لماذا أصدرت مايكروسوفت نظام ويندوز 11 مع أنها وعدت يكون ويندوز 10 هو الأخير
في عام 2015، قامت شركة مايكروسوفت بالكشف عن نظامها الجديد حينها: ويندوز 10. وفي ذلك الوقت كان من المتوقع للنظام أن يكون كما العديد من أنظمة ويندوز حينها: إصدار جديد يأتي بعد عامين أو ثلاثة من الإصدار السابق ويغير الأمور حتى يأتي إصدار جديد يستبدله. لكن المفاجأة كانت عندما أعلنت مايكروسوفت أن ويندوز 10 سيكون آخر نظام ويندوز على الإطلاق ولن يكون هناك ويندوز 11.
كانت الفكرة حينها هي التخلي عن فكرة الإصدارات الدورية كل بضعة أعوام للنظام. وبدلاً من ذلك يتم تقديم الميزات الجديدة تدريجياً وعبر تحديثات دورية تصل مرتين في العام. وطوال 6 سنوات بعد إصدار النظام كانت الأمور كذلك، وكان الجميع قد تأقلم مع كون ويندوز 10 هو ويندوز الأخير. لكن الآن وبعد هذا الوقت فجرت مايكروسوفت مفاجأة كبيرة عندما أعلنت عن ويندوز 11 الجديد. ومع هذه المفاجأة تراجعت الشركة كما يبدو عن خططها تجاه ويندوز 10، والسؤال هنا هو لماذا؟
في هذا الموضوع سنحاول الإجابة على السؤال عن السبب حول تخلي مايكروسوفت عن مخططها الأول. ومع أننا لن نستطيع تأكيد أي عامل كسبب وحيد أو حتمي، فمن المفيد النظر في الأسباب الممكنة لتغير شركة بحجم مايكروسوفت خطة عمرها 6 سنوات.
التخلص من مواصفات التشغيل المنخفضة القديمة
مع أن معظم الحواسيب اليوم تأتي مع 4 أو 8GB كالحد الأدنى لذاكرة الوصول العشوائي ضمنها، هناك في الواقع بعض الحواسيب الضعيفة التي تأتي مع ذاكرة أفل من ذلك. وكذلك الأمر مع المعالجات مع كون بعض الحواسيب لا تزال تتضمن معالجات بمعمارية 32-bit.
هذه المواصفات متدنية للغاية ولا تكاد تكفي لتشغيل أي شيء، لكن ونتيجة عمره ووعد دعمه لنفس مواصفات أسلافه؛ كان على ويندوز 10 دعم مواصفات متدنية للغاية. حيث يمكن تشغيل ويندوز 10 على حاسوب مع معالج بمعمارية 32-bit و1GB فقط من ذاكرة الوصول العشوائي.
للوهلة الأولى قد تغيب المشكلة في هذا الأمر عن البعض، لذا من المهم شرحها: مع الحدود الدنيا الموجودة تعد تجربة استخدام ويندوز 10 سيئة للغاية مع أداء سيء بشكل استثنائي. ومع أن هذه المواصفات تتيح النظام لحواسيب أكثر فهي تضر بشدة بصورة النظام في الأذهان. حيث أن تجربة ويندوز 10 على لابتوب عمره 12 عاماً ستجعل النظام يبدو سيئاً للغاية ودون سلاسة.
الآن مع الإعلان عن ويندوز 11، بات من الممكن لمايكروسوفت أن تتحرر من فكرة المواصفات المتدنية جداً. ومع أن المواصفات الجديدة ليست مرتفعة حقاً، فهي جيدة كفاية لضمان أن أي حاسوب يشغل النظام سيتمكن من فعل ذلك بشكل سلس وليس بالكاد مع مشاكل بالجملة.
جعل ويندوز 11 متوازناً مع لغة تصميمية موحدة
عند تقديمه للمرة الأولى، كان ويندوز 10 نتيجة خليط غريب وغير محبب بين واجهة كل من سلفيه ويندوز 8 و7. وبالنتيجة كانت المواجهة غير متناسقة أو موحدة منذ البداية. ومع الوقت خضع النظام لتغييرات تصميمية كبيرة وبالجملة حتى، لكنها استمرت بالمعاناة من نفس المشكلة: تصاميم بعض الأجزاء مختلف عن الأخرى، ودائماً ما يعيق الأمر تجربة المستخدم.
البديل بالطبع هو إعادة تصميم الواجهة من الصفر، وحتى ولو كانت الواجهة الجديدة قريبة من السابقة، فمن الكافي جعلها متوازنة. والآن مع ويندوز 11 يبدو أن هذا تماماً ما تم فعله. حيث يبدو النظام متناسقاً بشكل كبير وغير مسبوق منذ أجيال عدة من ويندوز في الواقع.
التخلص من مشاكل التوافقية السابقة
لطالما عانت شركة مايكروسوفت من مشكلة كبرى متعلقة بالإصدارات المتتالية لأنظمتها: العديد من الشركات والمنظمات وحتى الحكومات تستخدم أنظمة مايكروسوفت وتثبت برمجياتها المخصصة عليها. ولتوضيح حجم المشكلة هنا، من الممكن الإشارة إلى خبر من عام 2015 عندما اضطر مطار فرنسي للتوقف مؤقتاً عن العمل بعد عطل أصاب نظام التشغيل المستخدم ضمنه: ويندوز 3.1 الصادر منذ عام 1992.
المشكلة هنا هي أن العديد من المنظمات والشركات لا تريد أو لا تستطيع حتى تطوير برمجياتها بالكامل كل حين. وفي العديد من الحالات تعتمد على مكتبات وطرق معالجة قديمة عفا عليها الزمن. لذا وطوال سنوات عديدة كانت مايكروسوفت مضطرة للاحتفاظ بإعدادات توافقية قديمة جداً لتتجنب جعل الشركات والحكومات تنفر من استخدام أنظمتها.
لكن بالطبع لا تأتي التوافقية مع برمجيات عمرها عقدان من الزمن دون تضحيات. بل دائماً ما يكون هناك مشاكل ناتجة عن الأمر وأهمها هنا هي الاستقرار ومشاكل الأداء وبالطبع عدم توحيد النظام. فعلى سبيل المثال كان من اللازم أن يأتي تطبيق الإعدادات في ويندوز 10 ليستبدل كل ما سبقه، لكن بدلاً من ذلك أضيفت الإعدادات إلى لوحة التحكم الموجودة حتى الآن بالإضافة إلى بعض الطرق القديمة جداً للتحكم بالنظام.
تقديم ويندوز 11 من الممكن أن يسهل الأمر بشدة على مايكروسوفت من حيث الانتقال إلى التقنيات الأحدث. حيث أنها ستستمر بدعم نظام ويندوز 10 حتى عام 2025، لكن حينها سيكون على الشركات التي تستخدم برمجيات من عقود مضت ترك الماضي والتحديث إلى إصدارات جديدة قادرة على العمل دون شروط التوافقية المعيقة لتقدم الحوسبة.
مواضيع قد تهمك:
- تعرف على شريحة TPM ولماذا ستحرم من ويندوز 11 إن لم تمتلكها؟
- ويندوز 11 بات حقيقة! كل ما تحتاج لمعرفته عن النظام الجديد من مايكروسوفت
ضجة ويندوز 11 الإعلامية مفيدة لتنمية الحصة السوقية
كما يعرف الجميع ربما، فنظام ويندوز هو الأكبر انتشاراً في عالم الحوسبة منذ زمن بعيد. حيث أن النظام هو المفضل للكثيرين منذ عقود عدة وحتى وقت قريب. ومع أن النظام لا يزال يمتلك حصة تزيد عن ثلاثة أرباع السوق اليوم، فهذه الحصة تشهد انحداراً منذ سنوات في الواقع. حيث انخفضت حصة النظام من أكثر من 90% قبل حوالي عقد من الزمن إلى قيمتها الحالي.
من حيث عدد الحواسيب العاملة به، فنظام ويندوز مستمر بالنمو دون شك، لكن منافسيه الآخرين ينمون وبشكل أسرع حتى. حيث أن الجزء الأكبر من الحصة السوقية المفقودة لويندوز ناتجة عن الإقبال المتزايد على حواسيب شركة أبل ونظامها macOS. والبقية تفسر بنظام كروم الخاص بشركة جوجل والذي بات ينمو بسرعة في السنوات الأخيرة.
عبر السنوات الأخيرة كانت كل من أبل وجوجل تروجان بقوة لأنظمتهما عبر حملات إعلانية كبيرة. وحتى أن العديد من الحملات كانت تهاجم ويندوز بشكل غير مباشر بالتركيز على الأمان وقلة البرمجيات الخبيثة. لذا وبالنسبة لمايكروسوفت لم يعد من المناسب جعل ويندوز يبدو رتيباً دون تغييرات أو تحديثات. والآن مع الإعلان عن ويندوز 11 كان من الواضح أن إعلان نظام جديد هو طريقة مثالية للحصول على تغطية إعلامية كبرى. وذلك مع توفير تكاليف التسويق والإعلانات حتى.
بالطبع لا يمكن التكهن بكون ويندوز 11 سيجعل حصة ويندوز من السوق تستقر أو ربما تعود للنمو. لكن كمية التغطية الإعلامية المترافقة مع إعلان النظام الجديد مهمة دون شك ومفيدة لمسيرة النظام قدماً.