الإمارات تطور أول سرب عربي من الأقمار الاصطناعية الرّادارية
شاهدنا في الآونة الأخيرة توجهًا واضحًا في الإمارات نحو ريادة الأنشطة الفضائية وتنمية قطاعها الفضائي، فقد بلغت قيمة الإنفاق التجاري في قطاع الفضاء الإماراتي خلال السنوات القليلة الماضية 9 مليار درهم إماراتي. والآن أعلنت دولة الإمارات عن إطلاق مشروع “سرب” وتأسيس “صندوق الفضاء الوطني” لدعم قطاع الفضاء فيها بشكل أكبر.
ينطلق كل من مشروع “سرب” وصندوق الفضاء الوطني بدعم من رئيس الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومتابعة نائب رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مما يعكس الاهتمام الحكومي الكبير بالمشروع.
مشروع “سرب”
مشروع “سرب” هو برنامج وطني إماراتي لتطوير أول سرب من الأقمار الرّادارية على مستوى البلاد العربية باستخدام تقنيات عالية وحديثة، يمتد المشروع على مدى ست سنوات وسيوفر للإمارات لأول مرة بيانات متواصلة من الفضاء على مدار الساعة وفي جميع الأحوال الجوية.
سوف يُستخدم هذا السرب من الأقمار الصناعية للحصول على تصوير راداري مستمر للمنطقة والكوكب، مما سيساعد على رصد المتغيرات التي تطرأ بسبب التغيرات المناخية لابتكار حلول نحو الاستدامة البيئية على مستوى العالم. ومن التقنيات والخصائص المتطورة التي سيتمتع بها سرب الأقمار الصناعية الرّادارية هي تقنية تصوير بدقة تصل إلى أقل من متر واحد.
وفقاً لخطة المشروع، سوف يُطلق أول قمر اصطناعي عربي للاستشعار الراداري ضمن سرب الأقمار خلال ثلاث سنوات، هذا إضافة إلى تطوير المشروع للأقمار الرّادارية التجارية لدعم القطاعات الاقتصادية والحيوية في الإمارات وزيادة تنافسية الدولة اقتصادياً.
ويمكن للشركات الإماراتية الناشئة في مجال الفضاء التقديم للمشاركة في تطوير سرب الأقمار الرّادارية، كما ستوظف الحكومة عدداً من العاملين في الوظائف الهندسية لتطوير خبراتهم في مجال الفضاء، وستدعمهم للدخول في القطاع الخاص عن طريق تأسيس شركات في نفس المجال.
صندوق الفضاء الوطني
إلى جانب مشروع “سرب”، أسست الإمارات “صندوق الفضاء الوطني” برأس مال مقداره 3 مليار درهم إماراتي، وذلك بهدف تطوير المشاريع الاستراتيجية والبحثية في قطاع الفضاء ودعم تأسيس شركات وطنية في تكنولوجيا الفضاء.
يعمل الصندوق الاستراتيجي المتخصص على توفير الموارد المالية الهادفة إلى إيجاد حلول بديلة ومبتكرة لتمويل المشاريع الفضائية وتنمية القطاع الفضائي، أيضاً سيساعد الصندوق على تعزيز الاستثمارات من رواد الأعمال والشركات الخاصة، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية.
سيتم إنشاء أكاديمية لتطوير قدرات المهندسين في تطوير الأقمار الاصطناعية ضمن خطط الصندوق، إلى جانب مجمع للبيانات الفضائية، وحاضنة أعمال ستدعم الشركات الصغيرة لتعمل في المشاريع التي يطورها الصندوق.
إلى جانب القطاع الحكومي، ساهم القطاع الخاص الإماراتي في تطوير قطاع الفضاء بشكل كبير، خاصة في مجال الاستشعار عن بعد والاتصالات، حيث وصلت نسبة مساهمة القطاع الخاص إلى 50% من إجمالي الإنفاق على القطاع في عام 2019.