لماذا يحاول العديد من بائعي أمازون المستقلين رشوة المشترين وإعطائهم المال؟
لعل التجارة هي واحدة من أول النشاطات التي عرفها البشر منذ الماضي السحيق: طرفان يتبادلان البضائع أو الخدمات حسب الحاجة. وبالمفهوم الحديث بات المال هو وسيطاً للتجارة: يقدم المشتري المال للبائع ليحصل على المنتج المطلوب. لكن يبدو ما يجري على أمازون اليوم وكأنه عكس المعتاد. حيث يبحث العديد من البائعين المستقلين عن مشترين ليقدموا لهم المال والحوافز المختلفة، لكن ذلك ليس دون مقابل بالطبع.
سبب هذا السلوك غير المعتاد هو المراجعات على منصة التجارة الإلكترونية العملاقة. حيث يمكن للتقييم الجيد أن يقود لأرباح ومبيعات هائلة لمن يتمكن من الحفاظ عليه طوال الوقت. فيما قد يدمر التقييم السيء بائعين يعملون في المجال ويبيعون المنتجات منذ سنوات. لذا يحاول المستخدمون الحصول على التقييمات العالية بأي شكل كان، لكن في بعض الحالات يلجأ البائعون لطرق أخرى للقيام بالأمر. وبدلاً من تقديم منتج وخدمة زبائن أفضل، يلجأون لرشوة المشترين.
منذ مدة تم اكتشاف أن بعضاً من أكثر البائعين مبيعاً عبر أمازون يقومون برشوة المستخدمين بعرض خصم مقابل التقييمات الإيجابية. والآن هناك سلوك آخر مختلف: محاولة التواصل مع المستخدمين الذين تركوا تقييمات سلبية ورشوتهم لتغييرها. حيث أظهرت تقارير أخيرة أن العديد من المستخدمين قد تلقوا رسائل تطلب منهم تحسين تقييمهم مقابل استعادة كامل ثمن المنتج أو أكثر من ثمنه حتى.
بالطبع يعد هذا السلوك مخالفاً تماماً لسياسات أمازون، حيث تمنع الشركة منح حوافز مقابل التقييمات الإيجابية للمنتجات. كما أنها تحظر التواصل مع المشترين خارج منصتها لأي غاية. وبالتالي من المفترض أن تقوم الشركة بمكافحة هذا السلوك بشكل كبير، ولو أن البعض يتهمها بتجاهل الأمر.
مواضيع قد تهمك:
- حلم توصيل البضائع بالدرونز يتبخر مع موت مشروع أمازون في المجال
- أمازون في ورطة قضائية نتيجة السلوك الاحتكاري ضد التجار المستقلين
في الواقع كانت الشركة قد تعرضت لانتقادات كبرى مؤخراً بعدما تبين أنها تتجاهل شكاوى المستخدمين الذين يفضحون البائعين الذين يحاولون تقديم الرشاوي مقابل التقييمات. ونتيجة تجاهل الرسائل والشكاوى بدأت العديد من التخمينات والاتهامات بأن الشركة متواطئة مع هؤلاء البائعين حتى. وفي الوقت الحالي لم تقدم الشركة أي تصريح بخصوص الأمر.