إيطاليا تحظر الوصول إلى الذكاء الاصطناعي ChatGPT
⬤ حظرت هيئة حماية البيانات الإيطالية استخدام روبوت المحادثة القائم على الذكاء الاصطناعي ChatGPT.
⬤ أطلقت الهيئة تحقيقاً حول ممارسات شركة OpenAI وسلوكها تجاه الخصوصية وبيانات المستخدمين الخاصة.
⬤ إيطاليا ليست أول بلد يحظر روبوت المحادثة الشهير، بل سبقها كل من الصين وإيران وروسيا.
أعلنت شركة OpenAI عن إيقافها روبوت المحادثة ChatGPT في إيطاليا بعد أن أمرت هيئة حماية البيانات في البلاد بحظره لمدة مؤقتة، ولم تكتفِ الهيئة بهذا الأمر، بل أطلقت تحقيقاً بخصوص الاشتباه في انتهاكه لقواعد الخصوصية الشخصية. ووجهت الهيئة اتهامات لشركة OpenAI (المدعومة من شركة مايكروسوفت) بشأن إخفاقها في التثبت من أعمار مستخدمي ChatGPT، الذين يفترض أن يبلغوا 13 عاماً.
وأشارت الهيئة في اتهاماتها إلى “انتفاء أي أساس قانون يُسوّغ قيام الشركة بجمع وتخزين كمية هائلة من البيانات بغرض تدريب برنامج الدردشة الآلي”. وأمهلت الهيئة الشركة مدة 20 يوماً للطعن في هذا القرار، وإلا فإنها تخاطر بدفع غرامة قدرها 20 مليون يورو (21.68 مليون دولار أمريكي)، أي ما يعادل نسبة قدرها 4% من مبيعاتها السنوية حول العالم.
وأشارت شركة OpenAI في ردها على هذه الاتهامات إلى إنّها أوقفت ChatGPT في إيطاليا بناء على طلب الهيئة، وقيّدت وصول المستخدمين إليه في البلاد. وقالت في بيانها: “نحن نعمل على تقليل استخدام البيانات الشخصية في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، فهدفنا هو اكتساب تلك الأنظمة لمعارفها عن العالم لا عن الأفراد”.
وأصبحت إيطاليا بفرضها هذه القيود المؤقتة أول دولة غربية تتخذ إجراءات قانونية ضد روبوت المحادثة المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وهي إلى ذلك تنضم إلى دول أخرى لا يستطيع المقيمون فيها إنشاء حسابات لدى شركة OpenAI، وهي الصين وهونج كونج وإيران وروسيا وبعض المناطق في إفريقيا.
وقد أحدث روبوت ChatGPT ضجة هائلة في عالم التكنولوجيا منذ إطلاقه في العام الماضي؛ إذ دفع المنافسين إلى المسارعة في إطلاق منتجاتهم المشابهة، وحضّ الشركات على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وتطبيقاتها. وما لبث هذا التطور التكنولوجي المتسارع أن جذب انتباه المشرعين حول العالم، إذ يقول كثير منهم بضرورة وضح لوائح تنظيمية جديدة للتحكم بالذكاء الاصطناعي نظراً لتبعاته السلبية المحتملة على الأمن القومي والوظائف والتعليم.
وفي هذا الصدد، قال متحدث رسمي باسم المفوضية الأوروبية: “إننا نتوقع أن تمتثل جميع الشركات العاملة في بلدان الاتحاد الأوروبي إلى قواعد حماية البيانات ضمن الاتحاد”. أما مارجريت فيتساجر، نائب الرئيس التنفبذي للمقوضية الأوروبية، فغرّدت قائلة: “يتعيّن علينا أن نواصل تعزيز حرياتنا وحماية حقوقنا مهما كانت التكنولوجيا التي نستخدمها؛ فهدفنا ليس التحكم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وإنما ضبط استخدامها. فمن الخطأ أن نهدم في سنين قليلة ما استغرق تطويره عقوداً كثيرة”.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب الرسالة المفتوحة الذي دعا فيه إيلون ماسك، وأكثر من ألف خبير في مجال التكنولوجيا، إلى إيقاف تطوير أنظمة أقوى من GPT-4 لمدة 6 أشهر. ولم تُقدم شركة OpenAI حتى الآن أي تفاصيل عن طريقة تدريب تموذج الذكاء الاصطناعي لديها، وهو أمر يثير حفيظة كثير من الخبراء في هذا المجال.