طرق علاج ادمان الالعاب الالكترونية ، تعرف على اسبابه واعراضه
ادمان الالعاب الالكترونية هو حالة يصاب بها بعض هواة ممارسة الألعاب الإلكترونية، فلا يستطيعون السيطرة على عادات اللعب لديهم، فيعانون نتيجة ذلك من عواقب كثيرة تنعكس سلباً على حياتهم الطبيعية. وتشمل هذه الحالة ممارسة الألعاب عبر الإنترنت أو عبر الأجهزة الإلكترونية المختلفة، لكنها شائعة أكثر لدى اللاعبين الذين يلعبون الألعاب عبر الإنترنت. ويصنف الباحثون هذه الحالة ضمن أنواع الإدمان السلوكي، وهي إلى ذلك ربما تسبب بعض التأثيرات السلبية على حياة الشخص. وهذا يشمل معاناته من بعض المشكلات الصحية والاجتماعية والجسدية. وفي هذا المقال نستعرض أبرز أسباب وأعراض هذا الإدمان، ونشير إلى الوسائل المفيدة في التخلص منه.
الأقسام
ما هي أبرز أسباب ادمان الألعاب الإلكترونية؟
يحدث ادمان الالعاب الالكترونية نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب المختلفة. فمن المعلوم أن مطوري هذه الألعاب يحرصون دائماً على تصميمها على هذه الشاكلة. فكلما أقبل اللاعبون على ممارسة لعبة معينة وأدمنوا عليها، ازدادت الأرباح التي تحققها الشركات المطورة لها. ولعل من الوسائل المتبعة لتحقيق هذه الغاية هي زيادة مستوى الصعوبة في اللعبة لتحدي اللاعبين، وبذلك يصبح لديهم هاجس لمعاودة اللعب مجدداً ومحاولة التغلب على هذا المستوى الصعب.
كذلك تبين بعض الدراسات العلمية أن معظم اللاعبين المصابين بأعراض ادمان الالعاب الالكترونية يمارسون ألعاب قائمة على تقمص الأدوار وتتضمن أعداداً ضخمة من اللاعبين. فهذه الألعاب في حد ذاتها مسببة للإدمان نظراً لأنها تتيح مغامرات لا تتوقف ضمن عالم خيالي. وبذلك يستطيع اللاعبون أن يعيشوا حياة مغايرة لحياتهم الواقعية، فتكون الألعاب الإلكترونية في حالات كهذه فرصة لهم للهروب من مشكلاتهم الحياتية. لذلك يقضون طويلاً على أجهزة الكمبيوتر أو البلاي ستيشن أو الإكس بوكس للعب هذه الألعاب.
واللافت أيضاً أن هذه الفئة من الألعاب تتضمن مجتمعات كبيرة من اللاعبين، فيشعر الشخص فيها بالترحيب والتقدير، وهي مشاعر ربما لا يشعر بها في حياته الواقعية. كذلك تتيح هذه الألعاب فرصة الانضمام إلى تحالفات وفرق مختلفة ضمن عالم اللعبة. وبذلك يستطيع اللاعب عقد صداقات افتراضية معهم، وهذا قد يؤدي إلى انغماسه كلياً في اللعبة وعدم قدرته على تركها.
وبالإضافة إلى ما سبق يدمن الشخص أحياناً على ممارسة الألعاب الإلكترونية نظراً لأنه يشعر بأنه عضو في فريق أكبر وله مهمات محددة وأدوار يقوم بها. وهذا الأمر يحصل كثيراً، لا سيما إذا كان الفرد لا يشعر بهذه المشاعر في حياته الطبيعية. وفي حالات كهذه لا يعود اللعب مجرد هواية لدى الأفراد المصابين بحالة ادمان الالعاب الالكترونية وإنما يصبح الجانب الأكبر والأهم لديهم في حياتهم ككل.
ما هي أعراض ادمان الالعاب الالكترونية ؟
ربما يكون الشخص مصاباَ بإدمان الألعاب الإلكترونية إذا ظهرت عليه مجموعة من الأعراض المرتبطة بهذه الحالة. وهنا من المهم جداً أن يدرك المرء أن ظهور أحد الأعراض وحده لا يعني بالضرورة أنه مصاب بهذه الحالة. فلا بد من ظهور خمس أعراض أو أكثر خلال عام واحد حتى تشخص الإصابة بإدمان الألعاب. ونستعرض فيما يلي أبرز هذه الأعراض.
الأعراض النفسية
- التفكير بالألعاب الإلكترونية طوال الوقت، أو في الغالبية العظمى من الأحيان.
- الشعور بالاستياء الشديد عند العجز عن لعب الألعاب الإلكترونية.
- احتياج الشخص إلى ممارسة وقت طويل في اللعب حتى تنتابه مشاعر الرضى.
- الإصابة بأعراض الانسحاب مثل الضجر والقلق والحزن.
- انعدام الرغبة بممارسة الأمور والهوايات المفضلة، وانحصارها فقط في ممارسة الألعاب الإلكترونية.
- العجز عن ترك الألعاب الإلكترونية او تقليل الوقت المخصص لها.
- مواجهة المشكلات المختلفة في العمل أو الدراسة بسبب اللعب، والإصرار على متابعة لعب الألعاب الإلكترونية حتى في ظل وجود هذه المشكلات.
- الانعزال عن الآخرين نتيجة قضاء وقت طويل في لعب الألعاب الإلكترونية.
- اللجوء إلى الألعاب الإلكترونية لتحسين الحالة المزاجية والتخلص من مشاعر الإحباط والاستياء.
- الكذب على الأهل والأصدقاء بخصوص مقدار الوقت المخصص للعب الألعاب الإلكترونية.
ادمان الالعاب الالكترونية ، الأعراض الجسدية
تتضمن أبرز الأعراض الجسدية التي يعاني منها الأفراد المدمنون على ممارسة الألعاب الإلكترونية كلاً مما يلي:
- الإحساس بالتعب والوهن.
- المعاناة من آلام الصداع النصفي (الشقيقة) نتيجة الإفراط في التركيز وأجهاد العين.
- الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي نتيجة استخدام جهاز التحكم أو ماوس الكمبيوتر لمدة طويلة.
- إهمال النظافة الشخصية.
وبطبيعة الحال لا يلزم أن يصيب إدمان الألعاب الإلكترونية جميع الأفراد الذين يقضون وقتاً طويلاً في ممارستها. فالخبراء يرون أن نسبة ضئيلة من اللاعبين تنطبق عليهم المعايير والأعراض المخصصة لتصنيف حالة الإدمان. وتبين نتائجهم كذلك أن هذه الحالة شائعة بين أوساط الرجال والأولاد أكثر منها في أوساط الفتيات والنساء.
ما الوسائل العلاجية للتخلص من إدمان الألعاب الإلكترونية؟
بعدما تعرفنا في الفقرات السابقة على أسباب وأعراض ادمان الالعاب الالكترونية ، ننتقل في هذه الفقرة إلى شرح أبرز الوسائل العلاجية الممكن اتباعها للتخلص من هذه الحالة. ففي بادئ الأمر ينبغي للشخص أن يقر بوجود هذه المشكلة لديه. ومن ثم يجب عليه أن يحدد الأسباب الحقيقية المؤدية إليها. فإذا كان يعاني من الفراغ وقلة الأصدقاء والنشاطات في حياته، عندئذ يجب عليه البحث عن الهوايات والأنشطة التي يمكن أن تثري حياته. ويمكنه أيضاً الانخراط في الأعمال التطوعية والأعمال الاجتماعية المختلفة، فهي توسع دائرة معارفه وتتيح له الفرص المناسبة للتعرف على أصدقاء جدد.
ولكن إذا أصبحت مشكلة الإدمان خطيرة على الشخص وحياته، وأدت إلى معاناته من مشكلات نفسية خطيرة مثل الاكتئاب والقلق، أو مشكلات اجتماعية أو مرتبطة بالعمل مثل الإخفاق في الدراسة والتقصير في العمل، فهنا يجب مراجعة أحد الاختصاصيين لأخذ المشورة المناسبة. وقد يتطلب الأمر أحياناً حضور عدة جلسات عند الطبيب النفسي واتباع أساليب العلاج النفسي المختلفة لتحديد أسباب ادمان الالعاب الالكترونية ، ومن ثم إيجاد الوسائل المناسبة لعلاجه.
ومن الوسائل الإضافية التي يمكن استخدامها للتخلص من ادمان الالعاب الالكترونية هي متابعة بعض القنوات والفيديوهات التوعية بخطورة هذه المشكلة. فعلى سبيل المثال يمكن متابعة قناة (Game Quitters) على منصة اليوتيوب (الرابط من هنا). فهي تقدم فيديوهات خاصة لمساعدة الأفراد الراغبين بترك هذا الإدمان. ومع ذلك لا تحتوي هذه القناة على فيديوهات ناطقة باللغة العربية، وإنما جميع محتواها باللغة الإنكليزية، وهذا الأمر قد يعيق بعض الأفراد عن الاستفادة منها. وعلى العموم ثمة بعض النصائح التي تساعد اللاعبين على تجنب الوقوع في هذه المشكلة مثل:
- تحديد وقت معين لممارسة الألعاب الإلكترونية، والالتزام بهذا الوقت دون أي زيادة.
- إخراج أجهزة الجوال والأجهزة الإلكترونية الأخرى من غرفة النوم، وذلك لتجنب لعب الألعاب الإلكترونية خلال الليل.
- قضاء أوقات أطول في ممارسة الأنشطة الأخرى على مدار اليوم، مثل التمارين الرياضية وغيرها.
في الختام
تعرفنا في هذا المقال على ادمان الالعاب الالكترونية عند الأفراد. وشرحنا أبرز الأسباب والأعراض المصاحبة لهذه الحالة، وذكرنا كذلك أبرز الخيارات المتاحة لعلاج هذه الحالة ومنع حدوثها.