من حيث الخصوصية”، حتى بالمقارنة مع جميع المنتجات الأخرى التي قامت موزيلا بمراجعة مستوى خصوصيتها في السابق.
قام تقرير موزيلا بالبحث في مستوى خصوصية 25 علامة للسيارات منها فورد، وتويوتا، وفولكس فاجن، وبي إم دبليو، وتسلا. والمفاجأة كانت أنها فشلت جميعاً في استيفاء الحد الأدنى من معايير الخصوصية التي تضعها موزيلا عند مراجعتها للمنتجات، وتبين أيضاً أن تلك الشركات تجمع بيانات العملاء الشخصية أكثر من اللازم. حيث وجد التقرير أن 92% من السيارات التي راجعها توفر للعملاء مستوى تحكم متدني (إن وجد) في خصوصية بياناتهم الشخصية، كما أن 84% من الشركات تشارك بيانات العملاء مع أطراف خارجية.
يختلف نوع المعلومات التي تجمعها هذه السيارات من المعلومات الشخصية مثل البيانات الطبية والجينية، وعناوين السكن، والصور، وجداول المواعيد إلى معلومات عن طرق استخدام العملاء للسيارة مثل مدى سرعة قيادتهم، والأماكن التي يقودون سياراتهم إليها، وحتى الموسيقى التي يستمعون إليها في السيارة. وبشكل مقلق أكثر، أشار التقرير إلى أن شركتي نيسان وكيا تسمحان بجمع المعلومات المتعلقة بحياة العملاء الجنسية حتى.
إضافة إلى أن 84% من علامات السيارات التي راجعها التقرير تشارك بيانات عملائها الشخصية مع شركات قد تكون مشبوهة، تمتلك 76% من العلامات حق بيع تلك البيانات. كما تبدي 56% منها استعدادها لمشاركة تلك البيانات مع الحكومة وجهات إنفاذ القانون. ومع ذلك، قالت موزيلا إنها لم تحصل على المعلومات الكافية لتعرف ما إذا كانت شركات السيارات تستوفي الحد الأدنى من معايير تشفير بيانات العملاء وحمايتها من السرقة. بالمقارنة، تدعي موزيلا أن 37% من تطبيقات الصحة العقلية (ذات السمعة السيئة فيما يتعلق بالخصوصية) تتبع نهجاً أكثر أماناً لجمع واستخدام البيانات الشخصية من السيارات.
تدعي موزيلا أنها أمضت أكثر من 600 ساعة في مراجعة تلك السيارات من ناحية الخصوصية، وهو ثلاثة أضعاف الوقت التي تستغرقه عادةً على تلك المراجعات. حظيت شركة تسلا بالتقييم الأسوأ في التقرير، حيث فشلت في تلبية جميع معايير الخصوصية، ولم يحصل على مثل هذا التقييم سوى منتج واحد في السابق. أشارت موزيلا إلى نظام القيادة الآلي في سيارات تسلا بالتحديد وقالت إنه “غير جدير بالثقة” بعد تورطه في العديد من الحوادث والوفيات.
تشتهر مؤسسة موزيلا بمتصفحها مفتوح المصدر Firefox. ولقد أصدرت العديد من التقارير والأدلة على مر السنين ضمن سلسلة تسمى “الخصوصية غير مشمولة” (Privacy Not Included) والتي توضح بالتفصيل كيفية تعامل المنتجات والخدمات مثل تطبيقات الصحة العقلية ومتاجر التطبيقات مع بيانات المستخدمين، وتقدم أيضاً نصائح لحماية البيانات الشخصية بشكل أفضل.
لكن بالنسبة لتقريرها عن السيارات، قالت المؤسسة إن النصيحة التي تقدمها عادةً لمساعدة العملاء على حماية بياناتهم الشخصية ليست كافية لحل المشكلة. لذلك، قدمت مؤسسة موزيلا طلباً يحث شركات السيارات على وقف جمعها للبيانات التي تستفيد منها بشكل غير عادل، بأمل أن يشجع نشر الوعي الآخرين على مساءلة شركات السيارات من حيث الخصوصية.