منصات التواصل الاجتماعي وتغييرها لعالم الأزياء والموضة والجمال إلى الأبد

لقد عملت منصات التواصل الاجتماعي اليوم على تسريع وطأة اتجاهات الأزياء والموضة والجمال بشكل هائل، فما كان يُحمل على أكتاف مجلات الجمال وبرامج التلفاز أصبح يركب رياح الإنستغرام والتيك توك فائقة السرعة. وبدورهم عمل المستخدمون المنتظمون والمهتمون بآخر الصيحات على تغيير خصائص وميزات هذه المنصات لتخدمهم بشكل أفضل، ومستقبل هذه العلاقة يرى ازدهاراً حتمياً.

يعود سبب الانتشار الهائل والتأثير الكبير للموضة على منصات التواصل الاجتماعي إلى اتفاقها الوطيد مع مبادئ تلك المنصات؛ حيث تسعى منصات التواصل إلى إظهار الأشياء بأبهى حلة لها، والربط بين مختلف ثقافات العالم بغض النظر عن اختلافاتها، وإطلاق العنان لحرية التعبير الشخصية، وتحفيز التفاعلات بين أكبر عدد من الأشخاص، وجميع هذه المبادئ تشكل بعضاً من أساسات عالم الجمال والأزياء.

المنصات الأبرز في عالم الموضة

أما ما قد تعتبر الوجهات الأنسب لمواكبة صيحات جمال الأزياء، فهي منصات إنشاء وبث مقاطع الفيديو القصيرة مثل الإنستغرام والتيك توك ولايكي. حيث تستخدم تلك المنصات خوارزميات خاصة بها وتتيح للمستخدمين حرية التعبير عن ميولهم وعرض أزياءهم المفضلة وإلهام الآخرين، بغض النظر عن عدد متابعيهم. مما يفسح المجال لظهور العديد من الصيحات الجديدة التي قد لا تقيد بمعايير الموضة المتعارف عليها. وهذا بدوره يؤثر على الذوق العام ويدفع بقطاع الجمال إلى الأمام.

ويظهر هذا بوضوح عند النظر إلى الهاشتاجز الأكثر رواجاً على تلك المنصات مثل #OOTD (إطلالة اليوم) و#Fashionistas (مؤثرات عالم الموضة) و#FashionStyle (أساليب الموضة)، هناك يهيمن صنّاع المحتوى الذين يعملون على استعراض أسلوبهم وأزياءهم وإبداعهم للعالم أملاً في زيادة عدد متابعيهم وخلق العديد من الفرص التعاونية والمربحة مع الشركات والأعمال الكبيرة في قطاع الأزياء والجمال. وصنّاع المحتوى هؤلاء هم الأكثر تأثيراً على صيحات الموضة في عصرنا الحالي، وأبرزهم في منطقة الشرق الأوسط هن مؤثرات مثل هدى قطان، وشيرين متولي، ودارين الياور، وتليدة تامر وغيرهن.

وقال ويك وانج، مدير العمليات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لايكي: “تلعب وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو القصيرة، على وجه الخصوص، دوراً رئيسياً في التأثير على اتجاهات الموضة وأسلوب الحياة لدى العديد من الناس حول العالم. ففي عام 2021، على سبيل المثال، أصبحت “لعبة الحبار” واحدة من أكثر البرامج التلفزيونية شهرة خلال النصف الثاني من العام، مما ألهم تجار البيع بالتجزئة لإنتاج وتحضير الملابس الخاصة باللعبة استعداداً لهذه الطفرة الهائلة في حجم الإقبال عليها. وهذا بدوره جعلها واحدة من أشهر أزياء الهالوين لهذا العام في جميع أنحاء العالم.”

سباق شركات الأزياء ومستحضرات التجميل

ومع توجه المهتمين بالموضة إلى منصات التواصل الاجتماعي، سلطت شركات الأزياء ومستحضرات التجميل أنظارها هناك أيضاً، فلم تعد صيحات الموضة طويلة الأمد كما كانت في السابق، والآن تشارك مختلف الشركات في القطاع في سباق حامي الوطيس لمواكبة آخر الصيحات المنتشرة على الإنترنت في أسرع وقت ممكن.

ففي الواقع، شركات وأعمال الأزياء الناجحة هي تلك التي تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي وخوارزميات تتبّع الصور لتحليل الملابس وفهم أحدث الصيحات المتداولة بكثرة على الإنترنت، ثم تقوم بإنتاج تشكيلة منتجات وأزياء تجريبية تواكب تلك الصيحات لجس نبضها في السوق قبل انتاجها بشكل كبير يلبي متطلبات العملاء.

مواضيع مشابهة

تتطلب بعض دور الأزياء سريعة الاستجابة لمتطلبات السوق مثل زارا (ZARA) وإتش آند إم (H&M) مدة لا تزيد عن أربعة أسابيع لطرح مجموعة جديدة مواكبة لأي صيحة جديدة. ومع ذلك، تعتبر هذه الاستجابة بطيئة مقارنة بشركات مثل شي إن (Shein) وآسوس (ASOS) وفاشن نوفا (Fashion Nova) التي تعتمد على الخوارزميات لإنتاج مجموعة جديدة بسرعة فائقة تقل عن الأسبوعين.

تركيز منصات التواصل على احتياجات عالم الموضة

لا يخفى عن منصات التواصل الاجتماعي الأثر والحضور الكبير لمستخدميها المهتمين والمتابعين لمجال الموضة، حيث نجد أن المنصات من طرفها تركز على ابتكار الخصائص الجديدة التي تشجعهم على التسوق واتخاذ القرارات الشرائية، فنرى أن إنستغرام قامت بدمج التجارة الإلكترونية في عملياتها بشكل يسمح للمستخدمين التسوق والشراء مباشرة أثناء تصفح المنتجات والسلع على المنصة. ذك إلى جانب توفير إنستغرام خوارزميات تحليلية تساعد شركات الأزياء ومستحضرات التجميل على تتبع اتجاهات الموضة المختلفة.

بالنظر إلى كل ما سبق، ليس من الصعب تخيل مستقبل عالم الموضة والأزياء والجمال في ظل التكنولوجيا الحديثة والخوارزميات المبينة على البيانات الضخمة. ببساطة، سيشهد هذا القطاع فرصاً أكبر، وتسوقاً مباشراً أسرع، وحضوراً ذا تأثير أكبر.

وللمزيد من الاخبار المشابهة :

مجالس المدارس الكندية تقاضي منصات التواصل الاجتماعي مقابل 4 مليارات دولار

ولاية أمريكية تحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 14 عاماً وتقيدها لمن هم دون 16 عاماً

“سامسونج سام” تشعل منصات التواصل الاجتماعي، لكن ما قصتها وهل هي حقيقية؟

شارك المحتوى |
close icon