تعرّف على عيوب تقنية إلغاء الضّجيج ومشاكلها قبل الشّراء
إن كنت قد بحثت عن السماعات مؤخراً، فالأرجح أن عبارة إلغاء الضجيج (أو عبارة مشابهة مثل العزل الفعال للضجيج) قد لفتت نظرك. حيث باتت هذه التقنية الهامة واحدة من أهم نقاط تسويق السماعات سواء سلكية كانت أم لا. وحتى في المراجعات دائماً ما يكون الحديث عن وجد إلغاء الضجيج أساسياً لتقدير جودة وفائدة أي سماعة كانت. والسبب هنا واضح، فالتقنية مفيدة بشكل هائل ويمكن أن تغير تجربة استماعك للموسيقى بشكل كامل.
لكن لا يعني وجود الكثير من الضجة حول التقنية أو حتى كونها مرغوبة ومتاحة في السماعات الأغلى ثمناً أنها دون عيوبها. بل أن التقنية تمتلك عيوبها دون شك، وكما العادة هناك “ثمن يجب أن تدفعه” مقابل الحصول على ميزة شديدة الفائدة. وهنا نستخدم عبارة الثمن الذي يجب أن تدفعه بشكل حرفي ومجازي معاً.
هنا سنتناول المشاكل الأساسية التي يمكن أن تواجهك إن قررت تبني هذه التقنية الجديدة والحصول على سماعة تدعمها.
الغثيان والدوار أسوأ الأعراض الشائعة للتقنية
عبر السنوات الأخيرة ظهر أن نسبة صغيرة من مستخدمي السماعات التي تتيح عزل الضجيج يعانون بعض الأعراض المزعجة من التقنية. حيث تتركز الأعراض على أمور مثل الغثيان والدوار وفقدان التوازن كذلك. ويبدو أن هناك سبباً ممكناً لذلك.
حيث أن التقنية ليست مثالية دائماً، ومن المعتاد أن تصدر أمواج صوت إضافية بترددات منخفضة للغاية منها. ومع أن هذه الأمواج غير مسموعة في الواقع، فهي تحفز مستقبلات التوازن الموجودة في الأذن الوسطى. بالتالي من الممكن أن تسبب إحساس اختلال التوازن، أو حتى الغثيان. وذلك بسبب اختلاط الأمور على الدماغ كون إشارات الحركة تأتي من الأذنين لكن ما تراه العينان لا يتوافق مع ذلك.
سيكون عليك الدفع للحصول عليها في سماعاتك
هذا الأمر بديهي نوعاً ما، حيث تتطلب التقنية المزيد من البحث والتطوير كما أنها تحتاج لعتاد إضافي لتتمكن من العمل أصلاً. لذا فمن المنطقي أن تكون السماعات التي تدعمها أغلى وبشكل واضح من نظيرتها المعتادة. ومع أن الفرق لا يبدو واضحاً دائماً، ففي الكثير من الحالات قد تحتاج لدفع بضع عشرات إضافية من الدولارات لتحصل على سماعة مشابهة لكن مع ميزة إلغاء الضجيج.
في حال النظر إلى الناحية السعرية وحدها، فالأمور لا تبدو سيئة حقاً بالنظر للفائدة المرجوة من التقنية. لكن العيوب التالية توضح أن هناك تأثيراً سلبياً صافياً لاستخدام التقنية في بعض الحالات.
إلغاء الضجيج يعني أنك غير مدرك لمحيطك
هذه الناحية بسيطة الفهم للغاية، فإلغاء الضجيج يعني أنك تلغي دور حاسة السمع في إدراك محيطك بشكل كامل. وتتراوح نتائج تنحية حاسة السمع من أمور بسيطة مثل إحراج ألا تنتبه لأحد يناديك وتصل إلى خطر حقيقي على الحياة كألا تسمع صوت سيارة مسرعة قادمة باتجاهك.
بالطبع يمكن استخدام هذه الحجة ضد أي نوع من السماعات كونها تقوم جميعاً بتقليل وعيك السمعي بما يحيط بك. لكن حالة إلغاء الضجيج أشد بشكل واضح لأن الأمور ليست تخفيضاً لوعيك بالمحيط، بل إلغاء كامل له.
في السماعات اللاسلكية، ستدفع البطارية الثمن
كما شرحنا في موضوعنا المخصص لتفصيل ما هي تقنية إلغاء الضجيج وطريقة عملها، هناك الكثير من الأمور التي تجري في الواقع. حيث أن السماعة تستمع بشكل مستمر للضجيج الخارجي عبر مايكروفونات عدة، وتحلل الصوت لتتخذ القرار بأي أمواج يجب أن تصدر لتتمكن من إلغاءه. وحتى عملية إلغاء الضجيج هي عملية فعالة تتضمن إصدار المزيد من الأمواج الصوتية عبر السماعة لإلغاء تلك القادمة من الخارج.
يعني كل ما سبق أن هناك المزيد من المعالجة والاستخدام للطاقة. وبينما قد لا يبدو الأمر كمشكلة لسماعة سلكية متصلة بهاتف أو حاسوب مثلاً. فالسماعات اللاسلكية قصة مختلفة تماماً كونها تستخدم بطارية داخلية وصغيرة جداً لتشغيلها. ويمكنك ملاحظة التأثير الكبير للتقنية بالنظر الدقيق إلى جدول مواصفات أي سماعة لا سلكية تدعمها.
دائماً ما تتضمن بيانات اختبار السماعات اللاسلكية التي تدعم إلغاء الضجيج قيمتين مختلفتين لحياة البطارية. وبالطبع ستكون حياة البطارية أقصر بشكل ملحوظ (20 حتى 30% عادة) مقارنة مع حياة البطارية دون تفعيل التقنية.