مراكز بيانات جوجل استهلكت مياهاً أكثر من دولة جيبوتي بأكملها خلال عام 2022
⬤ استهلكت جوجل ما يقرب من 21 مليون متر مكعب من المياه في عام 2022، معظمها ذهب إلى مراكز بياناتها.
⬤ خلال 2022، استهلكت مراكز بيانات جوجل 19.7 مليون متر مكعب من المياه، وهو أكثر من استهلاك دولة جيبوتي.
⬤ يعزو الخبراء زيادة استهلاك جوجل للمياه إلى تطوير الذكاء الاصطناعي، ويتوقعون نمواً متزايداً لاستهلاكها.
من المعتاد أن تتبنى الشركات التقنية القضايا البيئية وتركز عليها إعلامياً كونها “لا تمتلك التأثيرات البيئية الضارة” كما قطاعات أخرى مثل النفط والتعدين. لكن الواقع هو أن مراكز البيانات الهائلة اللازمة لهذه الشركات تمثل أزمة بيئية حقيقية تبدأ من استخراج المواد الأولية وإنتاج الطاقة اللازمة لتشغيلها، ولا تنتهي عند استهلاكها الهائل لمياه التبريد.
وفقاً لتقرير شركة جوجل البيئي لعام 2023، استهلكت الشركة العملاقة ما يقرب من 21 مليون متر مكعب من المياه في عام 2022. كانت مراكز بيانات جوجل مصب معظم ذلك الاستهلاك، إذ استهلكت المراكز حوالي 19.7 مليون متر مكعب من المياه في 2022، بزيادة بنسبة 20% عن استهلاكها للمياه في العام السابق. للمقارنة، وصل استهلاك دولة جيبوتي ذات 700 ألف نسمة خلال عام 2022 إلى 19 مليون متر مكعب وفق بيانات الأمم المتحدة.
تشير هذه الأرقام بوضوح إلى التكلفة البيئية العالية لتشغيل مراكز البيانات الضخمة، فغالباً ما يتطلب تبريدها كميات هائلة من المياه. وبما أن جوجل وكل الشركات التقنية الأخرى تتسابق نحو بناء مراكز بيانات أكثر، فعلى الأرجح أن تستمر كمية استهلاكهم للمياه بالارتفاع.
نسب شاولي رين، أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، زيادة الاستهلاك بنسبة 20% إلى زيادة قدرة جوجل الحاسوبية، والتي كانت مدفوعة إلى حد كبير بالذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، قال رين إنه يشك في أن هذه الزيادة مستدامة على المدى الطويل، حتى مع التزام جوجل بتجديد المياه لتعويض الاستهلاك الذي لا يقلل استهلاكها للمياه.
غالبية المياه التي تستهلكها جوجل حالياً نقية لدرجة أنها صالحة للشرب. وسبق أن قالت جوجل إنها ستجدد 120% من المياه العذبة التي تستهلكها في مكاتبها ومراكز بياناتها بحلول عام 2030. وفي الوقت الحالي، يذكر تقرير الشركة البيئي أنها تعيد استخدام 6% من المياه العذبة فقط.
وقالت جوجل في التقرير إنها تأخذ “الإجهاد المائي المحلي” أي شح المياه المحلي بعين الاعتبار، وإن 82% من عمليات سحبها للمياه العذبة في عام 2022 جاءت من مناطق ذات إجهاد مائي منخفض. بالنسبة لـ 18% المتبقية، تقول جوجل إنها “تستكشف شراكات وفرصاً جديدة” لتحسين سلامة مستجمعات المياه، لكنها قد تواجه صعوبات متزايدة مع ازدياد الأماكن التي تعاني من شح المياه.
في عام 2019، خططت جوجل لإنشاء مركز بيانات في مدينة ميسا بولاية أريزونا، وتم ضمان أن يحصل ذلك المركز على 15 ألف متر مكعب من المياه يومياً. ولكن تواجه ولاية أريزونا بالفعل شحاً في المياه، مما يمكن أن يوقف مثل هذه الصفقات. إذ قال متحدث باسم جوجل أن ذلك المركز سيستخدم “تقنية تبريد الهواء” بدلاً من التبريد بالمياه عند اكتماله.
شركة جوجل ليست الوحيدة باستهلاكها الهائل من المياه. إذ استهلكت شركة ميتا أكثر من 2.6 مليون متر مكعب من المياه في عام 2022، وكان معظم استهلاكها يذهب لمراكز البيانات أيضاً. كما كانت البصمة المائية لتدريب أحدث نماذجها اللغوية الكبيرة، Llama 2، حوالي 10 آلاف متر مكعب.