لتقليل الانبعاثات الحرارية، إطلاق أول سفينة نقل حديثة مع أشرعة
⬤ انطلقت أول رحلة لسفينة الشحن Pyxis Ocean الفريدة من نوعها لأنها تستخدم الأشرعة بالإضافة للمحركات في تسييرها.
⬤ استخدام الأشرعة هو محاولة لتقليل انبعاثات سفن الشحن، ويتوقع أن يصل التخفيض حتى 30% عبر العمر التشغيلي للسفينة.
⬤ يعتقد مصممو السفينة أن نصف السفن الجديدة ستستخدم طاقة الرياح في تسييرها بالوصول إلى عام 2025.
يُقدر أن الشحن بالسفن مسؤول عن حوالي 2.1% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم. ولذلك، أطلقت شركة الشحن Cargill أول سفينة شحن بأشرعة WindWings الصلبة والحديثة، والتي تهدف الشركة منها أن تقلل استهلاك السفن للوقود الأحفوري وأن تقلص بصمتها الكربونية عن طريق العودة إلى الاعتماد على قوة الرياح لدفع سفن الشحن.
انطلقت سفينة الشحن Pyxis Ocean مؤخراً بأشرعتها المتطورة العملاقة في رحلتها الأولى انطلاقاً من الصين إلى البرازيل، وذلك في أول اختبار عملي لأشرعة WindWings. وسوف تستغرق السفينة ستة أسابيع تقريباً للوصول إلى وجهتها. يبلغ ارتفاع هذه الأشرعة 37.5 متراً، وهي مصنوعة من نفس المادة المتينة التي تصنع منها عنفات توربينات الرياح، وتكون الأشرعة مطوية عندما تكون السفينة في الميناء، لتنفتح فيما بعد عندما تصل السفينة عرض البحار.
طورت هذه التقنية الشركة البريطانية BAR Technologies، ولكن الأشرعة نفسها مصنوعة في الصين بسبب ارتفاع تكلفة استيراد المعدن المستخدم لصناعتها. يعتقد رئيس الشركة، جون كوبر، أن هذه الرحلة ستكون نقطة تحول كبيرة. حيث قال: “أتوقع أن نصف السفن الجديدة سوف تستغل تقنية الرياح بحلول عام 2025. ما يجعلني واثقاً جداً [من الأشرعة] هو توفيرها الكبير للوقود – فكل شراع يوفر طناً ونصف من الوقود يومياً. إذاً تركيب أربعة أشرعة على سفينة سيوفر ستة أطنان من الوقود و20 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يومياً. كميات التوفير هائلة.”
بفعل هذه التقنية الجديدة، قد يؤدي استغلال سفينة لقوة الرياح بدلاً من الاعتماد الكلي على محركات الاحتراق إلى تقليل انبعاثاتها الكلية بنسبة 30%. حيث تحاول صناعة النقل البحري تقليل انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بحوالي 837 مليون طن سنوياً. ووافقت الصناعة في يوليو على تحقيق صافي الانبعاثات الصفري “بحلول عام 2050 أو نحوه”.
يقول الدكتور سايمون بولوك، باحث في مجال الشحن في جامعة مانشستر: “يمكن لطاقة الرياح أن تحدث فرقاً شاسعاً. لن يظهر وقود السفن النظيف الجديد في أي وقت قريب، لذلك علينا أن نضع كل التقنيات العاملة على السفن مثل إعادة تجهيز السفن بالأشرعة والدوارات في الوقت الحالي. وفي النهاية ستحتاج جميع السفن إلى وقود لا يبعث الكربون، ولكن في غضون ذلك، من الضروري أن نجعل كل رحلة فعالة قدر الإمكان. الإبحار على السرعات البطيئة هو أيضاً جزء مهم من الحل.”
وافق ستيفن جوردون، العضو المنتدب في شركة البيانات البحرية Clarksons Research، على أن التقنيات المتعلقة بالرياح تكتسب رواجاً. إذ قال: “تضاعف عدد السفن التي تستخدم هذه التقنية خلال الـ12 شهراً الماضيين. لكن لا تزال هذه النسبة منخفضة. فضمن أسطول سفن الشحن الدولي والطلبات العالمية على السفن الجديدة التي تبلغ 110 ألف سفينة، سجلنا وجود أقل من 100 سفينة بتقنية الرياح اليوم.”
حتى إذا زاد هذا الرقم بشكل كبير، فقد لا تكون تقنية الرياح مناسبة لجميع السفن. على سبيل المثال، يمكن أن تعيق الأشرعة عملية تفريغ الحاويات. وتوقع جوردون أن “صناعة الشحن لا تملك مساراً واضحاً لوقف انبعاثات الكربون حتى الآن، وبالنظر إلى كبر هذا التحدي وتنوع أسطول الشحن العالمي، فعلى الأرجح ألا يكون هناك حل واحد لهذه الصناعة على المدى القصير أو المتوسط.”
لكن جون كوبر من شركة BAR Technologies أكثر تفاؤلاً، حيث قال إن مستقبل الأشرعة “وردي للغاية”. كما يعترف بأن فكرة عودة الصناعة إلى أصولها مريحة قائلاً: “دائماً أقول إنه يجب علينا العودة إلى الماضي لنبني المستقبل. لقد أدى اختراع محركات الاحتراق الكبيرة إلى تدمير طرق التجارة والملاحة، والآن سنحاول عكس ذلك.”