تيم كوك: على الأهل أن يكونوا حذرين جداً من استخدام أطفالهم للتقنية
⬤ قال رئيس ابل، تيم كوك، أن الأطفال اليوم تربوا على وجود التكنولوجيا في حياتهم ويجب حد ذلك.
⬤ يدير كوك أكبر شركة تقنية في العالم اليوم، لكن موقفه من الاستخدام المفرط للمنتجات الإلكترونية ليس إيجابياً.
⬤ يفضل كوك ركوب الدراجة والتنزه ويقول: “إمضاء الوقت في كنف الطبيعة أفضل من سائر الأمور الأخرى”.
صحيح أنّ تيم كوك، الرئيس التنفيذي لآبل، يقود إحدى أهم شركات التكنولوجيا على المستوى العالمي، بيد أنّه يبدو قلقاً من تعلق الأطفال الشديد بالمنتجات التكنولوجية؛ إذ قال علانية أنه لا يود رؤية الأطفال وهم يستخدمون منتجات شركته بتعلق شديد.
ففي مقابلة خاصة مع مجلة GQ، قال كوك: “يولد الأطفال في زماننا وهم مجبولون على المنتجات الرقمية، حتى أنه يصح وصفهم بالأطفال الرقميين. لذلك أرى من الضروري وضع بعض القيود بخصوص هذه المسألة”. وسبق لكوك، الذي ليس لديه أطف، أن أعلن عن رغبته بألا يستخدم ابن أخيه وسائل التواصل الاجتماعي، بل جادل أيضاً بضرورة الحد من استعمال التكنولوجيا في المدارس.
وأشار كوك في المقابلة إلى أنّ شركة آبل ليست معنية بتشجيع الإدمان الرقمي، فقال: “لا نريد أن يستعمل الناس هواتفنا لمدة طويلة، ولسنا نحضّهم على إطالة استخدامها ولا نريد ذلك. وإنما نوفر لهم الأدوات حتى لا يقوموا بهذا الأمر”. ويشير كوك إلى أن آبل تولي عنايتها بتطوير المنتجات التي تفيد المستخدمين في تعلم وابتكار أشياء جديدة لا يقدرون على فعلها بوسائل أخرى.
ومن يتتبع تصريحات كوك طوال السنين الماضية، يدرك أن مخاوفه بشأن التكنولوجيا تتعدى مسألة تأثيرها على الأطفال؛ فقد ألقى كوك عام 2019 خطاباً أمام خريجي جامعة ستانفورد صرح خلاله قائلاً: “في عالم يسوده القنوط، ما يزال هذا الصرح يؤمن بأن قدرة الإنسان على معالجة المشكلات غير محدودة. ولكن يبدو أننا قادرون كذلك على افتعال تلك المشكلات”.
وقد تطرقت المقابلة كذلك إلى تحذير كوك السابق مما وصفه “مجمع البيانات الصناعي”؛ أي مجموعة الشركات- ومنها آبل- التي تحقق الأرباح من استعمال وبيع البيانات الشخصية للمستهلكين. واللافت للاهتمام أن شركة آبل، في ظل إدارة كوك، أحدثت تغييرات كثيرة في سياسات الخصوصية عام 2021، ومنعت تطبيقات الطرف الثالث من الوصول إلى البيانات الشخصية للمستخدمين دون إذنهم.
وعلى العموم يبدو أن كوك يحبذ إمضاء الوقت في كنف الطبيعة عوضاً عن إنفاقه على شبكة الإنترنت؛ فهو لا يستخدم الإنترنت كثيراً بخلاف نظرائه من “رواد التكنولوجيا المهووسين الذين يمضون ساعاتٍ طوال يومياً للحديث عن مستقبل البشرية جمعاء” وفقاً لكلام المجلة. أمّا كوك فيهوى ركوب الدراجات وممارسة التنزه لمسافات طويلة، ويصف ذلك بقوله: “إمضاء الوقت في كنف الطبيعة أفضل من سائر الأمور الأخرى”.