تقرير: تسلا تكذب على السائقين حول مدى قيادة سياراتها منذ أكثر من عشر سنوات
⬤ كشف تقرير لوكالة رويترز أن المدى الفعلي لقيادة سيارات تسلا يقل عن المدى المُعلن عنه بمتوسط 26%.
⬤ المدى المبالغ به كان مصمماً لخداع السائقين، وكان يظهر ضمن السيارات عندما تكون مشحونة أعلى من 50%.
⬤ عند سؤال السائقين، كانت الشركة تخبرهم أن ذلك ناتج عن عطل، ومن ثم تماطل أو تلغي مواعيد صيانتهم.
كشف تحقيق قامت به وكالة رويترز أن شركة تسلا تكذب على عملائها منذ سنوات وتبالغ باستمرار عند الإعلان عن مدى قيادة سياراتها، مما أدى إلى اعتقاد السائقين بأن سياراتهم تعاني من مشكلات عندما يلاحظون تخلفها عن الوصول إلى مدى القيادة المُعلن عنه.
إضافة إلى ذلك، كشف التقرير أن الشركة عيّنت في منتصف عام 2022 فريقاً “لتحويل” شكاوى السائقين حول مدى القيادة، والذي كان يلغي مواعيد فحص السيارات المشكو عليها. فلا يوجد طريقة فعلية لإطالة مدى قيادة سيارات تسلا. وكان هذا الفريق يتعامل مع ما يصل إلى 2000 شكوى أسبوعياً، وكان من المتوقع منه أن يغلق حوالي 750 شكوى في الأسبوع.
قالت رويترز أن شركة تسلا ضخّمت مدى قيادة سياراتها من خلال التلاعب بالبرمجيات المسؤولة عن تقدير مدى القيادة المتبقي لحظياً، وذلك بالاعتماد على بلاغ شخص مطلع على التصميم الأولي لتلك البرمجيات. إذ كانت أنظمة السيارات تعرض توقعات “متفائلة جداً” لمدى القيادة المتبقي عندما يكون شحن بطاريتها كاملاً، لكن بمجرد انخفاض شحن البطارية إلى أقل من 50%، ستعرض الأنظمة توقعات أكثر واقعية لمدى القيادة المتبقي.
ووفقاً للمطلع، أتت هذه الفكرة من المناصب العُليا في الشركة، بالتحديد من الرئيس التنفيذي لشركة تسلا؛ إيلون ماسك. إذ قال المُطلع: “أراد إيلون إظهار أرقام جيدة لمدى القيادة عند شحن البطارية بالكامل. أيضاً، ستشعر بالرضا عندما تشتري سيارة يتم التسويق لها على أنها تقدم مدى قيادة يصل إلى 560 كيلومتراً أو 640 كيلومتراً.”
وبحسب ما ورد، كان المديرون يخبرون أعضاء فريق التحويل أن كل شكوى يغلقونها توفر على الشركة 1000 دولار. كما طلب المديرون من الموظفين في أواخر عام 2022 أن يتوقفوا عن إجراء التشخيصات عن بُعد لسيارات الشاكين من مشاكل في مدى القيادة، مما يسرّع عملية إغلاق الشكاوى. بالنتيجة، أبلغ الفريق آلاف السائقين بعدم وجود مشاكل في سيارتهم، وهم لم يجروا أي تشخيص لتلك السيارات. وكان يكتفي الفريق بتقديم نصائح للسائقين حول تغيير عاداتهم أثناء القيادة.
الاختبارات تكشف الكذبة
لم تقدر رويترز على معرفة ما إذا كانت تسلا لا تزال تستخدم البرمجيات التي تبالغ في تقدير مدى القيادة في سياراتها. لكنها أشارت إلى أن مختبري السيارات والمنظمين ينبهون باستمرار عن مبالغة الشركة في عرض المسافة التي يمكن لسياراتها قطعها قبل نفاد بطارياتها.
ففي شهر أبريل، كتبة مجلة السيارات Car and Driver أن اختبارها أظهر أن تسلا تسوّق لمدى قيادة سياراتها بأرقام خيالية، ولكن في النهاية تقدم السيارات نتائج أقرب إلى الواقع. ويقل مداها الفعلي عن مداها المُعلن عنه بضعف القيمة التي يقل فيها المدى الفعلي للسيارات الكهربائية الأخرى. إذاً قد تتمتع سيارة تسلا بمدى قيادة معلن عنه يصل إلى 640 كيلومتراً وسيارة Porsche بمدى قيادة 480 كيلومتراً، لكن وعند التجربة تمتلكان مدى قيادة واقعي شبه متطابق.
ثم تم استخدام بيانات اختبار المجلة في دراسة حديثة أجرتها منظمة SAE International للمقارنة بين الكميات الفعلية والكميات المُعلن عنها لمدى قيادة السيارات ومدى توفيرها للوقود. وقال أحد المشاركين في الدراسة إن الأداء الأسوأ كان لثلاث موديلات مختلفة من سيارات تسلا، فهي قدّمت مدى قيادة أقل من المُعلن عنه بمتوسط 26%.
وفي يناير الماضي، فرضت هيئة مكافحة الاحتكار في كوريا الجنوبية غرامة قدرها 2.2 مليون دولار على شركة تسلا. إذ اتهمت الشركة بالمبالغة عند الإعلان عن مدى قيادة سياراتها من شحنة واحدة، وفعالية توفيرها للتكاليف مقارنة بالسيارات العاملة بالبنزين، وكذلك عن أداء شواحنها السريعة. وقالت الهيئة إنه في الطقس البارد، ينخفض مدى قيادة السيارات الفعلي بنسبة تصل إلى 50.5% مقارنة بما تم الإعلان عنه.
كما أدت عمليات تدقيق لوكالة حماية البيئة الأمريكية إلى مطالبتها شركة تسلا بخفض مدى القيادة المُعلن عنه لجميع سياراتها بنسبة 3%. ووجدت بيانات أخرى استشهدت بها رويترز أن أنظمة سيارات تسلا “دائماً تقدّر أنها تستطيع قطع مسافات أكثر بنسبة 90% من تقديرات وكالة حماية البيئة المُعلن عنها بغض النظر عن درجات الحرارة الخارجية.”